صلاح الدين والقدس

بعد أن قال له الفلكي: ستفتح بيت المقدس وتذهب عينك، رد عليه بمقولته التاريخية الخالدة: رضيت أن أفتحه وأعمى!ليزين التاريخ صفحاته بانتصار مجيد في حطين

#موطني || صلاح الدين والقدس ..

شهدت الدولة الإسلامية منذ القرن الثالث الهجري حالة ضعف شديدة مُنيت بها الخلافة العباسية؛ وأدى ذلك إلى ظهور عدة دويلات قوية في كنف الخلافة من أبرزهها الدولة السلجوقية والعبيدية، وكانت الطامة الكبرى في ذاك الوقت هي استيلاء الصليبيين على بيت المقدس فأصبح ثمة ذلك العصر هو الصراع بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي. وقد عاشت أسرة بني أيوب الكردية الأصل في ظل الدولة السلجوقية، وكانتا الإمارة التي حازها بنو زنكي والانتصارات المدوية التي حققوها في ميادين الجهاد قد مهدت الطريق لبني أيوب ليتبؤوا مكانة مثيلة ويسيروا على نهجهم. وقد خلف يوسف بن أيوب عمه أسد الدين شيركوه في تولي وزارة مصر، وخطا خطوات الواثق المتأني قبيل إعلانه إسقاط الخلافة العبيدية وقيام الدولة الأيوبية في كنف الخلافة العباسية السنية، الأمر الذي هيأ له الاستقرار والمكانة التي أهلته لتوجيه جهوده نحو دحر الصليبين بعد أن قام بتوحيد جبهة المسلمين، فنجح في تحرير بيت المقدس، وتحصين مصر والشام. وقد لخص ابن عساكر كلامه عن صلاح الدين وحياته البطولية في جملة مقتضبة قال فيها :" سلطان المسلمين، وقامع المشركين، في بيت المقدس وبلاد الساحل، ومخلصها من أيدي الكافرين".

وبعد ما يقارب من تسعين عامًا من احتلال الافرنج لبيت المقدس في عام 1099م كانت الجيوش الإسلامية قد تجمعت بقيادة صلاح الدين وأضحت على أهبة الاستعداد للجهاد واستعادة المدينة المقدسة، وحينها أشاع الفلكيون أن ساعة الحرب قد اقتربت بين الجيوش الإسلامية وجيوش الافرنج، وأحدثت هذه الاشاعة خوفًا ورعبًا شديدًا، حتى أن أحد هؤلاء الفلكيين تجرأ ودخل على صلاح الدين، وقال له : "ستفتح بيت المقدس، وتذهب عينك"؛ ولكن ليس صلاح الدين -رحمه الله تعالى- بالشخص الذي تهزه توقعات المنجمين ولم يكن أيضًا مبالغًا في صدق تعبيره حين رد عليه بمقولته التاريخية الخالدة: "رضيت أن أفتحه وأعمى"!. هكذا جاء أكتوبر من عام 1187 ليزين التاريخ صفحاته بانتصار مجيد في حطين ..
#قدسنا
#المدينة_المكلومة
#مائة_عام_على_سقوط_القدس
#فريق_بصمة