887 مشاهدة
0
0
إن ما يقع الآن فى العالم الغربى يستحيل أن يقبله عيسى بن مريم، ويحزننا أن رجال الدين هناك بدل أن يصلحوا أنفسهم ومجتمعهم انشغلوا بالحملة على الإسلام ومؤازرة الاستعمار فى النيل منه واجتياح حقوقه
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [610] : حضارة!!
أذاعت وكالة "رويتر" هذا الخبر المثير قالت: "إن دراسة حكومية فى كندا كشفت أن نصف النساء الكنديات قد تعرضن للإيذاء البدنى أو الاغتصاب، وأن واحدة من بين كل أربع سيدات قد تم الاعتداء عليها من أحد المقربين لها!! والطريف أن هذه الدراسة ذكرت أن 60% من الكنديات يخشين السير فى الشوارع المظلمة خوفا من الاعتداء عليهن!".
الحق يقال أن هذه الحال ليست مقصورة على كندا، بل هى حال المجتمعات الأوروبية والأمريكية كلها، فإن النظرة الحيوانية إلى المرأة تكاد تكون عامة، والأسباب الباعثة على ذلك تزيد ولا تنقص، والعفة التى تنشدها الأديان كلها تكاد تكون من المستحيلات..!
ولم أعجب عندما قرأت إحصاء لإحدى اللجان أن غشاء البكارة يندر بقاؤه بعد سن المراهقة !!
إن أزياء النساء تفصلها شياطين مولعة بإثارة الشهوات وتمزيق الأعراض فالثوب قلما يغطى الركبتين من أسفل وقلما يستر الصدر من أعلى وصقل الشعر فنون !!
ومع كل فصل من فصول السنة يخترع الخياطون بدعا جديدة فى الملابس يعرضها سرب من الفتيات الغاديات الرائحات وهن يكشفن ما يوفره الزى الجديد من إثارة بإعجاب..
أما قصة غض البصر فخرافة قديمة لا يعرفها هذا العصر، ولعلها من الذكريات الرديئة!
وقد انفردت هذه الحضارة بإقامة المراقص التى يحتضن فيها من شاء ما شاء! وأى عيب فى ذلك؟ كما انفردت بعرض البغايا من وراء زجاج مصقول كى ينظر المارة إليهن، ثم يدخل إلى المحل من ارتضى إحداهن !!
إن وضع المرأة فى الحضارة الغربية يدعو إلى السخط والاشمئزاز. والغريب أن بعض حملة الأقلام عندنا يريد نقل هذه المباذل إلينا ويراها دلالة تقدم وارتقاء..!
إننى أعود بخيالى إلى مجتمعنا الأول فى المدينة المنورة، والمسلمون من الرجال والنساء يدعون إلى صلاتى الفجر والعشاء فى ظلام الليل "بشر المشائين إلى المساجد فى طقم الليل بالنور التام يوم القيامة" وتخرج النساء من بيوتهن زرافات ووحدانا ليملأن الصفوف المؤخرة فى المسجد!، ثم يعدن إلى بيوتهن ما يعرفن من الغلس وما يخشين اعتداء ولا اغتصابا إن نسائم الطهر والعفة تهب على المجتمع كله، وتجعله لا يعرف إلا مرضاة الله، ولا يسعى إلا إلى تقواه..
إن الفروق واسعة بين المادية الحديثة وبين مواريث موسى وعيسى ومحمد.
وما يقع الآن فى العالم الغربى يستحيل أن يقبله عيسى بن مريم، ويحزننا أن رجال الدين هناك بدل أن يصلحوا أنفسهم ومجتمعهم انشغلوا بالحملة على الإسلام ومؤازرة الاستعمار فى النيل منه واجتياح حقوقه.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
نشر في 08 تشرين الأول 2018