مابين العمل للثواب والعمل للنفع

شجع الإسلام لبناء مجتمع قوي متماسك منتج، ووعد بالثواب لمن يشارك في هذا البناء، ولكننا اليوم سلخنا هذه المفاهيم وجردناها من محتواها بحثاً عن الجزاء الموعود فقط

مابين العمل للثواب والعمل للنفع
حين تضع صدقةً بيد الفقير لثقتك الكاملة بأنك ستجدها أضعافاً مابين الدنيا والآخرة فأنت لست بكريم ولاتقوم بعمل الخير بل أن تتاجر تجارةً رابحةً محضة بغض النظر عن هدف العمل ونتائجه
كحال الطالب الذي وعده أهله بسيارة فارهة إذا نجح بمجموع عال، فدرس وعينه على السيارة ونجح وعينه على السيارة دون أن يولي اهتماماً للعلم الذي درسه وللقيمة التي حملها، ومايتوجب عليه أن يفعل بها
حثّ الإسلام على الصدقة لنقل الفقير من حالة العوز لحالة الإنتاج والبناء، بل واعتبر هذا المال من حقه "وفي أموالهم حقٌ معلوم"
وما مثال الصدقة إلا واحد من كثير من المفاهيم التي أتى بها الإسلام أو شجعها لبناء مجتمع قوي متماسك منتج، ووعد بالثواب لمن يشارك في هذا البناء، ولكننا اليوم سلخنا هذه المفاهيم وجردناها من محتواها بحثاً عن الجزاء الموعود فقط ولئن سألت كثيراً من المصلين: لماذا تصلي لأجاب: لكي لا أدخل النار فترك الصلاة لا يُغتفر، في حين قالها سيد الخلق: أرحنا بها يا بلال، وكان إذا حزبه أمرٌ بادر إلى الصلاة
دوماً عيننا على الآخرة بنظرةٍ تسلخ الاستخلاف في الدنيا، ولا أظن إهمال هذا الاستخلاف سينجينا في الآخرة حتى لو أقمنا الشعائر لأننا لم نؤدي الغرض الحقيقي منها