Facebook Pixel
4358 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لماذا قالها الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة منبهاً إياهم، هكذا تزوجت امرأة نبى، وابنة نبى فى أحفال لا كلفة فيها ولا مغارم

إن البساطة سُّنَّة الإسلام فى كل شىء.

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: نهينا عن التكلف .. وعن ابن مسعود رضى الله عنه: أن رسول! الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا هلك المتنطعون".. ثلاث مرات.

والتنطع مجانبة الفطرة بالمزيد من التكلف والاستقصاء.

قال الفضيل بن عياض: "إنما تقاطع الناس بالتكلف، يدعو أحدهم أخاه فيتكلف له، فيقطعه عن الرجوع إليه ".

وروى عن أنس بن مالك وغيره من الصحابة "أنهم كانوا يُقدمون لإخوانهم ما حضر، من الكسر اليابسة وحشف التمر، ويقولون : لا ندرى أيهم أعظم وزرا؟ الذى يحتقر ما قدم إليه! أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه ".

وهذه الآثار تعنى أن يجود المرء بما عنده، لا أن يحرج نفسه بالاضطرار والمصانعة. وليست تعنى أن ينحجر المرء فى المهارب الشح فيقدم التافه وهو يستطيع تقريب النفيس.

ألا ترى إلى الخليل إبراهيم عليه السلام كيف تبرز شمائل النبل فى سيرته؟ ما إن يطرق الضيوف بيته حتى يروغ إلى أهله دون مساءلة أو تراجع فيذبح عجلا ويشويه، ويسارع به إلى زواره وهو لا يدرى، أجياع أم هم لا يأكلون! (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون)

وولائم الأعراس هى فى العادة أحق الولائم بالبذل والترخص. ومع جمال المناسبة التى تقام فيها، فإن الإسلام لا يرى إباحة السرف والترف فى طعامها.

عن أسماء بنت عميس قالت : " كنت صاحبة عائشة رضى الله عنها في الليلة التى هيأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعى نسوة. قالت: فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من اللبن نال منه الرسول... ثم ناوله عائشة ـ قالت أسماء ـ فاستحيت الجارية ـ تعنى عائشة- قالت: فقلت : لا تردى يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، خذى منه.. فأخذته منه على حياء، فشربت منه، ثم قال: " ناولى صواحبك " فقلن: لا نشتهيه!! فقال: "لا تجمعن جوعا وكذبا".

قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشىء تشتهيه: لا أشتهيه أيعد ذلك كذبا ؟ فقال : "إن الكذب ليكتب حتى يُكتب الكذيبة كذيبة ولما عقد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على فاطمة ابنته كان الطعام الذى أحضره النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمدعوين طبقا من بسر.

ففى الحديث: " إن الله أمرنى أن أزوج فاطمة من على بن أبى طالب فاشهدوا أنى قد زوجتها على أربعمائة مثقال فضة، إن رضى بذلك على " .

ثم دعا بطبق من بسر، ثم قال: "انتهبوا" فانتهبنا.. هكذا تزوجت امرأة نبى، وابنة نبى فى أحفال لا كلفة فيها ولا مغارم.

فانظر ماذا يصنع المسلمون فى أعراسهم، وكم تبهظهم النفقات المفروضة فى إعداد ولائم حافلة حاشدة لا يطعم منها جائع ولا محروم.

كتاب: ليس من الإسلام
روائع الشيخ محمد الغزالي
نشر في 05 أيّار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع