800 مشاهدة
0
0
القلب الذى لا يأنس بالله ويطمئن إليه قلب خرب موحش تسكنه الهواجس والريب، كما تسكن البوم والغربان كل بيت هجره أصحابه، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [675] : أين القلب النابض باليقين؟
القلب الذى لا يأنس بالله ويطمئن إليه قلب خرب موحش تسكنه الهواجس والريب، كما تسكن البوم والغربان كل بيت هجره أصحابه!
إن الإيمان ليس دعوى فارغة وليس شقشقة لسان وليس معرفة نظرية، وليس قدرة عقل ماكر، إنه قبل كل شئ قلب سليم طهور واثق.
هذا القلب الراكن إلى الله الآوى إليه هو الذى عجز الفلاسفة عن صنعة وضل الماديون الطريق إليه! ولم يعرفه إلا تلامذة الأنبياء وعشاق الوحى الإلهى الحي.
وقد ألمح إليه " ابن تيمية " عندما تساءل ما يبلغ أعدائى منى؟ سجنى خلوة، ونفيى سياحة، وقتلى شهادة!!!
من ما يخشاه الناس هو ما يرحب به الرجل ولا يضيق ذرعه به.
إن السكينة التى تغمر المؤمنين فى مواجهة المصائب النازلة هى " البنج " الذى يصحب الجراحات الخطيرة فيبطل الألم، أو هى الإضافة التى ينصح بها " ديل كارنيجى " عندما يقول: أصنع من الليمونة المرة شرابا حلوا !
وقد كتب " ابن تيمية" جزء من فتاواه فى أعمال القلوب تناول التصوف الإسلامى فيها ببصيرة مشرقة وعرض لأئمة التصوف الكبار باحترام وتأييد، ولا غرو فالرجل الذى يقول لا يدخل جنة الآخرة من لم يدخل جنة الدنيا أهل لذلك، وبقصد بجنة الدنيا بداهة "اليقين" الذى يستحلى المتاعب فى ذات الله، والرجال الذين يشرفون الجهاد الإسلامى بصلابتهم وبشاشتهم فى وجه الخطوب..
وقد انتقلت هذه النزعة منه إلى تلميذه " ابن القيم " عندما ألف كتابه الضخم"مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين" ردا على كتاب " منازل السائرين إلى رب العالمين " للهروى إمام الصوفية فى عصره!.
لقد درست كتاب " ابن القيم " وأنا معتقل فى " الطور " بسيناء فكنت أشعر وأنا أقوم من درسه بأنى أهبط من السحاب إلى الثرى! ألا يوجد فى عصرنا من يصلح بين القلب والعقل فى تراثنا الدينى؟.
إن التربية التى أراها قد تخرج، " درويشا " غبيا، وقد تخرج متفقها جلفا. أفلا نقدر على تكوين إنسان نضير الفكر والفؤاد معا؟
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 11 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع