Facebook Pixel
إلغاء عقوبة الإعدام
859 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

منظمة العفو الدولية تقوم بعملين متناقضين، فهى تسعى إلى كشف الجرائم الموجهة ضد البشر حيث كانوا، وتشهر بأصحابها وتحاول تطهير المجتمعات منها ولكن ماذا عن إعفاء عقوبة الإعدام

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [437] : عقوبة الإعدام

منظمة العفو الدولية تقوم بعملين متناقضين، فهى تسعى إلى كشف الجرائم الموجهة ضد البشر حيث كانوا، وتشهر بأصحابها وتحاول تطهير المجتمعات منها، وهذا عمل حسن نؤيدها فيه، ولكنها تبذل جهدا آخر فى إلغاء عقوبة الإعدام من قوانين العالم كلها، وتمهد للقتلة مستقبلا فى السجون يتناولون فيه الغذاء وقد يستمعون إلى الغناء!

وهذا تفكير مستغرب نرفضه جملة وتفصيلا. إننا عن طريق العقل والوحى نرى أن القاتل يقتل، وإن إفقاده الحياة جزاء عدل على ما جنت يداه.

ومعروف أن العقوبة لها جانبان : جانب يرمى إلى حماية المجتمع، وتخويف الآخرين من القصاص إن هم اقترفوا هذا الإثم، وذاك معنى قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة).

إن الإجهاز على مجرم أزهق روحا بريئة يصون أرواحا أخرى كثيرة و يستبقى لها السلامة والأمان، وذاك ما أدركه العرب الأقدمون فى جاهليتهم عندما قالوا: "القتل أنفى للقتل. ".

والحق أن الإعدام رادع جيد لذوى الضمائر المظلمة.

أما الجانب الآخر : فهو يتصل بالقاتل نفسه. لماذا نكلف بصيانة حياته وهو لم يصن حياة الآخرين؟ لماذا لا يذوق طعم الموت الذى أذاقه غيره؟ لماذا نرحمه وهو لم يرحم أحدا؟ إن العشب السائم يقلع. والعضو الضار يبتر. والرحمة به عدوان على الغير.

ومنظمة العفو تسير فى الطريق التى سارت فيها القوانين الوضعية فضرت وأساءت، فالقضاء فى أغلب البلاد العربية أظهر الرأفة بالقتلة ولم يحكم بالقصاص العدل إلا فى عُشر جرائم القتل فكيف كانت العاقبة؟

اتسعت دائرة الإجرام ولم تجف الأرض من الدماء المسفوكة طلبا للثأر أو إشاعة للجريمة. ولو أن كل قاتل قتل لتضاءل عدد الجرائم إلى حد بعيد.

ذلك وليس القتل واجبا لمن يقتل وحسب! بل إن الفساد فى الأرض يستحق العقوبة نفسها، لأن مثيرى الفوضى ومستبيحى الأعراض وناشرى الذعر بين الناس لا يجوز التهوين من خطرهم على الحياة العامة. وقد قال الله تعالى : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).

إن هذا قانون طبيعى. فنحن نبيد الجراثيم ونهلك الحشرات المؤذية حفظا للصحة العامة، إن الإنسانية تكسب كثيرا عندما تخلو الحياة من قطاع الطرق ومغتصبى الأعراض، ولن تخسر شيئا من اختفائهم تحت أطباق الثرى.

المطلوب فقط أن يتم ذلك أمام قضاء بصير عادل نزيه، وأرى أن تتم العقوبة علانية حتى تحسم ميول الإجرام عند بعض المرضى، فالاستقامة تتم بين عوامل الرغبة والرهبة معا!

وأخيرا ننبه الساعين إلى إقامة فرع لمنظمة العفو الدولية عندنا أننا نرفض التفريط فى آية من كتاب ربنا، ونساهم مع أهل الشرف فى حماية حقوق الإنسان ومقاومة من يعتدى عليها، ونبسط أيدينا مصافحين ومؤيدين!

أما القوانين الوضعية فقد آن الأوان لدفنها وإراحة البشر منها!.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 28 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع