1125 مشاهدة
0
0
نظر إلى السماء، وروعة هذا الامتداد اللامحدود ، وخيل إليه أن النجوم أصبحت شاحبة، وتكاد تختفى من الفضاء ، على حين ازدادت حُلكة الليل، وأصبحت كالعباءة السوداء القاتمة عندما شملته وهو يمتزج بها
فى الردهة الفاخرة ، قال الزائر مجاملًا :ـ شكرًا من أجل العشاء ، إن زوجتك سيدة فاضلة ..
ابتسم الدكتور (ص) ..
وبمجرد دخولهما من الباب المكسو بالمخمل ، أضيئت الأنوار الخافتة ، ومن مكان مجهول امتلأت الغرفة برائحة البخور المعطر ، ونغمات الموسيقى الحالمة ..
نظر الزائر حوله فى دهشة ، وعاد الدكتور (ص) يبتسم ولكن بشىء من السخرية :
ـ أرى أنك تبحث عن مكتب أو منضدة ، إن الرجال فى مثل مركزى لا يحتاجون إلى أى منهما ..
لم يكن هناك حتى مقاعد ، فقط مجموعة من الأرائك الفاخرة فى أرجاء الغرفة الواسعة ، وعدد من الوسائد الضخمة الملونة التى تتناثر على الأرضية المغطاة بالسجاد الفاخر ، وعلى الجدران ديكور من الفن الشرقى ..
ابتسم الزائر ، وهو يتساءل :
ـ تبدو لى كإحدى غرف قصور ألف ليلة !
ضحك الدكتور (ص) :
ـ يروق لى أن يكون مكتبى الخاص محاطًا بهذه الديكورات .. أعترف أننى خيالى إلى حد ما ..
أومأ الزائر متعجبًا ، وقال وهو يرقد على إحدى الأرائك المريحة مقلدًا الدكتور (ص) :
ـ ويبدو لى أنك تحب أن تعيش بالقرب من مكان عملك ..
ـ إن وظيفتى ككبير مراقبى الأحلام يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين .. نحن نراقب أحلامهم ليل نهار .. انظر ..
ضغط الدكتور (ص) على زر فى الأريكة التى يرقد عليها ، فانساب من السقف ذراع معدنى طويل ، نزل ببطء شديد ، بلونه الرمادى الداكن ، كان ينتهى بجهاز بلورى مثلث .. لمس الجزء الأعلى البارز منه ، فتحرك الجدار المواجه لهما ، وكشف عن شاشة هائلة متألقة ..
اتخذ الدكتور (ص) وضعًا مريحًا فوق الأريكة ، وقال بلهجة آمرة فى الميكروفون الدقيق المثبت بالمسند :
ـ أوصلنى بأحلام المجرم (ب 723) .
بدأت موجات من الضوء تتدتخل فوق الشاشة .. ألوان الطيف كلها تختلط فى دوامة سريعة ، ثم تبدأ بعض الألوان فى الانطلاق بحركة دائرية حول الشاشة الهائلة ، وتتخذ بعد ذلك شكل نافورة من الألوان المتألقة ، سرعان ما تخفت تدريجيًا ..
ظهرت عدة أشكال رمادية بوسط الشاشة ، غامضة فى بادىء الأمر ، ثم بدأت الخيالات فى الوضوح ، بعضها أشخاص ، رجال ونساء وأطفال ، والبعض الآخر أشياء كالظلال ، مقاعد ، وطرق ، ومنازل ، وسيارات ، وجبال ..
كان الزائر يحدق فى الشاشة فى ذهول ، وأخيرًا استطاع أن يتحدث :
ـ هل هذه أحلام ؟
قال الدكتور (ص) وهو يتابع الأحداث فوق الشاشة باهتمام بالغ :
ـ إنها أحلام المجرم (ب 723) كانت أسرارنا تنتقل إليه ، ولم نضبطه أبدًا متلبسًا .. أود أن أعرف الخائن الذى يحذره فى الوقت المناسب .. انظر ، انظر ، لقد بدأت الصور تتضح ..
تساءل الزائر فى تعجب :
ـ ولكن أين الحالم ؟
أجابه بصوت يخلو من التعبير :
ـ من النادر أن نرى الحالم ، فإننا نرى من خلال عينيه .. انظر ، العجوز التى بدأت معالمها تتضح ، والطفل فى الطرف الأيمن من الشاشة ، والبحيرة المتلاطمة الأمواج التى تفصل بينهما .. إنه يحلم بطفولته ، الوغد يحلم بطفولته !.
ذابت أشباح العجوز والطفل والبحيرة ، فى الخلفية الملونة الدائمة التغير ، وتبدل المنظر ببطء ، فظهر حمل صغير ناصع البياض يسير بين مروج خضر ، سرعان ما تكونت فوق الشاشة .. وفجأة فتح فمه فصدر منه صوت رضيع آدمى !!
بوغت الزائر تمامًا ، فقد كان هذا أول صوت يصدر عن شاشة الأحلام ، وسأل فى لهفة وهو ينظر إلى الدكتور (ص) :
ـ أتعنى أنه يمكنك أن تسمع الأحلام أيضا ؟
قهقه الدكتور (ص) بصوت مرتفع :
ـ بالطبع يا صديقى ، فإن لدينا علماء إليكترونيات أكفاء ، وهم يعرفون عملهم جيدًا ..
قال الزائر ، وقد غاب عنه المعنى :
ـ وكيف تراقبون أحلام (ب 723) ؟
تألقت العينان الضيقتان القاسيتان :
ـ دبرنا له حادث سيارة ، وفى المستشفى استطعنا أن نجرى له عملية جراحية ، زرعنا بها فوق الغدة داخل مخه جهازا دقيقا جدا أقل من رأس الدبوس .. معجزة علمية .. وباستخدام أشعة الليزر ينقل إلينا أحلامه ، من خلال محطات تقوية دقيقة مثبتة داخل منزله ، وفى كل الأماكن التى يحتمل أن ينام بها ..
قال الزائر ، وقد سيطر على نبرة صوته :
ـ وكيف اخترعتم آلة الأحلام هذه ؟
تريث الدكتور (ص) برهة ، ثم قال فى بطء :
ـ لا شك أنك تعلم أن الأفكار تنشأ بفعل نبضات كهربية فى المخ ، وهذه بدورها تحدث مجالات كهرومغناطيسية ضعيفة ، وكانت نظرية العلماء تقول بأنه يمكن بناء نماذج من الأفكار المرئية والمسموعة من هذه المجالات ، ولكن للأسف لم نوفق فى هذا العمل ، وبالمصادفة وجدنا أنه يمكن استخدام نفس الجهاز بنجاح مع الأحلام ..
هتف الزائر فى إعجاب :
ـ شىء رائع ..
وأخذ يفكر فى أنه سيخبر أبناءه بكل ما رآه ، إلا أنه تردد قليلًا ؛ لأنه تذكر منعهم له من زيارة الدكتور (ص) صديق الدراسة ، قالوا له فى إصرار :
ـ اذهب إلى المتاحف ، ومعارض الفن ، وحديقة الحيوان ، فهى أماكن تستحق المشاهدة ..
لقد زاروا العاصمة من قبل مرارًا ، أما هو فكانت هذه زيارته الأولى ..
أجابهم فى حيرة :
ـ إنه رفيق دراسة ، وأنا مواطن محترم ، فلن يسبب لى الدكتور (ص) أيه متاعب ؟!
بدأت الصور والألوان تتداخل فوق الشاشة مرة أخرى ، وظهرت أشباح طويلة تتواثب ، وبدت وجوهها كالوحوش ، وأيديها كالأفاعى ، وملأت الغرفة بصرخاتها المروعة ..
شعر الزائر بشفقة على (ب 723) ، دون أن يعلم ما هى جريمته .. مسكين ، فهو فى هذه اللحظات يعانى من كابوس مرعب ..
ذاب المشهد فى نماذج متداخلة ، وانخفض الصراخ ليصبح كالفحيح ، وعلى الشاشة وضحت صورة غرفة ضيقة فيها عدد من النساء والرجال يجلسون فوق الأرض ، وكانت وجوههم المرهقة فى اتجاه الدكتور (ص) والزائر ..
قال الدكتور (ص) فى همس :
ـ إنه يحلم باجتماع ما ، وأظن أنه على وشك إلقاء خطبة .. إن هذا الحدث بالغ الأهمية ، فهذا الحلم يراقبه أشخاص آخرون فى خمس غرف أخرى فوق الشاشات ، أرجو أن نستطيع تعرف كل من حضر هذا الاجتماع ، ولكن هناك بالطبع عدة صعوبات تواجهنا ، ففى بعض الأحيان تتداخل الوجوه فى الحلم بحيث يصعب تعرفها ..
قال الزائر فى اهتمام :
ـ ولكن الأحلام قد تخدع أحيانا .. أليس هناك احتمال أن يحلم (ب 723) بأحد أصدقائه أو أقربائه فى هذه الاجتماعات ، دون أن يكونوا قد حضروا الاجتماع فى الحقيقة ؟
رد عليه الدكتور (ص) فى سخرية :
ـ إننا نحاول أن نكون عادلين ، ولكنك تعرف المثل القائل : (من الأفضل أن تعاقب عشرة أشخاص أبرياء ، على أن يفلت شخص واحد مذنب من العقاب) .. إننا لا نريد أن نقبض عليه حتى يدلنا على كل شركائه ..
همس الزائر كأنما يحدث نفسه :
ـ هذا صحيح ، ففى هذا العصر ـ منتصف القرن الحادى والعشرين ـ كل إنسان مذنب إلى أن يثبت براءته :
أشار إليه الدكتور (ص) أن يصمت ويراقب الشاشة ، كان صوت (ب 723) يزداد قوة ، ولكن الكلمات لم تكن واضحة تمامًا ، وكأنها تصدر من جهاز تسجيل به عطب ، واستطاع الزائر أن يتبين بعض الكلمات :
ـ اختاروا السعادة والحرية ، إرادة الإنسان ، والحياة ، والتضحية ، والدكتور (ص) ..
وكانت الكلمتان الأخيرتان واضحتين تمامًا ..
قهقه الدكتور (ص) فى وحشية ، وهو يعتدل فى جلسته على الأريكة :
ـ إننى وراءه حتى فى أحلامه !
ثم استدار إلى الزائر ، وقال :
ـ أعتقد أنك مللت هذه الصور ، هل أطفىء الشاشة ، فكل هذه الأحداث تسجل فى كل غرف المراقبة ، ويمكننى رؤيتها فى أى وقت ..
وضع يده فوق الجهاز البلورى المثلث ..
هتف الزائر محتجًا :
ـ كلا .. كلا .. إن الأمر ممتع للغاية ..
فرفع الدكتور (ص) يده من فوق الجهاز ..
ـ هل تفضل أن تقوم بزيارة بقية أجزاء مؤسسة (الفكر والحرية) ؟ فنحن نعمل على مدار الساعة .. ألا تود تعرف مختبر الشخصية ، حيث نقسم الأشخاص بحسب عدد الذرّات داخل الكروموزومات فى أجسادهم ، فيكفى أن تعطى الخبير جزءًا من ظفرك أو شعرة من رأسك ، أى شىء من جسمك يمكن أن يحتوى على خلية كاملة ، وخلال دقائق سيخبرك باسمك وعنوانك وعمرك وكل البيانات الشخصية الأخرى .. انظر ..
تغيَّر المنظر فوق الشاشة .. وظهرت مروج أخذت تموج بالألوان حتى ساد اللون الأخضر ، وبدت فتاة تسير وحيدة فى بطء .. كانت ترتدى ملابس عتيقة الطراز ، وشعرها الأسود يتطاير فى الهواء ، ثم استدارت لتواجه الزائر والدكتور (ص) .. كانت فاتنة ، ووجهها مستديرًا ، ينبئ عن الحب الأول ، وعيناها سوداوين تشعان ذكاء ، وابتسامتها مفعمة بالمودَّة والألفة ..
اعتدل الدكتور (ص) فى جلسته ، وأخذ يراقب الشاشة باهتمام بالغ .. ثم همس للزائر :
ـ نحن نعرف أن المجرم (ب 723) لم تكن له حبيبة لمدة طويلة ، على الأقل حتى بدأنا مراقبته ..
تذكر الزائر زوجته التى توفيت منذ زمن طويل وأولادهما مازالوا صغارًا ، هل جاءه طيفها فى أحلامه ؟ .. إنه لا يتذكر جيدًا أحلامه ، ربما لأنه ينهض مسرعًا من فراشه ويبدأ عمله الشاق ..
عاد الزائر يراقب الشاشة فى اهتمام ، ظهر شبح رمادى بجانب المرأة ، سرعان ما اتضحت معالمه .. شاب يرتدى ملابس فضفاضة من نفس الطراز العتيق ، وكان يمسك بيد الفتاة ..
قال الدكتور (ص) بدهشة :
ـ هذا حلم نادر الحدوث ، حيث يراقب الحالم نفسه عندما كان شابًا .. إنه حلم صادق ويعطينا معلومات دقيقة عن الشخص المراقب .. لقد عرفت الفتاة الآن ، إنها حبيبة المجرم (ب 723) عندما كان شابًا ..
قال الدكتور (ص) الكلمات الأخيرة بازدراء ، ثم أكمل :
ـ لقد أعدمت الفتاة ..
تعانق الشابان فى صمت وبحركات بطيئة ، كممثلى البانتوميم .. كان المنظر حقيقيًا ، وكان من الصعب على الزائر أن يفكر أن ما يراه مجرد صور من عقل يحلم ، وعندما عرف أن الفتاة قد أعدمت ، أضاف هذا جوا غريبا على المنظر فوق الشاشة .. لقد سلموها لطيور الموت ، فهل عاملوا جسدها بعد الموت بالاحترام الواجب ؟
صرخ الدكتور (ص) فجأة :
ـ أعرفك يا (ل 414) .. ولكنك ميتة ، ميتة ..
استدارت فإذا بها امرأة أخرى أكثر بياضا ، وذات شعر أشقر قصير ، وترتدى وشاحًا أحمر فوق رقبتها ، وعيناها الخضراوان تومضان فى غموض ، كانت ملابسها من أحدث طراز ..
شهق الدكتور (ص) ، ونهض من فوق الأريكة بسرعة ، وانتصب واقفا وقد اضطرب توازنه ، وامتقع وجهه ..
ظهرت قطرات من العرق على جبهة الزائر ، وتقلصت حنجرته ، وبدا وكأنه غير قادر على التنفس ..
ارتجفت يداه ، واعتدل فى جلسته بعصبية .. وكان عليه أن يقرر : هل من الأفضل أن يتكلم .. أم يلتزم الصمت ؟ . هل يستمر فى مراقبة الشاشة .. أم يحاول الهرب من المكان بسرعة ؟ . لم يستطع أن يتخذ قراره ، فقد أصابه المنظر بالشلل التام ، وفى هذه اللحظات العصيبة تحول الدكتور (ص) من رفيق دراسة إلى كبير مراقبى الأحلام ..
فوق الشاشة ، اقتربت المرأة الشقراء من (ب 723) ، وهمست بصوت واضح :
ـ أنا أحبك أيضا .. لست (ل 414) .. لقد ماتت ، أنا (ف 6721) ..
أجابها (ب 723) فى حنان غريب :
ـ إن من يحبنى يموت ، حتى الذى يعرفنى نهايته محتومة ..
قالت فى حماس :
ـ كلنا سيموت يومًا ما ، فلماذا لا نموت الآن ، لنجلب الحرية للآخرين ؟
دفن الدكتور (ص) وجهه بين يديه ، وقال بصوت مفعم بالحزن ، ووجهه يحتقن بالدماء :
ـ إنها زوجتى ، زوجتى الخائنة ..
شعر الزائر بأنه يجب أن يتكلم ، بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد ، فقد كان يعلم منذ ظهورها على الشاشة بأنها زوجة الدكتور (ص) فقد قابلها مساء اليوم ..
استدار إلى الدكتور (ص) ، وقال :
ـ فى الأمر خدعة .. يبدو أن (ب 723) قد حصل على صورة زوجتك ، ربما من صحيفة أو مجلة ما ، وكان يعلم أن أحلامه مراقبة ، و ...
قاطعه الدكتور (ص) فى حدة :
ـ اصمت ..
شعر الزائر بأنه قد أخطأ عندما تكلم ، ولم يحوّل الدكتور (ص) نظره عن الشاشة ، ولم يستطع الزائر أن يتابع المشاهد المتلاحقة ، فقد رأى ما فيه الكفاية ، وأنصت على الرغم منه إلى الحديث فوق الشاشة .. حديث الحب ، والشوق ، والألم والعذاب ، ثم ساد الصمت ، فنظر الزائر إلى الشاشة من خلال عينين مجهدتين .. لقد أظلمت تمامًا ، وعاد الجدار إلى مكانه ..
جلس الزائر يحدق فى الفراغ مقطب الجبين ، يحاول أن يحلل الخوف المروّع ..
قال الدكتور (ص) فى برود وببطء :
ـ سأتخلص منهم جميعًا ، بمن فيهم زوجتى الخائنة ..
نظر إليه الزائر فى ذهول وهو يرتجف ، وأكمل الدكتور (ص) وهو ينظر إلى الزائر فى تحد :
ـ وأنت أيضًا ، فقد رأيت أكثر مما ينبغى ، وعرفت ما لا يجب أن تعرفه ..
قال الزائر فى رعب :
ـ يجب أن تدرك يا دكتور (ص) أن هذه خدعة واضحة ، القصد منها الإساءة إليك ، فالأحلام عبارة عن تنفيس للعواطف المتضاربة داخل العقل الباطن ، وبصورة رمزية ..
بقى الدكتور (ص) صامتًا ، وأكمل الزائر بصوت مفعم بالخوف :
ـ لقد أخبرتنى بنفسك أن حلم (ب 723) ، يراقب من عدة غرف أخرى ، ويسجل فى نفس الوقت ، إذن هناك العديد من المراقبين يعرفون ـ بجانبى ـ هذا السر !.
أطرق الدكتور (ص) لدقائق ، ثم رفع رأسه ، وقال دون أن ينظر إلى عينى الزائر : اذهب ..
وأمسك بالجهاز البلورى المثلث وضغط على أحد الأزرار ، فانشق الجدار عن مصعد صغير من معدن رمادى ..
ـ يُوصلك هذا المصعد إلى باب خارجى ليست عليه حراسة ..
قال الزائر فى حزن حقيقى :
ـ وداعًا يا صديقى .. أعتقد أننى لن أراك أبدًا .
قال الدكتور (ص) فى صدق : وداعًا ..
كانت ثمة دموع فى عينى الزائر وهو يتجه بخطوات سريعة إلى المصعد ، وبمجرد دخوله أغلق الباب آليًا ، وهبط به إلى الطابق السفلى ..
لم يصدق الزائر أنه أصبح حرًا ، أخذ نفسًا عميقًا فى الهواء الطلق المنعش ، وأول سؤال خطر بذهنه :
ـ كم من أحلام الناس مراقبة ؟.
وتوالت الأسئلة :
ـ هل يمكن أن تمنع الأحلام ؟
لم يجد إجابات مقنعة للأسئلة التى أخذت تتلاحق فى ذهنه كألسنة من اللهب ، أحس بأنه منهوك القوى ، وأن الزمن قد أبطأ فجأة ..
نظر إلى السماء ، وروعة هذا الامتداد اللامحدود ، وخيل إليه أن النجوم أصبحت شاحبة ، وتكاد تختفى من الفضاء ، على حين ازدادت حُلكة الليل ، وأصبحت كالعباءة السوداء القاتمة عندما شملته وهو يمتزج بها ..
تمت بحمد الله
نشر في 07 آب 2019