Facebook Pixel
لهذا نستهجن الآخر!
1045 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

عليك أن تكون في جزيرتك وتنظر عبر الجسور والممرات إلى الجزر الأخرى ليكتمل التواصل والتفاهم بين بعضنا ، سواء في الواقع أم في وسائل التواصل الإجتماعي

لهذا نستهجن الآخر!
لاشكّ أن واحدنا لديه جرعة يومية من وسائل التواصل الاجتماعي، وبنظرة خاطفة نرى أن كلاً منّا قد كوّن شبكته الخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، بإضافة أصدقاء وحذف آخرين، ومتابعة الصفحات التي تروق لأذواقنا، وحجب الصفحات التي لاتعجبنا

لقد تحوّل الفضاء الافتراضي إلى جزر منعزلة، خاصةً أننا ننتقي ونتابع من يوافق أهوائنا وطباعنا، فمن النادر أن تجد شخصاً يتابع صفحةً تقدم أفكاراً لاتعجبه أو تناقض قناعاته، ولكن إلى أي حد يعتبر هذا الأمر صحيحاً؟

مثلاً قد ترى صفحات جزيرتك الاجتماعية تتحدث عن هدف في مباراة ما، وطالما أن أصدقائك يمتلكون اهتمامات متقاربة ومشتركة سيتحدث بعضهم عن ذاك الهدف، فيتولد لديك شعور بأن هذا الهدف هو حدث اليوم الذي يتحدث الجميع فيه!

وقد تستغرب حين ترى أحداً لم يسمع بهذا الهدف لأنه ببساطة يعيش على جزيرة افتراضية أخرى

اليوم وفي هذه اللحظة، في جزيرة ما، قام أحد الشباب الصغار بنشر فيديو لعدنان ابراهيم، فيه كلام منطقي متزن مدته 4 دقائق، فكان عدنان ابراهيم الموضوع الرئيسي على تلك الجزيرة ونال الكثير من المديح وعلامات الإعجاب

الطامة تحصل حين يقفز أحد من جزيرة إلى أخرى فجأة، فقد وصل لتلك الجزيرة رجل ثلاثيني متابع لأي فيديو يحوي عنوان "ضلالات الضال المضل الأفاك عدنان ابراهيم!"
وكان صاحبنا يعيش على جزيرة يتصدر فيها داعية أو داعيان ممن يناصبون عدنان الكراهية والعداء!
أصيب الرجل بصدمة هائلة، ورأى أن هناك جيلاً فاسداً كاملاً، مخدوعاً، ودخل على تلك الجزيرة بأقذع عبارات الشتم والتحقير فعلى جزيرته يعتبر الرجل أفاكاً لا نقاش فيه

جائتي مرة رسالة على واتس آب، للنقاش بما فعلته فلانة من الناس بخلع حجابها على الهواء، وحين استفسرت منه أصيب بصدمة أنني لا أدري بما فعلته ووسائل التواصل تغص بفعلتها، ولكن صديقي لم ينتبه أن جزيرته كانت تغص بتلك الفعلة بينما جزيرتي لم تكن!

تنقسم الجزر حسب العمر والجنس والأعراق طبعاً واللغة حتماً، ولكن الجزر العمرية هي الأخطر، فيوجد فجوات كبيرة بين جزر المراهقين وجزر الشباب وجزر الناضجين، كما أن قضية الجزر تمتد للمشاهير والدعاة والإعلاميين!

فعلى سبيل المثال يحيط بأحد الدعاء مجموعة من الناس من أصحاب الأوعية المملوئة والقناعة الراسخة والإيمان القوي، فيتلقى الداعية منهم أسئلة الرفاهية الدينية، عن الفرق بين التهجد والقيام، عن حكم النمص للمنقبة، فيقوم بإلقاء خطبة عن أحد تلك المواضيع التي يراها قضية الشأن العام الملحة اليوم! والنتيجة سخط وحنق على بقية الجزر الافتراضية تصل إلى حد الاستهزاء!

من الضروري لأحدنا أن يتابع صفحات الصحف المحلية، وينوّع باختياراته حتى لو كانت لاتروق وله ولا يتفق معها، حينها سيكون على جزيرته ولكن مع جسور وممرات نظر على الجزر الأخرى وهو ما نحتاجه اليوم لفتح أبواب التفاهم والتواصل بين بعضنا

وللمفارقة: متابعو هذه الصفحة غالبيتهم الساحقة من شريحة عمرية واحدة :)
من التفكر في الغار
نشر في 01 شباط 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع