667 مشاهدة
0
0
السؤال المثار فى الدنيا والآخرة لجماهير المسلمين: هل فعلتم شيئا من أجل الإسلام؟ إلى متى تبقى روائح العفن والتخفف مقصورة على بلادكم؟ أبهذا ينتصر دين؟
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [448] : الغدر
الغدر نقيصة خسيسة تسقط صاحبها ـ وتسلبه كل احترام، وقد تعاطف الناس مع "ميخائيل جورباتشوف" عندما غدر به نائبه، وتأمر مع آخرين ضده! وفهموا سر غضبه وهو يقول عن النائب الغادر : لقد اخترته ووقفت ضد الكثرة التى رفضته، وأصررت على أن تغير رأيها فيه، وها هو ذا يخذلنى ويطعننى فى ظهرى بعد ما أفأت عليه هذه النعمة. !
والحق أن الخيانة والكنود رذائل لا يسيغها أحد، ولا يساق فى تهوينها عذر، وسوف يلقى نائب جورباتشوف ورفاقه العقاب الذى يستحقون، ولن يرثى لهم أحد...
لكنى تساءلت: هل الغدر بالله دون الغدر بالبشر؟ هل كفران النعم الإلهية دون كفران أنعم الناس؟
وددت لو سألت جورباتشوف : إنك ناقم على امرئ أسديت إليه يداً فجحدها، فما رأيك فى الأيادى التى أسداها الله إليك؟ لقد خلقك فى أحسن تقويم، وأقامك بين قومك زعيما أى زعيم، فما سمع منك طول عمرك اعترافا بجميل، وما قلت له يوما : سبحان ربى العظيم !
إن مقت الله لك أشد من مقتك لنائبك الخائن، لأن صنيعه إليك لا يقاس به صنيع!! وما قيمة أن ترفع نائبك إلى وظيفة ما بجانب أن يخلقك الله من الصفر، ويهب لك السمع والبصر والفؤاد؟
المأساة الكبرى فى مسالك الناس أنهم يستهينون بالإساءة إلى البارئ الأعلى، ويضخمون الإساءة إلى ذواتهم المحدودة، حتى لكأنه ليست لله حقوق ولا له على عباده واجب.!
إن للشيوعية جانبا إلحاديا؟ وجانبا اقتصاديا! والغريب أن دول الغرب لا تكترث بالجانب الإلحادى، ولا تغضب منه، إن نقمتها الكبرى وحربها الدائمة على الجانب الاقتصادى، تقول: الحرية لرأس المال وحق التملك وحرية التداول.. الخ.
أما إنكار الإيمان فالأمر هين، وحرية الكفر مكفولة لكل أحد، لمن شاء أن يقول: لا إله ! ولمن شاء أن يقول: إن كان فلا علاقة له بنا ولا علاقة لنا به..! ولمن شاء أن يقول سمعنا وعصينا، ولمن شاء أن يقول: نحيا هنا كما نريد، فإذا انتقلنا إليه كان لنا معه شأن!!
أما أن لله عظمة تعنو لها الوجوه، وأن له إحسانا تستعبد به النفوس وعهودا مع الخلق لا ينبغى الغدر بها؟ فذلك كله كلام المتدينين البله؟ وما أكثرهم! (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)
وعندى أن أزمة التدين تعود إلى المتدينين أنفسهم، فقل منهم من يصدق الله فى معرفته وعمله، وقل منهم من يكون صديقا لله؟ يعامله بالود والوفاء والشرف..
عندى أن الوالد الأول للشيوعية هو "راسبوتين " لا "ماركس " فلولا وضاعة الأول ما نجح الأخير.
عندى أن الطبع الفظ ، والقلب القاسمى، والتبلد أمام آلام البشر من وراء الهزائم الكبيرة التى لحقت بالإيمان فى هذا العصر، ولو أن دعاة الإيمان اكترثوا لأحزان الناس، وغضبوا لمظالمهم، ومشوا فى مواكب المستضعفين بدل المسير فى مواكب الكبراء لكسب الإيمان معارك كبيرة..
إن الغرب يدق الطبول لهزائم الشيوعية فى روسيا، فلنعلم أن الطنين القادم من بعيد ليس فرحا بهزيمة الكفر! البعد عن الله سواء فى الجبهتين! وكراهية الإسلامية قاسم مشترك...!
والسؤال المثار فى الدنيا والآخرة لجماهير المسلمين: هل فعلتم شيئا من أجل الإسلام؟ إلى متى تبقى روائح العفن والتخفف مقصورة على بلادكم؟ أبهذا ينتصر دين؟
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
نشر في 28 أيلول 2018