Facebook Pixel
707 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

في المرة القادمة التي ترى فيها مأساة إنسانية تصل أو لا تصل لمأساة الأخدود لا تدع الشيطان يشككك في عدل الله ولا في غيابه ولا تظن أن الله لا يرى ذلك لكن قل بقلب ثابت إن بطش رَبِّك لشديد

ثلاث مقدمات وفكرة بسيطة

##

- المقدمة الأولى : الصفة تأخذ معناها من الواصف وليس من الموصوف.. بمعنى أنه إذا قال طفل في الخامسة من عمره عن زجاجة "الكاتشاب" أنها صعبة الفتح.. فذلك يعود غالبا لضعف يديه.. لكن إذا قال رجل مفتول العضلات أنها صعبة الفتح، فهنا قد تكون صعبة فعلا..

- المقدمة الثانية : التحكم درجات.. أعلاها الإحاطة.. بمعنى أن تتحكم بالشيء بحيث تحيط بكل جزئياته.. ولذلك يقول العرب، أحاط به إحاطة السوار بالمعصم.. وسميّ المحيط محيطا لإحاطته باليابسة..

- المقدمة الثالثة : أصعب أنواع الابتلاء الجسدي في هذه الدنيا هو أن يحرق المرء حيّا.. هذا أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الإنسان.. لا يوجد ما هو أسوأ من ذلك.. لكن يضاعف هذا الابتلاء إذا كان حادث الحرق على يد أعدائه.. لأن هنا يضاف العامل النفسي وهو القهر والضعف.. ويضاعف أكثر إذا حرق الإنسان مع عائلته.. مع أولئك الذين يجب أن يحميهم.. هذه أكبر مآسي الأرض.. والتي ربما قد شاهدناها قريبا منها في الحرب في سوريا أو في مجازر المستوطنين..

الآن نصل للفكرة..

علم الله بحكمته أن سيأتي زمان علينا نشكك في عدله.. ونلومه على عدم تدخّله لمنع كل تلك المآسي التي تحدث أمامه وأمامنا.. متسائلين عن ذلك الإله قاسي القلب الذي يشاهد كل هذا الألم ويملك القدرة على إيقافه لكنه لا يوقفه.. فأنزل لنا سورة البروج.. السورة تروي لنا مأساة كبرى حدثت في نجران في اليمن في القرن السادس الميلادي.. وكان ضحيتها مسيحيو نجران.. حفر أخدود ضخم في الأرض وعندما رفض أولئك المؤمنون التحول إلى اليهودية.. ألقوا مع عائلاتهم في النار.. بأمر من ملك حمير..

تبدأ السورة بالتذكير بيوم القيامة.. "والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود " ليذكرك قبل أي شيء أن هنالك يوما موعودا يجتمع فيه الشاهد والمشهود.. ثم يبدأ بسرد مشهد الأخدود.. ويختمه بجملة "والله على كل شيء شهيد" أي أنني كإله كنت شاهدا على تلك المجزرة.. لحظة بلحظة.. لكنني لم أتدخل.. لأن الأمر لن يدوم سوى دقائق.. والمجرمين سينالوا "عذاب الحريق".. وهذا حريق غير الذي تعرفه.. لأن الصفة تأخذ معناها من الواصف.. والضحايا لهم جَنَّات تجري من تحتها الأنهار.. وهذه جَنَّات أيضا لا تدركها أنت.. لأن الصفة مرة أخرى تأخذ معناها من الواصف..

فإن وصل الإنسان لهذا القدر في السورة ولَم يقتنع بعد.. يقول الله آيته الأعظم وتهديده الأكبر .. "إن بطش رَبِّك لشديد".. وهو بطش لا تدرك أبعاده ولا يمكنك تخيل ما معنى أن يكون شديدا.. لكنه هنالك ليذكرك أنه لم ينس ولن ينسى.. لأنه هو يبدئ ويعيد.. وفعال لما يريد.. لا لما تريده أنت.. وأنه حين أراد أن يتدخل قد تدخل.. "هل أتاك حديث الجنود؟ فرعون وثمود؟ ثم يذكرك الله بأنه محيط بكل شيء.. فلا تخف.. لن يضيع شيء.. لن يفلت أحد.. بل هو قرآن مجيد.. في لوح محفوظ.. لن يضيع شيء..

في المرة القادمة التي ترى فيها مأساة إنسانية.. تصل أو لا تصل لمأساة الأخدود.. لا تدع الشيطان يشككك في عدل الله.. ولا في غيابه.. ولا تظن أن الله لا يرى ذلك.. لكن قل بقلب ثابت..

إن بطش رَبِّك لشديد..
إن بطش رَبِّك لشديد..
إن بطش رَبِّك لشديد..

وفِي انتظار اليوم الموعود.. والشاهد والمشهود..

#ديك_الجن
كتابات ديك الجن
نشر في 08 شباط 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع