974 مشاهدة
1
1
كانت مفردة الناس تستخدم في الخطاب القرآني للدلالة على كل الناس: مؤمنهم وكافرهم.. خطاب عام، إلى من يهمه الأمر ومن لا يهمه كذلك.. من يؤمن بالخطاب ويعتبره مرجعية ثابتة له، وكذلك من يتجاهل الأمر و يعتبر أن المرجعية هي من أساطير الأولين.. أو من يعتبر أنها مرحلة تاريخية تجاوزها الزمن
ها أنت على وشك أن تنهي الختمة!...ها أنت تصل لسورة الناس.. وها أنت تتعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس.
في كل ما سبق، كانت مفردة الناس تستخدم في الخطاب القرآني للدلالة على كل الناس: مؤمنهم وكافرهم.. خطاب عام، إلى من يهمه الأمر ومن لا يهمه كذلك.. من يؤمن بالخطاب ويعتبره مرجعية ثابتة له، وكذلك من يتجاهل الأمر و يعتبر أن المرجعية هي من أساطير الأولين.. أو من يعتبر أنها مرحلة تاريخية تجاوزها الزمن..
كل الناس، يشملهم الخطاب، بعكس ما كان عليه الأمر عندما كان الخطاب يوجه للذين آمنوا..
*******************
فلم إذن التعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، في هذا الموضع بالذات؟.. في نقطة النهاية.
تذكرك السورة، إن ربك، رب الذين آمنوا، وملكهم، وإلههم.. هو نفسه رب وإله وملك كل الناس، حتى لو أنكروا، حتى لو رفضوا، حتى لو قرروا أن "الطبيعة الأم" قد أنتجتهم، وأن " نمط الحياة المعاصرة" هو عبادتهم وأن عبادته هو أداء بعض الشعائر فحسب، وأن أيا من الايديولوجيات السائدة قد "ملكتهم".. شاءوا أو أبوا، هم خاضعون له في نهاية المطاف.. في مآل الأمر ونهايته وخاتمته.. كل هذا الفسيفاء البشري، على اختلافه وتنوعه، وعلى قربه وبعده من الله عز وجل، سيجد نفسه يوما ما، يوما لا يقاس بمقاييس الأيام، في حالة خضوع لله عز وجل..
كل حياتنا، كل منا، هي مرحلة "اختيار" ليكون هذا الخضوع "طوعياً".. يمكن لك أن تختار الرفض.. أو يمكن لك أن تختار اللاخيار.. الخوض مع الخائضين..
لكن، في يوم ما، ليس كباقي الأيام، سيكون هذا الاختيار خاضعا للمعايير التي خلقنا جميعا، كل الناس، على أساسها..
يوما ما، سيكون الكل خاضعين..
وقد كانوا يدعون إلى الخضوع، وهم سالمون..
**********************
تتعوذ برب الناس وملكهم وإلههم، فربما يوسوس لك اختلافهم واختيارهم لشيء آخر أن تتخلى عن مرجعيتك.. أن تفضل أن تتوافق معهم، أن تقبل بخياراتهم على عمومها..
ربما يوسوس لك شيطان بهيئة إعلام.. أو إنسان بهيئة آيديولوجية تنكر أنها آيديولوجية..
تعوذ بهيمنته النهائية على الجميع، بالصورة النهائية الخاتمة، لكي تهرب من "جزئيات" صغيرة تعيش فيها حاليا وتوحي لك أنها النهاية، وأنها كل ما هناك..
تعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، كل الناس، من كل ما يمكن أن يوحي لك، أو يقتعك، أن يكون خيارك الفردي الطوعي، مخالف لما سيكون لاحقا "كرها"...
حتى لو كان خيار كل الناس، مخالفا لذلك...
مهما كان الفسيفساء في البشر متنوعا..
كلهم في النهاية، خاضعون له..
فلا يغرنك ذلك..
وتعوذ به، من كل ما سوى ذلك..
من كل "ما" و"من" يروج لمرجعية أخرى.
نقطة نهاية السطر.
آخر ما يقوله لك القرآن..
#أحمد_خيري_العمري
نشر في 01 حزيران 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع