2954 مشاهدة
0
0
مئات السنين وقادة الإفرنج يجترون غيرتهم من صلاح الدين، مئات السنين وجرح الصليبيين في حطين لا يندمل، نُزع من على قبره إكليله ثأراً وغيرةً منه
مئات السنين وقادة الإفرنج يجترون غيرتهم من صلاح الدين، مئات السنين وجرح الصليبيين في حطين لا يندمل. كانت خطوات الثأر ثابتة وفق خطة تمت حياكاتها بإحكام، وتعاقبت الأجيال عازمة على تنفيذها مهما مر الزمان. جنى الصليبيون أولى ثمار هذه الخطة حين نجحوا في دق المسمار الأول في نعش الدولة الإسلامية بعد أن وجه العرب الطعنة الكبرى بأيديهم إلى دولتهم الموحدة، وفتتوها إربًا خلال الأحداث التي عرفت بالثورة العربية.لم يأل توماس إدوارد المشهور بلورانس العرب جهدًا حين كان يؤكد في كل سطر دوّنه من مذكراته كم الحقد والكراهية والاحتقار التي كان يضمرهم لهؤلاء العرب، وكيف استخدم الدهاء والترغيب ليتحايل على هؤلاء السُذج الضعفاء بسطاء القلوب –على حد تعبيره- وكيف قام بتحويلهم إلى أدوات تم استخدامها بذكاء لتوطيد مخطط بريطانيا الاستعماري في المنطقة. كل هذه الأحداث الملتهبة لم تثن هذا اللورانس، من أن ينتزع الإكليل الذي كان يزين قبر صلاح الدين الأيوبي؛ وكان هذا الأكليل قد أهداه الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني لروح القائد الشهم صلاح الدين تقديرًا منه لسياساته العسكرية، وكونه رمزًا يجسد نبل أخلاق الفروسية، وكان ذلك في عام 1898م أثناء زيارته لمدينة دمشق تلبية لدعوة قدمها إليه حليفه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
سنوات عجاف مرت بعدها على أمتنا الإسلامية انتهت بانتزاع دمشق من الدولة العثمانية لصالح بريطانيا وانتزاع أكليل صلاح الدين. وقد كان لورانس من الولاء والأخلاص لوطنه حتى أنه أهداه في 11 نوفمبر 1918م إلى المتحف الحربي البريطاني وما زال مستقرًا هناك إلى يومنا هذا. وما يزيدنا حسرة ذلك الملصق المجاور للإكليل وقد دوّن عليه «إكليل صلاح الدين، يبدو أن الملك فيصل قد أهداه إلى لورانس عقب دخول دمشق»، ومن دون خجل تم تدوين ما يفيد أن مستند الإيداع الأصلي للإكليل والذي قدمه لورانس بنفسه قد ذُكر فيه «هذا الإكليل انتزعته بنفسي فصلاح الدين لم يعد بحاجة إليه»!
من مقال #المقبرة
#فريق_بصمة
نشر في 18 أيّار 2017