1262 مشاهدة
0
0
إن دعاة الإسلام وأنصاره لقوا فى نصف القرن الأخير معاناة تقشعر منها الجلود، وقد ترك ذلك فى نفسى جنوحا إلى كراهية الظلم، ومحبة الحرية وتجاوبا مع كل صيحة تقدر حقوق الإنسان وتصون كرامته
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [ 403 ] : نكبات المتشبثين بالحق
لعلى أخف أهل الإيمان عذابا مع أنى اعتقلت وأهنت على عهد فاروق وعهد عبد الناصر! إن الله رحم ضعفى وحمل عنى، فى الوقت الذى كان فيه المئات والألوف يتعرضون لعذاب تشيب منه النواصى! زهقت فيه أرواح كثيرة، وخرجت منه جماهير بعاهات وذكريات رهيبة..!
إن دعاة الإسلام وأنصاره لقوا فى نصف القرن الأخير معاناة تقشعر منها الجلود، وقد ترك ذلك فى نفسى جنوحا إلى كراهية الظلم، ومحبة الحرية وتجاوبا مع كل صيحة تقدر حقوق الإنسان وتصون كرامته..
وأعرف أن طوائف كبيرة من الناس تعرضت للاضطهاد والفتنة بسبب مذاهبهم وعقائدهم، وقد كشفت الأيام الأخيرة عن حمامات الدم التى طاحت فيها ملايين على عهد " ستالين " فى روسيا، وعن المذابح الجماعية التى تمت فى أثناء الثورة الثقافية بالصين على عهد الزعيم "المحبوب " ماو!
الحق أن الاستبداد السياسي طاعون يأكل الأخضر واليابس، ويهلك الحرث والنسل، وأن أحرار العالم يجب أن يتعاونوا ويتساندوا ليقضوا على هذا الوباء إذا ظهرت له جرثومة فى قطر من الأقطار.
إننى أحب حرية الرأى - وهى غير حرية الهوى - فحرية الرأى من خصائص العقل الإنسانى، أما حرية الهوى فارتكاس حيوانى يهوى بقيمة الإنسان ويذهب بعقله..
ومع أن العقيدة الدينية أغلى شىء فى الوجود، فإنه لم يقع قط أن أحدا من أنبياء الله أكره أحدا على دين.. إن هؤلاء المرسلين الكبار كانوا يقاومون من ضن على غيره بحرية الإيمان كما صور ذلك القرآن الكريم : (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم …)
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فى أقطار شتى، فالسكارى بخمرة القوة يقولون للمؤمنين الضعفاء: لا مكان لكم بيننا مادمتم متمسكين بالله ووحيه!!. وعقبى هذا العراك معروفة وإن فدحت المغارم وتتابع الشهداء..!
لكن كلمة استوقفتنى طويلا وأنا أرقب عراك المبادىء فى دنيا الناس! فإن كاتبا ماركسيا قال لأحد الإسلاميين: تريدون العودة إلى محاكم التفتيش؟ فضحكت ساخرا وأنا أقول: قد تكون العودة إلى عهد " ماوتسى تونج " أو " ستالين " رسل الحرية فى الأرض، وغارسى الجنة الخضراء فى ثراها العريض!!.
إن محاكم التفتيش أيها الأحمق دون ما صنعتم بالناس عندما انتصرتم وتسلمتم زمام السلطة! فكيف يجرؤ أحدكم على مخاطبة المعذبين فى الأرض بهذا اللغو؟.
إن حملة الإسلام يكافحون وسط أنواء هائلة، ولا ينشدون إلا حرية الكلمة فكيف يتهمهم أتباع " ماو "، و " شامير "، وغيرهما بأنهم أعداء الحرية؟
إن الحرية الواعية أثمن هدايا السماء إلى الأرض.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
نشر في 21 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع