Facebook Pixel
رأس السنة ومستنقع الشهوات!
852 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن دينكم ودنياكم معا يتهددهما الابتزاز والاغتصاب والكساد والجفاف، وصنوف من الهوان المادى والأدبى لم تعرف فى هذا العصر الكالح بين أتباع دين آخر من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [632] : رأس السنة مستنقع الشهوات

لم أكن أظن المعصية فادحة الثمن إلى هذا الحد، إن سعرها المعجل باهظ، أما نتائجها المؤجلة فلا يعلم جسامتها إلا الله..

قرأت هذا الخبر الذى يصف واحدا من أحفال رأس السنة الميلادية، ثم استولى على فكر عميق، الخبر يقول: فى رأس السنة الأسعار دون دعم، زجاجة الويسكى بـ 340 جنيها، والعشاء بـ 250 جنيها.

زجاجة خمر واحدة تشترى بثلاث مئة وأربعين جنيها؟ إن هذا المبلغ تشترى به ستة آلاف وثمانمئة رغيف!

حلوف واحد يحتسى شرابا من الإثم يكفى ثمنه لإطعام قرية من الفلاحين؟ لماذا قلت حلوفا واحدا؟ قد تكون معه أنثى يتبادلان السكر ويستمعان إلى الأغنية الشهيرة كلما قلت له: خذ.. قال: هات.

والعشاء المقدم فى هذا الحفل المائج ثمنه 250 جنيها، إن مرتب سنة من خريجى الجامعة.. يستقبلون به الحياة بعد كدح طويل، يتجرعه هذا التائه فى مساء أسود.

والنساء الحاضرات قد انسلخن من الفراء الذى كان على أجسادهن، فأمسين لحما يتاجر فيه الشيطان من عالم الجن أو الإنس. وتوجد قطع من ثياب بقيت لأمر ما، لكن هذا الأمر ليس ستر العورات على كل حال.

أما العطور فقد قال الراوى.. إنها تدوخ من يشمها، ونظر المدعوون والمدعوات إلى راقصة تجيد فن الأفاعى فى الالتواء والامتداد.

قال الراوى: كانت الفتاة الراقصة تصدر أصواتا أثناء الرقص انزعجت لها الزوجات وذهل لها الأزواج.

وانطفأ النور فى منتصف الليل ثلاث دقائق، وفق تقاليد الاحتفال بانتهاء سنة واستقبال أخرى، وكان الجميع على موعد مع هذه الظلمة المفتعلة ليعبث الذكور وليأتى النساء ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن.

إن عيسى وموسى ومحمد وسائر الأنبياء عليهم السلام يرفضون هذه المآسي أو هذه المعاصى جملة وتفصيلا، إن الأندية والفنادق فى هذه الليلة الحمراء تتحول إلى غابات طافحة بالكفر والفسوق والعصيان.

وأنا أعرف أن الحضارة الغربية لا تنظر إلى السماء ولا تفكر فى آخرة، لكنها حضارة منتصرة، وللنصر نشوة قد تفقد ذوى الألباب عقولهم إلى حين.

وسؤالى إلى العرب المهزومين والمسلمين المقهورين، ما أقحمكم فى هذه الأحفال؟ ما حملكم على المشاركة فى أرجاسها ومباذلها؟.

لماذا رضيتم بفقدان الشرف والأنفة؟ وخنعتم لما نزل وينزل بكم من خزي؟ إن الشباب الناضر فى فلسطين يدفن حيا أو تدق عظامه كلها حتى يبقى حيا كميت.

إن معركة الإسلام مع الشيوعية فى أفغانستان استنفدت ألوف الشهداء ولا تزال تطلب المزيد.

إن دينكم ودنياكم معا يتهددهما الابتزاز والاغتصاب والكساد والجفاف، وصنوف من الهوان المادى والأدبى لم تعرف فى هذا العصر الكالح بين أتباع دين أخر!.

ماذا فعلتم بماضيكم وتراثكم؟ ماذا تفعلون بحاضركم وقضاياكم؟

إذا رقص المنتصر وانتشى رقصتم معه وفقدتم وعيكم، وأنتم مغلوبون على أموركم فى ميادين العلم والإنتاج وشئون الحياة كلها.. ما أصدق قول القائل فى كل واحد منكم:

بعت دينى لهم بدنياى حتى .. سلبونى دنياى من بعد دينى

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 10 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع