Facebook Pixel
1065 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

هل تتابع (سرا) الصفحة الشخصية لشخص لا تطيقه؟هل تدخل بين فترة وأخرى لحسابه الشخصي دون أن تترك أثر أو تعليق أو إعجاب؟

هل تتابع (سرا) الصفحة الشخصية لشخص لا تطيقه؟
هل تدخل بين فترة وأخرى لحسابه الشخصي دون أن تترك أثرا يدل عليك من علامة إعجاب أو متابعة أو تعليق، فقط لكي ترى ما ينشر من تعليقات وصور، في الوقت الذي تذكرك هذه المنشورات بكل ما تكرهه فيه بغض النظر عن كونه شخصية عامة تكرهها أو شخص تعرفت عليه في عمل أو دراسة...
هل تدخل الصفحة الشخصية لأحد زوجين معروفين بإظهار عواطفهما كل للآخر على العلن وفي التعليقات بينهما، بينما يمكن أن تقال بينهما دون الحاجة لإعلام الجميع بالأمر طيلة أيام الأسبوع؟..هل تغلق الصفحة وأنت تسخر منهما ومما يفعلان ثم تفكر: لم دخلت هناك أصلا؟
إن كنت تفعل ذلك، فلست وحدك. يبدو أن الأمر أكثر انتشارا مما يبدو لدرجة حدوث دراسات نفسية عنه..
الأمر يسمى (متابعة كراهية) ( hate follow ) وهو يتدرج من متابعة أشخاص فاشلين أو تافهين للحصول على شعور بالرضى عن الذات لأنك ستشعر أنك أفضل منهم، وصولا إلى متابعة أشخاص تشعر بالرفض لأفكارهم وسلوكياتهم لأن هذا سيساعدك أكثر في تحديد وتعريف نفسك وذاتك، أي أن الأمر هنا مثل لعبة ( أكيناتور - المارد أو الجني الأزرق) حيث يسهل ( حزر ) أو معرفة الشخصية المطلوبة من خلال أجوبة النفي عن أسئلة عامة، إلى أن تصل إلى معرفة الشخصية...
الأمر هنا يشبه هذا الشيء، أنت تتابع أشخاصا بصفات ( ليست فيك، ولا تراها جيدة) لكي تكرس في داخلك ( الصفات المعاكسة) التي تتبناها وتراها أكثر إيجابية..
مثال: قد تتابع شخصية تراها شديدة التصنع، وأنت تكره التصنع ولا تطيق التصنع الذي يبدو لك واضحا في هذه الشخصية....أنت تتابع هذه الشخصية وتشعر في داخلك بالرفض وربما التقزز من هذا التصنع...لماذا تفعل ذلك إذن؟ لأنك عمليا وفي اللاوعي تقوم بتكريس صفة معاكسة لديك: أن تكون طبيعيا بسيطا دون تصنع...أنت ترى نموذجا شديد التصنع على نحو يدفعك إلى المزيد من البساطة ومحاولة البعد عن التكلف..
مثال آخر: قد تتابع شخصا يختلف عن أفكارك تماما وعلى نحو متطرف...بالضبط قد يكون في الطرق الأقصى في البعد منك، قد يكون داعشيا شديد الداعشية مثلا وأنت أبعد ما يكون عن ذلك، وقد يكون مسكونا بنظرية المؤامرة بحيث يراها في فوز فريق رياضي على آخر... وأنت تستسخف النظرية أساسا...
في اللاوعي، ما تفعله هو أنك تدافع عن معتقداتك وتكرسها ..لأنك تتابع شخصية تظهر تناقضات ومشاكل فكرها بسهولة ودون عناء...وهذا يجعلك مطمئنا إلى أن فكرك ( المعاكس) هو عين الصواب...
في المرة القادمة..عندما تدخل إلى صفحة شخص لا تطيقه..يمكنك أن تكون أقل شعورا بالذنب..
هذه مجرد رياضة نفسية...
د.أحمد خيري العمري
نشر في 06 كانون الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع