
790 مشاهدة
0
0
يبدو أن الباطل يحمل جراثيم فنائه فى كيانه، ولكن إعلان وفاته لا يتم إلا عندما يستطيع الحق أن يحتل مكانه ويسد فراغه، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [684] : الشرك يحفر قبره
يبدو أن الباطل يحمل جراثيم فنائه فى كيانه، ولكن إعلان وفاته لا يتم إلا عندما يستطيع الحق أن يحتل مكانه ويسد فراغه.
وهذه الجراثيم قد تكون فيما ينطوى عليه الباطل من نقائض عقلية ورذائل خلقية، وقد تكون فيما يقوم به المبطلون أنفسهم من حماقات تدل على فقدان الرشد، وغباوة التصرف.
ونحن نصدر هذا الحكم بعد تدبر قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وقوله: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) .
وعندما ننظر فى فتح مكة وسقوط دولة الوثنية نرى إن الشرك هو الذى حفر قبره وبحث عن حتفه بظلفه! فقد كانت هناك معاهدة تضع الحرب عن الناس عشر سنين، فما الذي جعل أهل مكة يستعجلون نقضها؟ ويسعون إلى ذلك بنزق غريب؟
ولماذا اعتدوا على حلفاء رسول الله دون سبب وقاتلوهم فى الحرم أو سلطوا عليهم من يقتلهم، والحرم يأمن فيه الحيوان والطير؟
إن قريشا فقدت رشدها بهذا العمل وقدمت للمسلمين العذر فى معاقبتهم! فلما جاء شاعر خزاعة المعتدى عليها يقول للرسول:
إن قريشا أخلفوك الموعدا .. ونقضوا ميثاقك المؤكدا!
وجعلوا لى فى كداء رصدا .. وزعموا أن لست أدعو أحدا!
هم بيتونا بالوتير هجدا .. وقتلونا ركعا وسجدا!!
قال له الرسول: نصرت يا عمرو بن سالم، وتحرك الجيش الإسلامى إلى مكة، وحطم الأصنام وأدب العابثين ووضع نهاية لطيش الوثنية.
المهم أن الحق كان أهلا للسيطرة على الموقف وفرض نفسه ومبادئه، وكم من باطل يستحق الفناء ولكن سنن الله الكونية تركته لأن الحق لم يستكمل أهبته، ويتهيأ لاحتلال مكانه، لا على مستوى الأفراد بل على مستوى الجماعة كلها.
وإنى أنصح مسلمى عصرنا أن يرتفعوا إلى مستوى الأحداث وأن يسائلوا أنفسهم: هل لديهم الطاقات العلمية والخلقية والسياسية التى تجعل القدر يورثهم المشارق والمغارب؟
إن الله ناصرهم فور استكمالهم هذه الطاقات وإلا فسيبقى الباطل يعربد فى الأرض.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 11 تشرين الأول 2018

تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع