Facebook Pixel
صراع بين الإسلام والعلمانية
638 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

ماذا عليكم لو كسبتم الإيمان والأخلاق، وتركتم شئون التشريع والاقتصاد والاجتماع لأصحابها يعملون فيها وفق مقتضيات العقل الحر والزمان المتجدد؟

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [597] : بتر الشريعة

فى الصراع بين الإسلام والعلمانية يجب أن نحدد الموقف ونضبط المفاهيم!

قال لى رجل علمانى: ماذا عليكم لو كسبتم الإيمان والأخلاق، وتركتم شئون التشريع والاقتصاد والاجتماع لأصحابها يعملون فيها وفق مقتضيات العقل الحر والزمان المتجدد؟؟ إنَّ بُعد الدين عن السياسة واكتفاءه بالصفاء الروحى والسناء الخلفى أشرف له وأجدى عليه!!

قلت له: تريد بصراحة أن تقسم القرآن شطرين ترمى بشطر المعاملات فى البحر، وتمنح الشطر الآخر حق البقاء!

فسكت قليلا ثم قال: ذاك ما أريد تقريبا!

قلت له: وهذا ما نراه نحن ضياعا للشطرين جميعا وبقاء الأمة بلا عبادات ولا معاملات! إن الإسلام انقياد مطلق لله فيما أمر ونهى، وعلاقتنا بربنا تقوم على مبدأ السمع والطاعة، ونحن فهمنا هذا صراحة من قول الله لنبيه : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) .

تصور أن إبليس قال لله سأصطلح معك على أن تطرد آدم من الجنة، وسأخلفه فيها أسبح بحمدك وأقدس لك وأعفنى من قضية السجود! أيكون إبليس بهذا العرض قد تاب وأناب؟؟

إنك يا صاحبى مخادع كبير حين تعزل الإسلام عن الشرائع والمعاملات وحركات الحياة والأحياء ثم تقول له: إنك كسبت حظا طائلا!

هذا فى الواقع حكم على الإيمان نفسه بالموت!

عندما ينطلق الغناء فى كل فج يقول للسامعين: جئت، ولكن لا أدرى من أين أتيت؟ ولقد وجدت قدامى طريقا فمضيت؟ أيكون إبعاد الدين عن الفن كسبا للإيمان أو للإلحاد؟

وعندما يكون الزنا مباحا بتراضى الطرفين أيكون إبعاد الدين عن التشريع كسبا للإيمان أو للإلحاد؟

وعندما يظفر التراث اليهودى بحق الحياة ويرجع التراث الإسلامى بخفى حنين، أيكون إبعاد الإسلام عن السياسة كسبا للإيمان أم للإلحاد؟

إن الزعم بأن الإسلام يبقى بعد عمليات البتر والتشويه التى تجريها العلمانية فى كيانه هو من أبطل الباطل وأجرأ المفتريات، لن يبقى من الدين شىء ذو بال إذا قبلنا مبدأ الحذف والإلغاء لبعض تعاليمه، وقد حاول ذلك بنو إسرائيل قديما فقيل لهم: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب) .

إذا كان المسلمون يطلبون نصرا فى الدنيا وكسبا فى الأخرى فليحتقروا هذه الصيحات العلمانية وليستمسكوا بالدين كله وبذلك يفوزون بنصر مؤكد.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
كلمة حرة
نشر في 07 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع