Facebook Pixel
لماذا كسر الرجل التمثال ؟
1191 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

تكسير التمثال بالمطرقة، كلٌ يعبر عن موقفه بالقوة دون رغبة أو تفكير بالعواقب

المطرقة

- هل كسّر الرجل التمثال رفضاً لظاهرة التعري؟
إن كان ذاك، فالتعري بات ثقافة غزت الصحف والمجلات والتلفاز والهواتف واللوحات الإعلامية وحتى لافتات المطاعم، فما معنى تكسير ذاك التمثال القديم أصلاً

- هل كسّر الرجل التمثال رفضاً للأثر الاستعماري؟
طعامنا استعماري، تلفازنا استعماري، هواتفنا استعمارية، وحتى المطرقة التي يحملها لا أعتقد أنها صناعة محلية

- ماذا يعني تكسير الرجل للتمثال؟
إن "موضة" أو "حملة" التكسير الأخيرة كانت داعشية خالصة، حين قام تنظيم الدولة بتكسير تماثيل الموصل التي مرّ عليها الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون والعثمانيون والمماليك دون أن يكسروها، وكذلك قام التنظيم بتكسير تماثيل تدمر، فهذا التكسير بهذه الطريقة هو بيعة للتنظيم

- هل يوجد طرق أخرى لإزالة التمثال دون التكسير على الطريقة الداعشية؟
قام مجموعة شباب عرب بتكسير تمثال لشاعر يهودي - بلجيكي في بلجيكا، كان قد هاجر إلى فلسطين في الأربعينيات وانضم لمليشيات الهاغانا، قام الشباب بتكسير التمثال ليلاً، وبسرية تامة، فكان ما يهم أولئك الشباب الفكرة وليس الطريقة -مثال مجرّد من أي موقف شخصي من الحدث-
كما يمكن تغطية التمثال بقطعة قماش، يمكن إيجاد الكثير من الطرق لتغيير هذا التمثال دون إيجاد ربط مباشر وصريح وعلني مع تنظيم الدولة

- هل قام أناس برمي الحجارة على الرجل؟
نعم، فمشهد رمي الحجارة منسجم مع مشهد تكسير التمثال بالمطرقة، كلٌ يعبر عن موقفه بالقوة دون رغبة أو تفكير بالعواقب، فلو بدّلنا أحد الرماة مع الرجل صاحب المطرقة لما اختلف شيء، بل إن رمي الحجارة على الرجل ألها ضرر مباشر على حياة الرجل

- وماذا إن كسر الرجل التمثال؟
خلال أحداث الجزائر في التسعينات، مات بضعة مئات من الآلاف من المواطنين خلال الأحداث الدامية وكثير منهم تم قتله بتهمة الإنتماء للجماعات المتطرفة، إن هذا الفعل ترسيخ وإلصاق لتهمة التطرف لدى كل الدول العربية، والتقطت القنوات العربية والحكومية قبل الغربية هذا المشهد لإثبات التهمة، وسيزيد المشهد من ترسيخ تهمة الإرهاب بنا

- ما أهمية هدم هكذا تمثال الآن؟
وسط حملة ابتلاع القدس، وتفتيت اليمن، وتقويض آخر ما تبقى من سوريا والعراق، ومصادرة مصر وقرارها، وتحويل ليبيا إلى بقعة موت وعصابات: لا أدري حقيقة ما أهمية تحطيم هذا التمثال!

- من رأى منكراً فليغيره بيده، أليس كذلك؟
نعم بالتأكيد، وماهو هذا المنكر؟ تعرّي؟ إذاً المشكلة مع انتشار التعري، والحل بمحاربة التعري؟ ما هي النسبة المئوية التي يحتلها هذا التمثال من ظاهرة التعري المنتشرة المشار إليها سابقاً؟

- كسر الرجل التمثال وانتهى الأمر!
صحيح، ولئن قامت السلطات اليوم باعتقال عشرة، بل مائة من معارضيها الإسلاميين، من الملتحين تحت تهمة التطرف والإرهاب، ما الذي سيحصل؟ ما هي وسائل الإعلام التي ستغطي الحدث؟ وماهي الجهات التي ستحاول التصدي لهكذا إجراء

باختصار
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يخض حرباً على مكة حتى تمكن من بناء جيش قوي، بل ووقع صلح الحديبية بشروط فيها بعض القسوة على المسلمين

اليوم يوجد حرب عالمية على داعش، وبالمعية حرب عالمية على الإرادة والتحرر بحجة التطرف، فما مدى الحكمة بأن يقف رجل وسط الجموع ويرفع يده ويقول: انظروا؟ أنا أيضاً متطرف ولست خائفاً

حتى لو فرضنا أن تكسير التمثال عمل صحيح مجدي وله فوائد كثيرة، فإننا لسنا في الوقت المناسب لتنفيذ هكذا عمل في وضح النهار وأمام الأعين والكاميرات!
من التفكر في الغار
نشر في 20 كانون الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع