Facebook Pixel
ما الفرق بين الفتوحات الإسلامية والفتوحات الإستعمارية؟
5771 مشاهدة
1
2
Whatsapp
Facebook Share

تحاول بعض الدوائر الاستعمارية الغربية التي لا تستطيع تبرئة أنفسها من الأطماع أن تصم المسلمين بقولها لا فرق بيننا فكلنا يا عزيزي لصوص، ومع ذلك فنحن الأفضل

الفتح الإسلامي والفتوح الاستعمارية ودلالة أعياد المسلمين وأعياد الاستقلال والجلاء

تحاول بعض الدوائر الاستعمارية الغربية (مستشرق المحافظين الجدد برنارد لويس مثلاً) والتي لا تستطيع تبرئة أنفسها من الأطماع أن تصم المسلمين وبقية الحضارات بالإمبريالية لتلقي عن كاهلها أعباء الاتهامات فتقول: "لا فرق بيننا فكلنا يا عزيزي لصوص، ومع ذلك فنحن الأفضل" (!) ولكن الفرق شاسع جداً بين الفتوح الاستعمارية والفتح الإسلامي، الفتوح الاستعمارية الاستيطانية (الأمريكتان وأستراليا والجزائر وفلسطين وجنوب إفريقيا) قامت على طرد أو إبادة السكان الأصليين والحلول محلهم، الفتح الإسلامي سواء في الأندلس أو بقية البلاد لم يفعل شيئاً من هذا، كان القتال بين جيوش عسكرية واستمرت الحركة الاجتماعية على ما هي عليه في القاعدة، الموريسكيون لم يكونوا من العرب أو البربر الخلص، كانوا من اختلاط هؤلاء بسكان إسبانيا الأصليين أو من السكان الأصليين أنفسهم الذين اعتنقوا الإسلام، لم يطرد المسلمون أحدأً من أرضه، حتى الفرنجة الصليبيون ترك المسلمون لهم الخيار لمن يريد البقاء منهم في الشام بعد سقوط ممالكهم، وهناك بعض المواقع السكانية مازالت إلى اليوم معروفة بكونها من بقايا الفرنجة رغم أن أهلها مسلمون، عائلة البردويل التي ينتمي إليها أحد قادة حماس في غزة من بقايا ملوك الصليبيين (بلدوين)، الصهاينة طردوا الأهالي ليحلوا محلهم وهذا بعيد عن ممارسات المسلمين، أساس الاستعمار حتى غير الاستيطاني هو الاستغلال الاقتصادي والاستراتيجي لصالح المركز الاستعماري، ولهذا نرى البلاد المستعمِرة نهضت على حساب المستعمرات وهناك فرق شاسع بين أوضاع الطرفين بعد نهاية الحقبة الاستعمارية (فرنسا والجزائر مثلاً، مصر وبريطانيا، الهند وبريطانيا...وهكذا) أما المسلمون فأساس فتوحهم ضم الآخرين إلى عالمهم (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) مع تفاوت في التطبيق الذي يشوبه العيوب البشرية، ولهذا لا نرى تفاوتاً بين الأمم الإسلامية في التطور، لم يكن هناك فرق بين الأناضول وبقية البلاد العثمانية، ليس هناك سيد وتابع، الجميع عثمانيون، عندما حاول الأمويون تشجيع الاستعلاء العربي على الشعوب لم تدم دولتهم أكثر من عمر رجل واحد (92 سنة) ثم تلقف الأعاجم رسالة الإسلام وقام صرحها على أكتافهم، الحضارة الإسلامية قامت على أكتاف الآخر (غير العرب)، أما الحضارة الغربية فقامت على جماجم الآخر (غير الأوروبي)، ولهذا نرى أن الأمم الأجنبية غير العربية التي دخلها الإسلام ما زالت تحتفل بأعياد المسلمين لأنها متمسكة بالإسلام، أما الأمم التي دخلها الاستعمار فإنها تجعل من فراق المستعمِرين عيداً قومياً (أعياد الجلاء والاستقلال في كل العالم الثالث)، ويمكن أن نلحظ تناقض الأثرين الإسلامي والأوروبي فيما تركه الطرفان في بلد واسع كشبه القارة الهندية حيث التغلغل الإسلامي وقلة الوجود المسيحي رغم قرون الهيمنة ورؤية البعض المنحازة أن الطرفين سواء وهما دخيلان، ونرى مثالاً لتمسك الأمم الأجنبية بالإسلام في الحرب الضروس التي احتاجت إسبانيا لشنها على الموريسكيين كي تقتلع الإسلام منهم ومازال منهم اليوم بعد 500 سنة من العنف من يتمسك بجذوره الإسلامية، في الوقت الذي شنت الأمم المقهورة حروب مقاومة ضروساً على المستعمِرين الأوروبيين لتخرجهم من بلادها، وحتى من بهر بالحضارة الغربية لم تبهره معاملة الأوروبيين لغيرهم.
بقلم شعبان صوان ..
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع