1316 مشاهدة
1
0
سيكون من الحماقة أن نفترض أن تكرار نفس الخطوات سيقود إلى نتائج مختلفة، بهذه الكلمات استهل الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين دونالد ترامب خطابه
"سيكون من الحماقة أن نفترض أن تكرار نفس الخطوات سيقود إلى نتائج مختلفة. لذا فقد قررت أن الوقت قد حان للإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".بهذه الكلمات استهل الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين، دونالد ترامب، خطابه اليوم والذي خصصه بالكامل للحديث عن الكيان المحتل وعاصمته المزعومة، تلك الكلمات التي صاغها للإعلان عن اعترافه - واعتراف الولايات المتحدة بالتبعية - بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد عقود من استيلاء الأخيرة على المدينة المقدسة ومن قبلها أرض فلسطين كاملة. يأتي هذا قبل يومان فقط من الذكرى المئوية لسقوط القدس في أيدي القوات الإنجليزية وانتهاء الحكم الإسلامي العثماني للمدينة والذي دام أربعة قرون. يأتي هذا ليضيف وجعا إضافيا وجرحا غائرا لآلام متراكمة وخيبات أمل متتالية على مدار العقود المنصرمة.
شتان الفارق بين ما حدث في صفر عام 16 هجرية وبين ما حدث في نفس الشهر عام 1336 هجرية، شتان بين مشهد استسلام البطريرك صفرونيوس وتسليمه المدينة للفاروق عمر بن الخطاب، وبين مشهد ترحيب وجهاء المدينة بالجنرال البريطاني إدموند ألنبي واحتلاله المدينة التي لم تعد إلى الحكم الإسلامي منذ هذا اليوم. ألف وثلاثمائة وعشرون عاما هي عمر رحلة هذه #المدينة_المكلومة، أول مدينة اتجهت إليها أنظار صحابة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - في صلاتهم، مدينة القدس الشريفة.
وبينما أعطى عمر - رضي الله عنه - عهدا لأهل المدينة حين خطب فيهم قائلا: "يا أهل ايلياء، لكم ما لنا وعليكم ما علينا" مؤكدا على بداية عهد جديد من التسامح والتعايش بين المسلمين ومعتنقي الديانات الأخرى، المسيحية واليهودية، فقد أعلن ألنبي يوم سقوط المدينة أن الحروب الصليبية قد انتهت كناية عن نهاية عصر الإسلام في القدس. وفي الوقت الذي رفع فيه المسلمون راية العز والمجد يوم دخولهم المدينة، كان يوم الفقد أليما ووجعه مخزيا. يوما استطاعت فيه جيوش بريطانيا أن تدحر العثمانيين بعد أن أطاحت بهم من الحجاز والشام وسيناء بمساعدة العرب أنفسهم ظنا منهم بأن يوم التتويج سيأتي حتما، وبأن تاج الخلافة سيزين جبهة أحدهم، فما كان إلا أن خسروا الشام وسيناء وأضاعو القدس إلى الأبد.
لم يكن التاسع من ديسمبر عام 1917 - الموافق الرابع والعشرون من صفر عام 1336 هو يوم السقوط الأول للقدس، ولم يكن أعنفها، لم يكن بأسوأ من فقدان المدينة الشريفة عام 1099 على يد الحملة الصليبية الأول التي أبادت سكان المدينة المسلمين، ولم يكن بأكثر خزيا من تسليمها دون معارك عام 1229 على يد الملك الكامل، لم يكن حتى هو السقوط الأخير الذي حل بالمدينة بعد أن وقعت القدس بعدها في أيدي الصهاينة كأحد غنائم نكبة يونيو 1967، لكن سقوط المدينة في التاسع من ديسمبر بالتأكيد كان الأكثر حسرة وإيلاما .. هذا اليوم الذي انفرط فيه العقد، يومها خرجت القدس من تحت عباءة الدولة الإسلامية ... خرجت ولم تعد.
#هكذا_ضاعت_القدس
#قدسنا
#موطني
#فريق_بصمة
نشر في 06 كانون الأول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع