1998 مشاهدة
0
0
نابليـون بونابـرت و أكثر من 40 ألفاً من جيش الشرق الفرنسي ينزلون بـر الإسكندريـة من أسطول الشرق بادئين اجتيـاح مصـر فيما عرف بالحملة الفرنسية على مصـر و سوريـا
في مثل هذا اليوم في الأول من تمـوز يوليـو عام 1798 للميلاد .. نابليـون بونابـرت و أكثر من 40 ألفاً من جيش الشرق الفرنسي .. ينزلون بـر الإسكندريـة من أسطول الشرق .. بادئين اجتيـاح مصـر فيما عرف بالحملة الفرنسية على مصـر و سوريـا ..مصـر منذ دخول السلطان سليم الأول إليها عام 1517 .. أصبحت ولاية من ولايات الدولة العثمانية .. و قد أبقت الدولة العثمانية على المماليك في مصر و اعتمدت عليهم في تنظيم شؤون الدولة تحت سلطة الوالي العثماني ... و كانت الأمور مضبوطة في عصر القوة العثماني ... و لكن و منذ بدء عهد الانحدار في الدولة العثمانية الذي تلا حصار فيينا الشهير عام 1683 .. و معاهدة كارلوفيتز عام 1699 .. أصبح المماليك أصحاب التحكم الأساسي في مصـر .. و صارت مصر تابعة بالرسم و الخراج و الأمور الأساسية فقط للدولة العثمانية .. و ساءت الأحوال و انشغل الرجال في تحصيل الدنيا سواء في مصر أو غيرها .. و توالى من فترة لأخرى ولاة و موظفون و زعامات محلية .. فكانوا أدوات فساد أهلكوا الحرث و النسل حيناً .. و اصطلحت الأحوال بأيد آخرين حيناً أخر .. و كل ذلك مترافق مع نهضة أوربا و تزايد عظمتها و تقدمها الفكري و العسكري ... و تصارع كبرى قواها على استعمار العالم .. فكانت بريطانيا و فرنسا في صراع محموم ... و أرادت فرنسا ضرب طريق الهند البريطاني و انتزاع قلب الشرق لرفع مكانتها و زيادة قوتها .. و قد كانت فكرة احتلال مصر تراود الفرنسيين منذ أواخر القرن 17 ... و فشلت عدة مقترحات لرجالات فرنسيين في وضع قرار حاسم لذلك .. و مع اندلاع الثورة الفرنسية و بدء الحروب النابليونية أصبح المجال مفتوحاً .. و ترافق ذلك مع تضييق زعامات المماليك في مصر على التجار الفرنسيين و فرضهم ضرائب باهظة عليهم .. فأورد القنصل الفرنسي مجاللون و الذي كان ذا خبرة كبيرة استمر 30 عاماً في مصر .. التقارير تلو التقارير إلى حكومته .. ينصح باحتلال مصـر بأسرع وقت و يؤكد انحلال الدولة العثمانية و ضعفها و المكسب العظيم لدولته من احتلالها ... ثم قدم بنفسه إلى فرنسا عام 1797 و نجح بإقناع مجلس القيادة الذي عين بونابـرت قائداً للحملة .. لتنطلق من طولون الفرنسية .. مارة بمالطة .. ثم تنزل في مثل هذا اليوم في ميناء الإسكندرية ...
و كانت تلك أولى صفعـات الغرب الحديثة و المستمرة حتى اليوم للعالم الإسلامي .. و الذي كان قد ركن للجمود سنوات طويلة و ما زال و قعد عن منافسة عدوه في تحصيل أسباب القوة ..
هذا يومٌ لم يعد فيه شرقنـا كما كان أبداً ..
نشر في 01 تموز 2017