1386 مشاهدة
2
0
من العار إلقاء اللوم على الله عزّ وجل بخذلاننا ونحن لاندري ما يُفعل بنا، ومن العار أكثر إلقاء اللوم على الضحية من الناس ، فلنعي ولنفهم ونفصل الموضوع لنرتقي
موجعةإن لم نحزن اليوم على ما يصيبنا فمتى نحزن؟
إن لم نشعر بالهوان اليوم على ما يلّم بنا فمتى يكون الهوان؟
مئات الرسائل والمنشورات تبدأ بالآية الكريمة: "ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"
الآية الكريمة نزلت بمسلمي بدر، بمؤسسي نواة الدولة ونواة الحضارة، بحملة الأمانة الذين كان مسيرهم في صعود وأتتهم انتكاسة خارجة عن السياق بكل المقاييس
من السذاجة تخفيف وطأة ما يجري بالتعاطي مع الآية الكريمة على أنها تصيبنا اليوم، نحن أمام حلقة جديدة من سلسلة إنكسارات واضطرابات وطامات كبرى ساحقة وقاصمة فنحن بعيدون كل البعد عن سياق الآية الكريمة!
وأما التمحيص فيصيب فئة من المسلمين ليتم فرز البقية، فكيف نسمي بعملية إبادة ممنهجة منظمة بأنها تمحيص؟
حين تتداعى عزة وكرامة وقدرة الإنسان المسلم في عواصم الحضارة العربية قاطبة من مصر إلى العراق وسوريا واليمن وفلسطين فأين هو التمحيص؟
من بقي منا اليوم؟ العرب المسلمون في الشتات في أوروبا الذين لا يرتد إليهم طرفهم وعلى رؤوسهم الطير من تهم التطرف؟
أم المغتربون في الخليج العربي مسلوبي الإرادة لايملكون أن يرفعوا رؤوسهم بوجه كافليهم خشية الترحيل؟
إن أردنا أن نبحث في القرآن الكريم عن وصف حالنا، فنحن أمام عملية استبدال بأجلى صورها، ولا أدري ماذا ننتظر أكثر من ذلك لنرى أننا أمام: "يعذبكم عذاباً شديداً ويستبدل قوماً غيركم"
وأننا أمام: "قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق"
وإن ذاك الخطاب الديني المقيت الذي يساعد على تشويش الصورة الواضحة، وتلميعها بإقناعنا أننا مسلمي بدر هو ما سيبقينا على حالنا، حملات الدعاء والقنوت والاستغفار التي احترفناها لقرن من الزمن، ولم يتغير بحالنا شيء إلا أننا نضيف اسم بلد على نهاية الدعاء، فكنا ب "انصر أهلنا في فلسطين"، ثم "فلسطين والعراق"، وبدأت القائمة تطول حتى استبدلها الأئمة ب "في كل مكان!"
قرن من الدعاء بلا إجابة ليس كافياً لكي ننفض الغبار عن أعيننا ونرى الحقيقة الجلية الواضحة؟
نحن بنو إسرائيل في سنوات التيه، كُتب علينا التيه في بقاع الأرض، انظر إلى طالبي اللجوء في البلاد الأوروبية كلهم من المسلمين، غالبيتهم من العرب!
تحلّ علينا لعنة من الله ولعنة من الناس أينما ارتحلنا، حكوماتنا تسحق عظامنا، والآخر يحتقرنا، ونحن منبوذون أينما توجهنا!
ما الحل؟
حين تتعطل السيارة علينا فهم ميكانيكها قبل البدء بإصلاحها والتضرع إلى الله عزّ وجل بالمدد والعون
هل يملك مسلم واحد على الأرض جواباً واضحاً مفصلاً عن سبب ما يجري في العراق اليوم؟ وطبيعة الاتفاقيات بين الدول المنغمسة فيها؟ وعن تفاصيل المباحثات الروسية التركية حول حلب؟ وعن تفاصيل المباحثات الأمريكية الروسية الإيرانية الكردية التركية حول الموصل؟
من العار إلقاء اللوم على الله عزّ وجل بخذلاننا ونحن لاندري ما يُفعل بنا، ومن العار أكثر إلقاء اللوم على الضحية من الناس الذين هبوا للذود عن أعراضهم وأعراضنا بتحميلهم مسؤولية الهلاك للفساد!
تريد الحل؟ آتني بجواب لتلك الإتفاقيات التي تبرم بين الدول الكبرى، ويتم فيها تقرير مصيرنا ودك مدننا فوق رؤوسنا وأنا في غنى عن صلاتك ودعائك لي وقنوتك لي
فكل تلك الشعائر تعطيك مخدراً لقبول المصيبة وتجاهل حجمها الحقيقي
نحن أمام استئصال، لا اختبار ولا ابتلاء ولا فتنة ولاتمحيص
والاستئصال بحاجة لعمل دنيوي صرف قبل التضرع والتوكل على الله لتأييد العمل بالقبول والتوفيق
إدلب والموصل على الانتظار، الرماح تُسن لحرق من فيهما بحجة حرب الإرهاب، وما بعد سقوطهما ليس كما قبله
ويا مسلمي الشتات والتيه في البلاد العربية وغير العربية، حضروا أولادكم للمعركة القادمة منذ الآن، فهذه الجولة علينا بكل معنى الكلمة حتى الآن، إلا أن يشاء الله أمراً آخر
اللهم هيء لنا الأخذ بالأسباب وأرنا الحق حقاً وابعث فينا من يعي ويفهم حجم المصاب وآته الحكمة لابتكار حلول لدرء تلك المقتلة العظيمة، وهئ له الوصول لموضع قرار
علي الديراني
------
رابط البوست في التعليق الأول
نشر في 15 كانون الأول 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع