Facebook Pixel
هكذا تضيع الأمم
697 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

ظاهر أن الغزو الثقافى فى القسم شعبتين، إحداهما تزهد فى العقائد، والعبادات، والأخرى تغرى بالمباذل والمضحكات. وهكذا تضيع الأمم، وتطوى صفحتها من كتاب الحق المر

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [444] : هكذا تضيع الأمم

لاحظت مع كثير تفاحش الملاهى والمساخر فى أحفال السنة الميلادية الجديدة وأن السهرانين بقوا إلى الفجر يسمرون ويعبثون، وأن التهنئة بالعام الجديد تزجى لمناسبة ولغير مناسبة وأن المحاولات كانت ملحة لإشعار الناس بأن الاحتفال شعبى عام، وليس تقليدا للغرب!

وبدا لى أن أتجاوز هذا الأمر، فأنا من الناحية الإسلامية أشعر بأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإذا كنت أصوم أو أحج تبعا لجريان القمر فأنا أصلى الفرائض الخمس كل يوم تبعا لجريان الشمس ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون).

ثم رأيت أن الأمر يستحق الاكتراث، فإن الحضارة الغربية ـ وهى صاحبة الشأن الأول فى احتفالات رأس السنة ـ يجب أن تعرف ما تفعل بنا وبغيرنا!

إن أثرتها طفحت وقسوتها ربت وهى تسكر وترقص على أشلاء ألوف مؤلفة من اللاعبين والهلكى.. ولن أتحدث عن مآتم البوسنة ولا عن ضحايا التحرر الإسلامى فى كل قطر..

إننى أتأمل فى معاهدة "الجات " التى عقدها الأوروبيون والأمريكيون، والتى ضمنت لهم "مليارات " من الأرباح الحرام على حين حققت للأقطار العربية وبعض الدول الإسلامية خسائر جسيمة!

وأعترف بأنى لمت نفسى وقلت لقومى تستحقون ما حل بكم: لماذا لا تزرعون ما تأكلون؟ إذا باعوكم قمحهم بأغلى الأسعار فلا لوم عليهم والقانون لا يحمى مغفلا ولا كسولا!

أليس مخزيا أن نكون مستهلكين لا منتجين؟ لماذا أنتظر من الدول الكبرى أن تعدل معنا؟ وهى التى بدأت رحلتها الحضارية بالافتيات على الغير؟

وكان من المصادفات أن أقرأ مع أحفال رأس السنة ثورة الهنود الحمر فى المكسيك! إن هؤلاء الهنود سُلبوا أرضهم وديارهم وعاملهم المهاجرون البيض أحط معاملة.

وقال لى صديق زار استراليا إن بقايا هؤلاء السكان الأصليين يبادون بالخمور المغشوشة ويعرضون للحتوف حتى يُستأصلوا جميعا.

إن الجنس الأبيض يكذب فى إخلاصه للمسيحية، وهو يدارى غرائزه الشرسة وراء مزاعم مردودة، إن دينه الاستعمار الجشع، ولا بأس أن يتعاون مع الصهيونية ليصل إلى أغراضه القريبة والبعيدة على أنقاض العرب والمسلمين!

ربما جاز للمنتصر أن يرقص ويسكر، وأن يسهر حتى الفجر على مهاد من الإثم! لكن السؤال الذى لا جواب له: بم يحتفل المهزومون؟ وعلام يضحكون؟؟

ظاهر أن الغزو الثقافى فى القسم شعبتين، إحداهما تزهد فى العقائد، والعبادات، والأخرى تغرى بالمباذل والمضحكات. وهكذا تضيع الأمم، وتطوى صفحتها...

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 28 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع