معايدة السنة الجديدة

سُئل أحد الدعاة عن حكم قول: كل عام وأنت بخير بمناسبة السنة الجديدة ونحن في ظل الحروب

سُئل أحد الدعاة عن حكم قول: كل عام وأنت بخير بمناسبة السنة الجديدة فقال:
لو لم نكن في حرب طاحنة تُدك فيها المدن على رؤوس أهلها في كثير من المدن والعواصم لفصّلت الموضوع
لاشكّ أنه من المخجل والمخزي -برأي الكثير من المكلومين وأنا منهم!- التصدي وإسالة الحبر لهكذا قضية في وقت يقبع فيه حوالي 50 ألف لاجئ عالق بين حدود ثلاث دول عربية، ولا يُسمح لهم بالدخول لأي منها بل ولا يُسمح حتى للصليب الأحمر الدولي بالوصول إليهم لتقديم الماء وبينهم بضع حالات وفاة بسبب البرد والعطش أسبوعياً
من المخزي بذل الجهد في هكذا قضية أمام أكثر من مليون طفل عربي مسلم خرج من دائرة التعليم منذ أكثر من سنتين، ولا يعرفون في الحياة إلا طابور الماء في المخيمات، وسيشكلون وقود التطرف والعنف في المستقبل
من العار نقاش هكذا قضية على المنابر، ومكاتب دعارة مشرّعة تبيع أعراض المسلمين، لمسلمين تحت مسمى زواج شرعي
عشرات القضايا الشائكة والإشكالية في فنائنا الخلفي تحتاج لوقفة حزم وعزم لعلاجها، وتصب في صميم كرامتنا ودمائنا المهدورة قبل تقريع من يقول لزميله في العمل: أتمنى لك عاماً ناجحاً

بالنهاية، ومع بداية اليوم، مررت بزميلي في العمل، الذي اعتاد تعليمي جملة جديدة باللغة الهولندية كل صباح، وحين صادفته: قال لي: حسناً عادة ما يقول الناس بعد إجازة رأس السنة: عام جديد سعيد، وعطلة ميلاد مباركة
علمني تلك الجملة بالهولندية: وحين عدت إلى مكتبي، وصلني إيميل منه يحوي الكتابة الإملائية لتلك الجملة، وختمها بقوله:
ويوجد هنا أيضاً من لا يؤمن بالكريسمس كمناسبة دينية، ولايعترف بحصوله، لذلك يستخدم هؤلاء جملة: أتمنى لك عطلاً سعيدة، Happy Holidays بدل من استخدام لفظ الكريسمس بذاته
استدرك زميلي أنني مسلم ولا أؤمن بالميلاد! فلن أحبذ أن أقول لأحد: أتمنى لك عطلة ميلاد مجيدة أو سعيدة، لذلك يوجد حلّ لبق: نكتفي بالقول: أتمنى أن تكون عطلتك ممتعة، وهو ما يقوله الجميع حتى لمن حظي بإجازة خاصة أو رحلة خاصة وتعتبر هذه الجملة بالأعراف مستقلة عن الدين! وذكرها يشمل صراحةً تجنباً للأمور الدينية