1108 مشاهدة
0
0
أحداث في حياتنا، قد تكون أهم بكثير من ولادات و شهادات وتخرج ، أحداث قد لا تكون مرئية ، ولا يمكن تحديد تاريخها لكن أثرها عليك يمكن أن يكون أكثر من أثر حرب مرت بها بلدك
عندما نتحدث عن المحطات المهمة في حياتنا ، فأننا عادة نتحدث عن ولادتنا ، تخرجنا وحصولنا على الشهادة الدراسية ، وإضافتنا لشهادة أخرى أو أكثر عليها، أول عمل، زواجنا، ...إنجاز كبير في مجال العمل أو تقدير حصلنا عليه...هذه عادة تكون ( أحداث الحياة)...أشياء كبيرة فاصلة يمكن تحديد تاريخها بالضبط وأن تملك صورا لها أثناء حدوثها..
لكن ثمة أحداث في حياتنا، قد تكون أهم بكثير من كل ما سبق ، أحداث قد لا تكون مرئية ، ولا يمكن تحديد تاريخ لها ، ربما لأنها حدثت بالتدريج أو ربما لأنها يوم حدثت لم تتوقع أن يكون لها ذلك الأثر الكبير فلم تحفظ تاريخ اليوم...
أحداث غير مرئية، لكنها ربما غيرت المسار المرئي كله ، ربما الكثير من أحداث العمر ( الرسمية – المرئية) نتجت عن حدث غير مرئي ..لا تعرف له تاريخا محددا..
ربما كتاب عثرت عليه بالصدفة، وبقي على رف الكتب لفترة طويلة دون أن تقرأه، ثم مددت يدك إليه ذات ملل ...فإذا به يغير كل أفكارك..
ربما صديق تعرفت عليه ، وكان حدث صداقتكم التدريجي نقطة تحول في كل حياتك..
ربما كان محاضرة حضرتها بالصدفة ، أو برنامج سمعته على غير قصد ، أو جملة قالها أمامك من لا تعرفه..
ربما لأنهم سخروا منك ذات مرة...أو قال لك الأستاذ شيئا عن موهبة لك..
أشياء صغيرة، أو ستبدو صغيرة، أو قد لا تبدو على الإطلاق... لكن أثرها عليك يمكن أن يكون أكثر من أثر حرب كبيرة مرت بها بلدك...أو شهادة علمية حصلت عليها لكنك لم تستفد منها بشيء..
****
من شيء قادم
نشر في 17 كانون الأول 2017