757 مشاهدة
0
0
إن بعض الناس ينظر إلى شعب الإيمان كما ينظر الأحول إلى مجموعة من السلع فيرى أشياء ويعمى عن أشياء ويمضى فى طريقه مستصحبا هذا الحول العجيب، ويؤسس أحكاما مقلوبة على الأشخاص والأشياء لا صلة لها بالواقع
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [709] : حلوا مشكلاتكم في صمت
مع قلة الأيام التى قضيتها فى الولايات المتحدة فقد شعرت بأن الخلاف الفقهى ترك آثارا غائرة فى نفوس العامة وربط انتباههم بالأمور السطحية والشئون التافهة، وليتهم اهتموا بالعقائد والأخلاق وسيطرت على مسالكهم القيم الرفيعة للإسلام والظروف الحرجة التى يمر بها الآن، إن تلاوة القرآن قبل الجمعة قضية تستحق العرض على هيئة الأمم أكثر مما تستحقه قضية كشمير مثلا.
وقد قلت لمهتمين ذبائح أهل الكتاب وما يحرم وما يحل : إن اليهود يحرمون الخنزير مثلكم، ويرفضون أنواعا شتى من الأطعمة.
وقد حلوا مشكلاتهم فى صمت وعرفوا الحال التى يستريحون إليها أو التى يعتزلونها دون لغط، يؤسفنى أنكم هواة كلام وجدل وقد نقلتم سيئاتكم إلى مهاجركم وظننتم الإسلام يخدم بطول الحديث فى الفقه ومذاهبه!!
إننى أنصح مدرسى الفقه فى بلادنا أن يعدوا الخلاف واقعا لا مفر منه، وأن يعرضوا وجهات النظر المختلفة بسماحة وهدوء. فلا عداوة بين إمام وإمام ولا معركة بين مذهب ومذهب، وأن يعودوا بالجماهير إلى دوائر الأخلاق التى استهانوا بها، وإلى جذور الإيمان التى نأوا عنها..!!
إن بعض الدهماء يكن فى صدره غلا لمن يصلى أو لا يصلى تحية المسجد والإمام على المنبر! لم هذا الغل؟ وأين طاحت أخوة الإسلام؟
إن بعض الناس ينظر إلى شعب الإيمان كما ينظر الأحول إلى مجموعة من السلع فيرى أشياء ويعمى عن أشياء ويمضى فى طريقه مستصحبا هذا الحول العجيب، ويؤسس أحكاما مقلوبة على الأشخاص والأشياء لا صلة لها بالواقع.
وقد لاحظت أن " غاندى " فيلسوف الهند الأكبر قتله هندوكى متعصب، وأن "رابين" الذى قاد قومه إلى نصر هائل سنة 1967 ضاعف به مساحة إسرائيل وأخزى به العرب قتله يهودي متطرف! وأن " على بن أبى طالب " بطل الجهاد الإسلامى قتله أحد الخوارج!!
إن هناك متدينين يفقدون روح الدين، ويهتمون بأزيائه وشاراته ثم يجرون فى أنحاء المجتمع يحسنون الاتهام لا التبرئة والهدم لا البناء وعلينا نحن الذين يعرفون الدين ويدعون إليه أن نحسن التفقيه والتربية وأن نتعهد البواطن لا الجلود والقلوب لا الملابس.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 12 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع