Facebook Pixel
الأمراض النفسية
1140 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

وقد وجدت بعض الجماعات الدينية لا تفتأ تحصى مثالب الآخرين وهى فى الوقت نفسه ذاهلة عن عيوبها حتى لتكاد تزعم العصمة من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 398 ] : الأمراض النفسية

العبودية الحقة لله أن تنقب فى نفسك فلا تجد عوجا إلا قومته، ولا سيئة إلا محوتها ولا علة مزمنة إلا طلبت لها الشفاء على اختلاف الليل والنهار فلا تموت إلا وأنت برىء منها أو مجاهد لها..

إن الرضا عن النفس شيمة الصغار، والغفلة عنها مع اليقظة لأخطاء الآخرين طريق الخسار!.

وقد وجدت بعض الجماعات الدينية لا تفتأ تحصى مثالب الآخرين وهى فى الوقت نفسه ذاهلة عن عيوبها حتى لتكاد تزعم العصمة!..

والاعتزاز بالحق شىء والرضا عن النفس شىء آخر! الاعتزاز بالحق شعور بفضل الله، وعظمة ما منح من توفيق، ورغبة فى نشر هذا الحق حتى لا يحرم منه أحد، وأسى للزائفين عنه والمحرومين منه...

أما الرضا عن النفس فهو استكبار بالحق على من جهلوه ورغبة مجنونة فى الإجهاز عليهم والشماتة فيهم مع ذهول عن العيوب الكامنة والشهوات المصاحبة للأعمال..

تأمل معي هذا الحوار: " قال رجل لآخر: إنى أحبك فى الله! فقال له الآخر: لو علمت منى ما أعلمه من نفسى لأبغضتنى فى الله!! فقال له صاحبه: لو علمت منك ما تعلمه من نفسك لكان لى فيما أعلمه أنا من نفسى شغل.. ".

إن المؤمن العاقل يشغله عيبه عن عيوب الناس ويعلم أنه امرؤ فقير إلى المغفرة العليا، وإذا كان لديه فضل عليهم فهذا يحسب عليه لا له. فإن العلم الزائد يتطلب جهدا أكبر لا تطاولا على الخلق وتربصا بهم وفى الحديث " قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان! فقال الله: من ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلان؟ فإنى قد غفرت له وأحبطت عملك!.

أذكر أن شابا لقينى غاضبا أو معاتبا يقول: إنك تجلس بين طلاب حليقى اللحى وطالبات متبرجات ويراك الناس مبتسما لا غضبان وما يسمع منك أمر ولا نهى. أفلا يعذر من كرهك وذمك وأنت على هذه الحال؟!

قلت: ما أظن العبوس من لوازم الدعاة، وأنا أشرح أولا أبجديات الإسلام فى العقائد والأخلاق وإذا صح البذر أتى الثمر فى أوانه! ويوم يعرف الناس ربهم ويرتبطون به على مبدأ السمع والطاعة فإن ما تطلب وفوق ما تطلب سوف يتحقق..!

أما قضية ذمى فلا أدرى ما أقول فيها؟ غير أنى أحمد الله الذى أسبغ الأستار فلم يمكنكم منى! ! إنكم تشتهون أن يفتضح الخلق لترضوا أنفسكم وهذا الاشتهاء داء أخبث من المعاصى التى تعيبونها على الناس.

يا بني أخشى أن تكونوا شرا من غيركم بهذه الطوايا الكالحة! إن عاصيا كسير القلب أشرف من واعظ يتطاول على العباد.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
كلمة حرة
نشر في 21 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع