731 مشاهدة
0
0
حتى فى ميدان الرياضة البدنية نتخلف ويتقدم غيرنا؟ يبدو أن للنَّفس الواهن طبيعة تسرى فى كل مجال، وتجر الهزائم هنا وهناك!
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [478] : نظرة إلى الرياضة
انتهت دورة "برشلونة " الرياضية، وشرع مندوبو 173 دولة يعودون إلى بلادهم ، فكيف عاد العرب من هذه الدورة المشهودة؟ كانوا أقل الناس نجاحا وأبخسهم حظا إلا أفراد قلائل نالوا الأوسمة فلم يخفف ذلك من عبء المصاب!
قلت فى نفسى: حتى فى ميدان الرياضة البدنية نتخلف ويتقدم غيرنا؟ يبدو أن للنَّفس الواهن طبيعة تسرى فى كل مجال، وتجر الهزائم هنا وهناك!
وتذكرت أن عشاق الرياضة عندنا يذهبون لحضور المباريات قبل الموعد بساعات طوال لا تؤدى خلالها صلاة العصر وربما كانت المباريات فى رمضان فلا يصوم إلا النزر اليسير، كأن الرياضة ضد التدين!
إن الألعاب الرياضية مران جميل على تقوية الأجسام وتحمل المتاعب وإصابة الأهداف ومنافسة الآخرين وتقوية العزائم، وقد اختلفت أنواعها فى هذا العصر، وكانت قديما لا تعدو الجرى والرمى والملاكمة والسباحة... وكان الاشتراك فيها حفاظا على الجسد حتى يبقى قديرا على الكفاح حمالا لتكاليف الجهاد.
ويذكر الرواة أن النبى عليه الصلاة والسلام مر بفريقين يتباريان فسره منظرهم ـ وكانوا ينتضلون بالسهام ـ فقال: ارموا بنى اسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بنى الأدرع! فأمسك القوم وقالوا: من كنت معه فأنى يُغلب؟ فقال ارموا وأنا معكم كلكم! فرموا عامة يومهم فلم يسبق أحدهم الآخر أى انتهت المباراة بالتعادل..
ولا شك أن عددا كبيرا من الألعاب الشائعة مقبول وجميل الأثر وهو يدل على مبلغ ما أودع الله فى الأبدان من قدرة وسحر ومرونة واكتمال، وقد كنت أرجو أن نلفت أنظار العالم ببطولات فذة فى آفاق شتى، لكن خيبتنا كانت ثقيلة، مع كثرة ما ننفق فى هذه المجالات.. ويبدو أننا فى حاجة ماسة إلى مراجعة سياستنا التربوية وسياستنا الرياضية على سواء.
ولفت نظرى فى مباريات "برشلونة" منظر تفردت به حضارتنا الحديثة وكان من أسوأ مباذلها، منظر السباحة الراقصة على نغمات الموسيقى وتقلب الأجساد العارية على سطح الماء، والعيون المحملقة تجتاحها ظهرا لبطن!!
لماذا هذا السخف؟ وما جدواه؟ إننا نستطيع أن ننقل آداب ديننا إلى الساحات المائجة بالشباب، ولكن متى يسمع الناس منا ويصغون إلينا؟ يوم نكون طلائع ظافرة فى الملاكمة والمصارعة وحمل الأثقال وقطع المسافات الطويلة والقصيرة! والوثب على الخيل وتخالى العوائق ورمى الأقراص... إلخ.
إن الناس تستمع إلى المهرة وترى إشارتهم تقليدا يتبع أما أن نذهب إلى المحافل الدولية فيرانا الناس قاصرين أو مقصرين فإن نظرتهم تقتحمنا بغير مبالاة، إن خدمة الإسلام تحتاج إلى أساليب ذكية مادية وروحية فهل نرتفع إلى هذا المستوى؟
إنه لا يحتاج إلى تفجير الذرة! يحتاج لأن نكون بشرا عاديين.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
نشر في 30 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع