Facebook Pixel
خيبة الأمل
1128 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

استطاعت الحضارة الحديثة أن تطوى القارات الخمس تحت جناحها وأن تجعل البشر عامة ينتفعون بثمارها المادية التى رفهت معايشهم ويسرت مرافقهم، من كتاب الحق المر

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [460] : خيبة الأمل

استطاعت الحضارة الحديثة أن تطوى القارات الخمس تحت جناحها وأن تجعل البشر عامة ينتفعون بثمارها المادية التى رفهت معايشهم ويسرت مرافقهم، اختفت مصابيح الزيت وحلت محلها ثريات الكهرباء، واختفت الأفران القديمة وما تتطلب من أحطاب وأخشاب لتحل محلها أفران أنيقة خفيفة الوقود وصار التنقل بالسيارات والطائرات بعد ما كان بالخيل والبغال والحمير!

والمهم أن هذه الحضارة قدمت فلسفتها فى فهم الوجود وخطتها فى قضاء العمر وعبور الحياة بين يدى خدمات مادية حسنة ورؤى واقعية سهلة.

وكان المسلمون قد فقدوا قوة الدفع وتذوق الوحى ولباقة التصرف فألقوا بأنفسهم بين أحضان الجديد المقبل وذاب أكثرهم فيه، ونحن ما نرفض دنيا حسنة وإنما نرفض أن تكون هذه الدنيا "طعما " لنسيان الله واطراح وحيه، ونرفض أن يكون الفقر المادى ذريعة للانحراف والمروق.

وإن جماهير من الناس غرتهم هذه الحضارة وأعجبتهم فماذا يفعلون؟

ظنوا أنهم يلتحقون بأصحابها إذا ارتدوا ملابسهم وقلدوا مسالكهم فهل أفلحوا؟

كلا، كان ينبغى أن يدرسوا سر تفوق القوم، ومصادر المعرفة التى نقلتهم إلى ما بلغوا ولو اختاروا هذا الطريق لأدركوا أن دراسة الكون وقواه من وراء هذا النجاح الباهر!

فهل دراسة الكون والتأمل الواعى فى خلق السماوات والأرض اختراع أوروبى؟ أم هو توجيه قرآنى فى مئات الآيات؟.

إن المسلمين ظلموا أنفسهم وكتابهم وتاريخهم وحضارتهم عندما أداروا ظهورهم لآيات الله فى العالمين وانشغلوا بالمتشابه من آيات الوحى وحسبوا أنهم يبنون العلالى وما دروا أنهم يحفرون لأنفسهم القبور!

ماذا جنينا؟ لقد تسلح الإلحاد،" بتفوق علمى فى البر والبحر والجو وبقينا فى أماكننا محسورين!

قرأت هذه السطور فى بحث عن مستقبل الشرق الأوسط أنقلها للعبرة.

يقول البحث : نحن نحتاج اليوم إلى جهد أقل وتربة أقل وماء أقل نستخرج منتجات أكثر وأكثر! فالولايات المتحدة التى تستخدم 1.5% من قواها العاملة فى الزراعة تنتج 25% من مقادير الغذاء فى العالم فى حين لم يستطع الاتحاد السوفيتى أن يصل إلى الاكتفاء الذاتى مع أنه يستخدم 33% من قواه العاملة فى الزراعة!

وقد اشترى السوفيت البقر من إسرائيل لماذا؟ لأن البقرة فى إسرائيل تعطى من الحليب ثلاثة أضعاف المقدار الذى تعطيه البقرة فى روسيا رغم أن البقر هو البقر! وله ذات الصفات، الفرق هو الطريقة التى تصل بالانتاج إلى ثلاثة أضعاف، الفرق هو فى الارتقاء العلمى !!

وقد رأيت فى التلفاز صورة لنجاح اليهود فى زراعة قطن ملون. والقطن كما نعرفه أبيض ناصع وكان الفلاحون عند جنى القطن فى بلادنا يغنون " نورت يا قطن الليل "! لشدة بياضه!!

إن الارتقاء العلمى سيغنيهم عن تكاليف الصناعة، أظن أنه لو حاول ذلك عندنا أحد العلماء لجاءه من يقول له لا تفعل فإنه تغيير لخلق الله!!

والجنون فنون.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع