الأدوار الحضارية في الدولة العثمانية

إن دور الحكومة المركزية في إدارة الولايات العربية العثمانية من الناحية الحضرية، يكملها لنا أندريه ريمون متكلماً عنها

|| دور الحكومة المركزية في إدارة الولايات العربية العثمانية من الناحية الحضرية (2) ||

يكمل أندريه ريمون دور الحكومة المركزية في إدارة الولايات العربية العثمانية من الناحية الحضرية فيقول : -

" إن تفحصاً سريعاً للأوامر السلطانية في مدينة حلب مثلاً يعطي الإنطباع بأن سلطات إسطانبول كانت تتدخل بهمة في جزئيات الحياة الحضرية في الولايات التابعة لها بصفة مباشرة ، و لنأخذ مثلاً القرارات الخاصة بإمدادات المياه

ففي عام 1742م أصدر السلطان قراراً بصيانة قنوات المياه التي تغذي حي الكلاسة بمدينة حلب ، و في عام 1763م أصدر قراراً بإصلاح أحد الأسبلة العامة الذي يقع خارج باب النصر
أو لنأخذ تنظيمات الطوائف المهنية و الحياة الإقتصادية ، فقد اتخذ السلطان عدة قرارات من بينها قرار في عام 1721م بتعيين شيخ الحلاقين ، و قرار في عام 1722م بتعيين شيخ تجار الخضروات ، و في عام 1733م بتشييد مذبح في مدينة حلب ، و في عام 1751م ببيع الصابون في القيسارية المتخصصة ، و في عام 1762 بتحديد مواصفات المنسوجات في حلب
و بالنسبة لمشاكل المباني و شبكة الطرق ، أصدر في عام 1739 قراراً بتوسيع ممر مزدحم للغاية في أحد الأسواق ، كما أصدر قراراً في عام 1739 أيضاً بإصلاح الشوارع و الأحياء ، و إصلاح و ترميم الآثار ( و إنشاء خان جديد عام 1733م ، و تجديد الحمامات ، و في 1749م تجديد أحد الخانات )

و أخيراً كان السلطان أيضاً يصدر التعليمات بشأن حماية الأخلاق العامة ، ففي عام 1742م أصدر تعليمات خاصة بخروج سكان حلب إلي الحدائق العامة في الربيع هو الأمر المحرم لأنه يؤدي إلي اختلاط الجنسين ، كما أصدر أيضاً تعليمات في عام 1739م بشأن الإزدحام الشديد في الأسواق حيث يختلط الرجال و النساء ، و أصدر أمراً في عام 1738م بغلق أربع محلات لتعاطي الخمور ".

هنا انتهي كلام ريمون

المصدر : -

أندريه ريمون : المدن العربية الكبري في العصر العثماني ، ص97 و 98