Facebook Pixel
سنة الزواج في الإسلام
1128 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

نظرة الإسلام إلى الزواج أنه نعمة مضاعفة تُستقبل بالترحاب والبشر، وقد عده القرآن الكريم من آلاء الله التى تذكر وتشكر، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [468] : الزواج

ليست الغريزة الجنسية رجسا من عمل الشيطان، إن الإسلام ـ وهو دين الفطرة ينظر إليها على أنها واقع لا يجوز تجاهله، وكل ما يفعله أن يضعها فى إطار طاهر بشوش ينمى خيرها ويمنع انحرافها..

فإذا استقامت على أمر الله كان إيحاؤها عبادة، ومذاقها سعادة، تأمل فى قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اللقمة تضعها فى فم امرأتك لك بها أجر " وقوله : " فى بضع أحدكم صدقة " فتساءل أحد الصحابة : أيقضى أحدنا شهوته وله أجر؟ فقال له: أرأيت إن وضعها فى حرام أليس عليه وزر؟!

إن مسلك هذه الغريزة إذا استقام على السنن الجاد كان طاعة لله تعالى، وكان إرضاء لله أن تحب زوجتك وتلاعبها وتداعبها..

إن الرائحة الحسنة ترفع الإحساس وتريح الطبع، وقد ضم إليها النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة التى أنعم الله بها، فقال: حبب إلى من دنياكم النساء والطيب، وقرة عينى فى الصلاة"...

وأغلب الفقهاء يجعل الزواج من العبادات! ويجعل نفقة الرجل فى بيته صدقة تكتب له...

وطبيعى أن يهتم الإسلام بالمناسبة التاريخية التى يبدأ بها الزواج، فهو يستحب الاحتفال بها، وقد قال الرسول لأحد أصحابه: " أولم ولو بشاة" وصح فى السنة المطهرة أن النبى عليه الصلاة والسلام حضر حفل زفاف، فكانت العروس هى التى تتحف الأصحاب بالشراب الطهور، والطعام الهنىء..

وإن كان القصد هو السمة الغالبة على المجتمع الأول، والإسلام يكره الإسراف الذى تراق فيه الأموال دون وعى، وقد وصف حافظ إبراهيم إحدى ليلات زفاف من هذا النوع فقال :

قد شهدنا أمس فى مصر عرسا .. جعلت أضواؤه الظلام نهارا...!
سال فيه النضار حتى حسبنا .. أن ذاك الفناء يجرى نضارا...!

والمعروف فى سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استحب اللهو أيام الزفاف، وسمح بالغناء الرقيق اللطيف.

أتيناكم أتيناكم .. فحيونا نحييكم
ولولا الحبة السمراء .. ما سمنت عذاريكم

ويقصد بالحبة السمراء القمح...! والغناء والموسيقى لا بأس بهما فى الأعراس، والمهم اختيار ألفاظ شريفة وأنغام حسنة!

وقد سمعت من يطلب إحياء الأعراس بالقرآن زاعما أن هذه هى السنة! والقرآن كتاب جاد، نزل لتسيير الحياة، ولم ينزل لأحفال الموتى والأحياء، فذاك كله من أعمال الناس، أو مخترعاتهم..

المسلك الصحيح أن نحتفل بما يسر، وأن نذكر نعمة الله بالزواج، وتجمع الأحبة، وقد كان الزوج يأخذ بناصية زوجته، ويدعو الله لها، ويدعو لنفسه بالبركة، وفى القرآن الكريم من دعاء عباد الرحمن (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)، والدعاء المأثور عند المباشرة "اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا".

نظرة الإسلام إلى الزواج أنه نعمة مضاعفة تُستقبل بالترحاب والبشر، وقد عده القرآن الكريم من آلاء الله التى تذكر وتشكر (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ..) وهكذا تمتد الحياة من الأجداد إلى الأولاد وإلى الأحفاد..

واتصال حلقات الحياة على هذا النحو جعل الزواج من آيات الله الكبرى، نعم، فعندما يقول : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .ثم يختم هذه الآيات بقوله: "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره.. "

فإذا كانت للزواج هذه المكانة؟ فلعل الليلة الأولى فيه تستحق الحفاوة والإعزاز.. وجميل كل بدء ينتهى خير انتهاء...

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع