Facebook Pixel
لا خلط بين الآيات
843 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن هناك عقداً بين الله وعباده، يقول الله: شرعت. ويقول المؤمنون سمعنا وأطعنا. فمن رفض السمع والطاعة لله لا يسمى مسلما، ولا نقبله فى صفوف المؤمنين

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [429] : لا خلط بين الآيات

لا يجوز الخلط بين الآيات التى تعرض الدعوة، والآيات التى تبنى الدولة. فالآيات الأولى تخاطب ذهنا خاليا كى يعرف ربا هو به جاهل وله منكر، فإذا شرح بالإيمان صدرا قيل له: استقبل حياة لها معالم أخرى وتكاليف جديدة!.

عندما يدعى الخالى إلى الإسلام تجئ الآية (و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) لا قسر ولا جبر ولا إكراه فى الدين، فإذا آثر الحق ودخل في الإيمان قيل له : هناك واجبات شتى تنتظر المؤمنين وعليهم القيام بها مثل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)

فالقول السديد بعد القلب التقى أساس الخلق المسلم. كما يقال للمؤمنين عامة (يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون) فالمجتمع المسلم خلية نحل حول المسجد يستجيب لندائه بين الحين والحين مؤديا حقوق الله، كما يطلب من المؤمنين الاستعداد لمواجهة عدوهم وصد عدوانه الذى لا ينقطع (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة).

هناك شبكة من الأوامر والنواهى تحرس المجتمع الجديد وتشد بنيانه، ولا يقبل من أحد الاستهانة بها أو التفريط فيها..

وقد رأيت ناسا يفسرون ( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) من شاء صلى ومن شاء ترك من شاء سكر ومن شاء صحا! من شاء عف ومن شاء فسق.. أى يريدون مجتمعا فوضويا خاليا من الحقوق والالتزامات.

ونبتت جرثومة هذا الفهم فى الأوساط المرتدة التى رباها الاستعمار فى كنفه، وغذاها الغزو الثقافى بتعاليمه الكفور..

إن هذا الاستعمار بعد ما ألغى الحدود والقصاص، وأبعد الشريعة عن عالم القانون اتجه إلى ضرب العقائد والعبادات، وأخلاق الإسلام وقيمه! وبث دسائسه فى ميادين التعليم والإعلام لإنشاء أجيال خاوية لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا.

وقد سمعنا صيحة غريبة تقول لا نريد الإسلام السياسى!. فماذا تريدون؟ نريد الإسلام الروحى وحسب!

والحقيقة أنهم يرفضون الإسلام كله بدءا من كلمة التوحيد إلى إماطة الأذى عن الطريق!. إنهم يريدون إسلاما يبيح الزنا والسكر ولا يعرف لله حقا فى شىء.

إن هناك عقدا بين الله وعباده، يقول الله: شرعت. ويقول المؤمنون سمعنا وأطعنا. فمن رفض السمع والطاعة لله لا يسمى مسلما، ولا نقبله فى صفوف المؤمنين.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 27 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع