سقوط القدس الثاني

لم تلبث الحملة الصليبية الخامسة أن مُنيت بالفشل بعد أن اجتمع الأخوين الأيوبيين المعظم والكامل في مواجهة الخطر الصليبي حتى استحكم الخلاف بينهما

#موطني || سقوط القدس الثاني ..

لم تلبث الحملة الصليبية الخامسة أن مُنيت بالفشل بعد أن اجتمع الأخوين الأيوبيين المعظم والكامل في مواجهة الخطر الصليبي حتى استحكم الخلاف بينهما، وتمثلت الخطورة الناجمة من ذلك الانشقاق في أن كل طرف منهما استعان بقوة خارجية، فاستغاث المعظم عيسى بالخوارزمية، في حين استنجد الكامل محمد بإمبراطور الغرب فريدريك الثاني ملك صقلية. إلا أن الملك المعظم عيسى وافاه الأجل تاركا ابنا شابا، هو الناصر صلاح الدين داود الذي لم يلبث أن اشتغل باللهو، وأعرض عن مصالح الدولة. الأمر الذي مكن عماه الكامل والأشرف من اقتسام أغلب الأراضي التي كان يحكمها أخيهما المعظم عيسى ..

وقد وصل الامبراطور فريدريك إلى عكا في سنة 625هـ/1228م مؤملاً أن يحصل على بيت المقدس بعد أن وعده الكامل بها مقابل مساعدته، وكان فريدريك في موقف غاية في السوء حيث أتى إلى الشرق في وقت اشتدت المعركة بينه وبين البابوية في غرب أوروبا، مما جعله يحرص على الفوز ببيت المقدس في الشرق ليصلح موقفه في الغرب. ففاوض الكامل الإمبراطور فريدريك الثاني على شروط تسليم القدس بحجة عدم قدرته على حمايتها من الإفرنج! واسفرت المفاوضات عن عقد صلح في سنة 626هـ/1229م، ولمدة عشر سنوات. وبمقتضى هذا الصلح منح الكامل الفرنج بيت المقدس وبيت لحم والناصرة، فضلاً عن تبنين وصيدا بأكملها. واشترط الصلح أن تبقى القدس على ما هي عليه من الخراب ولا يحدد سورها، وأن يكون سائر قرى القدس للمسلمين لا حكم فيها للفرنج، وأن الحرم بما حواه من الصخرة والمسجد الأقصى يكون بأيدي المسلمين .. وقد كان وقع تسليم القدس للاحتلال الصليبي صاعقة على العرب والمسلمين واشتد الإنكار على الملك الكامل وحضر الأئمة والمؤذنون من القدس إلى خيم الكامل، وأذنوا على بابه في غير وقت الآذان امتعاضًا على فعلته الشنيعة، وقد علق ابن الأثير على ذلك بقوله: "واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه ".
وقال ابن الأهدل: "وللكامل هفوة جرت منه -عفا الله عنه- وذلك أنه سلمَّ مرة بيت المقدس إلى الفرنج اختياراً نعوذ بالله من سخط الله وموالاة أعداء الله".

#قدسنا
#المدينة_المكلومة
#مائة_عام_على_سقوط_القدس
#فريق_بصمة