Facebook Pixel
النصر الإلهي
النصر الإلهي
1480 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

قصة معركة القادسية مثال للنصر الإلهي ، ولكن من المؤسف ربط أسباب نصر معركة القادسية بالمعارك الحالية فلكل حقبة ظروفها

النصر الإلهي - معركة القادسية كمثال

كثير من آيات القرآن الكريم تتحدث عن مفهوم النصر ووعيد النصر للمؤمنين، وكثيرٌ ما تقفز للآذان أحاديث القادسية ونهاوند ومؤتة وبدر والخندق كأمثلة على انتصار فئة قليلة مؤمنة بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله

-بدايةً من المؤسف أن ننظر لمعارك اليوم بمنظار القادسية وحطين واليرموك!، فتلك حقبة قد ولّت مع ظروفها، ويؤخذ منها النتائج العامة ولايمكن أن تحمل حلاً لمعارك اليوم-

في القادسية:
جيش المسلمين لم يتجاوز الأربعين ألفاً 40000 مقابل ما يقارب المائتي ألف من الفرس 200000
جيش الفرس كان مدججاً بالعتاد والدروع والفيلة، بينما كثير من جنود المسلمين كانوا يتوشحون عمامةً مع سيف فقط

كيف حصل النصر؟

في اليوم الثاني من المعركة أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح قائد الجيوش في الشام لطلب النجدة!
كان جيش المسلمين ينهار في القادسية، وكان الفرس يكتسحون جيش المسلمين، الجيش الذي يقوده خال رسول الله سعد بن أبي وقاص، والذي يقاتل فيه الكثير من الصحابة كالبراء بن مالك والمثنى بن حارثة، والربعي بن عامر

أرسل أبو عبيدة 6000 مقاتل على رأسهم القعقاع للنجدة السريعة، ريثما يأتي بإمداد آخر لجيش المسلمين المنهار في القادسية

كانت المعركة تسير لهزيمة نكراء لجيش المسلمين، ومن يقرأ تفاصيل المعركة يرى أن الإنتصار أتى عسكرياً صرفاً، بتغيير الخطة، ووصول القعقاع، ونقل الجمال إلى جهة الفيلة، واستهداف كبير الفيلة، واستخدام الحمية العربية لرفع معنويات الجنود المنهارة

ومفهوم النصر الإلهي يلخصه سيدنا سعد بن أبي وقاص الذي أصابه مرض شديد خلال المعركة، فزحف إلى تلة وأخذ يراقب القتال، كانت التغييرات العسكرية قد أوقفت تقدم الفرس، واحتدم القتال دون توقف للمرة الأولى منذ بدء المعركة، فعادة ما يرتاح الجنود في الليل إلا أن القتال لم يتوقف يومها، فقال سعد بتصرف:
من يصبر للصباح يكون له النصر، وإنما النصر صبر ساعة

بعد أن أعد الجيش العدة الكاملة واستجاب للوضع العسكري الميداني، وأتى بحلول للمشاكل العسكرية، حينها أصبح الأمر معلقاً، والنصر بين الطرفين
هنا مدّهم الله بالصبر وألقى الرعب في قلوب الفرس، فتراجعت جيوشهم من الإنهاك وتقدم جيش المسلمين ليحقق الانتصار

النصر لا ياتي إلا بإذن الله ومن عند الله، ولا يأتي إلا بعد وضع الحلول الدنيوية الكاملة، ولايكفي الإيمان والالتزام والتدين لتحقيق النصر
كما لايكفي القتال الأعمى لتحقيق النصر على الإطلاق

نعم انتصر المسلمون في القادسية، ولكن من انتصر كان من خيرة القادة العسكريين في العالم وقتها، فالقوي المتقن لعمله والمتمرس بدوره ينفعه إيمانه

الآن فلننظر إلى الخندق، ودور الخندق في تحقيق النصر، ولننظر إلى جميع آيات النصر في القرآن الكريم

لا يكفي أننا مؤمنون، ولا يكفي أننا على الحق، ولا يكفي أننا نقاتل لكي نضمن النصر، قد نتجرع الهزيمة تلو الهزيمة فلله سنن ثابتة في الكون، ولئن أعد العدو العدّة اللازمة لهزيمتنا ولسلب حقوقنا فلن يبخسه الله جهده، ولكنّ حسابه في الآخرة عسير
من التفكر في الغار
نشر في 19 كانون الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع