Facebook Pixel
فكرة عن كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
2992 مشاهدة
2
1
Whatsapp
Facebook Share

هناك أفكار وتقاليد ومسالك خاصة وعامة تنتشر بين المسلمين، وتتقيد جمهرتهم بها على أساس أنها تعاليم إسلامية فجاء كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا موضحاً ذلك

كتاب : الغزو الثقافي يمتد في فراغنا - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 1 ] مقدمة الكتاب

هناك أفكار وتقاليد ومسالك خاصة وعامة تنتشر بين المسلمين ، وتتقيد جمهرتهم بها على أساس أنها تعاليم إسلامية، أو نضح هذه التعاليم ومقتضاها ، والحق أن الإسلام بعيد عنها، أو لعله ينكرها ويعترض مسارها...

قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون عن الخير، وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أقع فيه. قلت: يا رسول الله ، كنا في جاهلية وشر حتى أتانا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟.

كان متوجسا يتساءل فى نفسه: هل سيبقى هذا الخير أم ينهزم، ترى كم يطول أمده؟.

وأجابه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم : " نعم، سيقع بعد هذا الخير شر".

هكذا الدنيا، الحرب فيها سجال بين الحق والباطل والنور والظلام.

وعاد حذيفة يسأل: هل بعد هذا الشر خير؟. وجاء الجواب الجدير بالتأمل: " نعم ، وفيه دخن "ـ غش ـ إنه خير مشوب.

قال حذيفة ؛ ما دَخنُهُ ؟ قال : " أناس يهدون بغير سنتي ، تعرف منهم وتنكر".

وهذه الإجابة تعني أمرين :

أولهما أن خليطا من أهواء الناس وشرورهم سيلتصق بالحق ، وكأنه منه.. والآخر أن أولي الألباب ، أو أهل الذكر، أو فقهاء الأمة يستطيعون ميز هذا الغش والتحذير منه.

والمحزن أنه في غيبة الفقه الذكي، انتشر الدخن المخوف، وامتد أذاه ، وأصاب الإسلام الصحيح منه شر مستطير..

وقد نظرت إلى حصائل بعض الناس من علوم الدين فوجدتها لا تتجاوز هذا الدخن.

إنهم يلقون أحاديث، ويصدرون فتاوى ويخوضون باسم الإسلام معارك ، والإسلام بعيد عما يقولون وعما يفعلون ، وإن كان يصلى نارهم ويحمل عارهم.. وهو مظلوم ، مظلوم..

الإسلام الصحيح يقدم لأتباعه الخير، ويهب لهم النصر.. وهذا التدين المغشوش يقدم الهزيمة ويصنع التخلف، ويحس الناس معه بالحرج ..

وكان يجب على المسلمين أن يغربلوا مواريثهم التي أثقلت كواهلهم ، وقذفت بهم في ذيل القافلة البشرية، وأن يحاكموا أعمالهم وأحوالهم إلى الوحي الأعلى فيمحو ما يخالفه وهو كثير، بيد أنهم لم يفعلوا.

فلما هجم الاستعمار العالمي على بلادهم أحرجهم إحراجاً شديداً، وأرغمهم على ترك كثير مما لديهم، قال بعض الجهلة : انهزمت التعاليم الإسلامية. فقلت: بل انهزم الدخن الذي حرصتم عليه وتشبثتم به وزعمتموه ديناً وما هو بدين.

كيف يهزم الإسلام في معركة لم يدخلها ؟. إن الهزيمة لحقت بالبدع الذميمة والأفهام السقيمة والأوضاع الجامدة والعادات الفاسدة التي أتى الناس بها من عند أنفسهم، وأوهنوا بها الفرد والمجتمع والدولة، وشوهوا بها وجه الحق، وأضاعوا بها الكتاب والسنة..

وهذا الكتاب يصارح المسلمين بما لا بد منه. هناك تصاريح بالعودة إلى الإسلام ، فإذا ذهبت تبحث في هذا الإسلام الذي تعود إليه لم تجد أمراً ذا بال ، إنها عودة إلى منابع الدَخل في ثقافتنا التقليدية، وتكرار لأخطاء سابقة..

وهل يتصور عاقل أن تقوم نهضة بعيداً عن الاكتمال الثقافي والخلقي، بعيداً عن الرشد الاجتماعي والسياسي لأن اهتمامها البالغ بأحكام فقهية فرعية، ومجادلات كلامية نظرية، وصور ساذجة عن الملابس والهيئات..

إن الغزو الثقافي ـ بشقيه الشيوعي والصليبي ـ لا يجد أفضل من هذا الجو لينطلق وينتصر. من أجل ذلك قلت : إن الغزو الثقافي يمتد في فراغنا ! هناك فراغ حقيقي في النفس الإسلامية المعاصرة لأن تصورها للإسلام طفولي ، وسطحي، يستقي من عهود الاضمحلال العقلي في تاريخنا وكأن بينه وبين عهود الازدهار ترة.

إنني ـ من منطلق إسلامي ـ أرفض التبعية النفسية للآخرين، ولكنني من هذا المنطلق نفسه أرفض التصورات الإسلامية للحياة ، أعني التصورات التي ينسبها بعض الناس للإسلام، وهي عند التأمل خيالات مرضى وقاصرين.

إن الإسلام يُظلم باسم الإسلام... يظلمه علماء يخدمون السلطة، وشبان عديمو الفقه، وغوغاء حيارى.

إنني أنذر بأن أوضاعا إسلامية شتى تواجه مستقبلاً كالحاً، وقد تقع للمسلمين كوارث جديدة، ولن، تحمينا أبداً إلا عودة حقيقية إلى الإسلام الحقيقي.

محمد الغزالي

----------( يُتَّبَع )----------
#محمد_الغزالى
#الغزو_الثقافي_يمتد_في_فراغنا
كلمة حرة
نشر في 12 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع