1098 مشاهدة
0
0
الإيمان يقل ويزيد ويضعف ويقوى حسب الدلائل التى تقارنه والمقدمات التى تؤدي إليه، والفارق كبير بين أن يكون الإيمان تقليدا ميتا وبين أن يكون بصيرة نضيرة
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [681] : الذكاء وحده لا يكفي
الإيمان يقل ويزيد ويضعف ويقوى حسب الدلائل التى تقارنه والمقدمات التى تؤدي إليه، والفارق كبير بين أن يكون الإيمان تقليدا ميتا وبين أن يكون بصيرة نضيرة.
إن الله أبدع العالم ليدل عليه وليكشف عن عظمته، كذلك قال فى كتابه: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما).
وقد أحس بذلك صاحب القرية التى مر بها وهى بالية خربة فقال أنى يحيى هذه الله بعد موتها؟ وشاء الله أن يميته ودابته قرنا كاملا ثم يرد إليه الحياة: (قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير).
إن المشهد الذى جعل الرجل يقول: أعلم أن الله على كل شئ قدير. يقع ألوف ألوف المرات كل يوم أمام كل عين، فمن يحول الأغذية فى كل جسد إلى لحم يكسو العظام ودم يجرى فى العروق وأعصاب تحس الحياة؟ إنه الله !
ولكن بعض أبناء آدم لا يرى حرجا أن يحيا شبه دابة لا وعى لديها ولا استدلال!.
قلت: إن الله أبدع العالم ليدل بإبداعه على ذاته الأقدس ولقد سأل الإنسان مرتين هل وجد ما يعيب؟ (الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير).
الصواب لا يلد إلا الإيمان والبيئة الحرة قد يوجد بها الخطأ ولكنه يولد ليموت. ولذلك كان الإلحاد والاستبداد قرينين جميعا وفى عقائد المفكرين كان اليقين هو الأغلب. وقد يكفر بعض الناس لآفة فى عقله أو قلبه!
أذكر أنى قرأت فى صباى الباكر كتيبا اسمه " خواطر منتحر " ذكر فيه المؤلف البائس أنه ذهب إلى مرصد يشهد فيه الأفلاك وهى تدور فى فضائها الرحب، فلما شاهد عظمة المجرات وسعة الملكوت خرج وهو يقول أنا كافر بالله!!.
فضحكت ساخرا وقلت: هذا الجحش الكافر ما آمن يوما، لقد دخل المرصد وهو كافر، وخرج كما دخل، إنه يظن الله بقرة فى قرية هندوكية، أو صنما فى قبيلة عربية، وأنتظر أن يرى إلها من جنس ما يتصور فلما خاب حدسه أعلن كفره، وإلى حيث ألقت.
إن الإيمان عقل واسع الذكاء وفطرة بالغة النقاء.
الذكاء وحده لا يكفى، فإن إبليس كان ذكيا ولكن شهوته غلبته والله لا يقبل أمرءا خسيسا مهما كان عقله، والطيبة المغفلة لا تكفى فهى تهزم الحق فى أحرج المواقف، وتجر عليه العار.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 11 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع