816 مشاهدة
0
0
استغرق تحريم الخمر أكثر من خمس عشرة سنة، ولعل هذا التدرج فى التشريع كان سر نجاحه، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [671] : الحمقى المدخنون
استغرق تحريم الخمر أكثر من خمس عشرة سنة، ولعل هذا التدرج فى التشريع كان سر نجاحه!
فإن العرب كانوا شرهين فى شرب الخمر ولو أخذوا بتركها مرة واحدة لأخذ ذلك بالدعوة الإسلامية بل لأضر ذلك بالتحريم نفسه.!
وفى هذا العصر حرمت أمريكا الخمر بتشريع مفاجئ بعد ما استيقنت من أضرارها الصحية والاجتماعية ولكن قانون التحريم فشل.
فالقلة المعارضة لم تقتنع به، والكثرة المؤيدة لم تضح لنصرته، وتألفت عصابات قوية لتهريب المسكرات، وغرمت الشرطة كثيرا فى حماية القانون دون جدوى ولذلك لم يبق أكثر من دورة برلمانية ثم أسقط فى الدورة التى تليها..
وقد تعلمت أمريكا من ذلك درسا تطبقه الأن فى محاربة الدخان، إنها تأكدت من أن " النيكُتين " سم ناقع، وأنه وراء أمراض قاتلة، وأن إقبال الناس على التدخين حماقة مهلكة، فهل تصدر قانونا بتحريمه كما يشير الأطباء وكما فعلت من قبل مع الخمر؟
إنها لم تنجح ولا تريد تكرار الفشل، فقررت ألا ينشر إعلان عن السجاير إلا نشر معه تحذير طبى يمنع أولى الألباب من تناولها، وتبعتها دول العالم فى نشر هذا التحذير.
ولما ثبت أن جار المدخن يكتوى بناره قررت عزل المدخنين فى أماكن خاصة، ويظهر أن شركات التبغ الكبرى ضربها الكساد فى العالم الأول وتريد تعويض خسائرها فى العالم الثالث فضاعفت إنتاجها وأقبل عليها شبان يحسبون الرجولة تدخين سيجارة!.
وما أفدح مصيبتنا فى هذا الشباب!
لقد رأيت الناس يبحثون بحماس عن مستنقع يفقدون فيه صحتهم وثروتهم ويجادلونك بغضب إذا أردت حملهم على سبيل الرشاد..!
وأنظر إلى حاكم " روسيا " الذى أكلت الخمر عافيته وأورثته الداء العضال، إنه لا يريد أن يتوب، ولو ظل يعب الخمر حتى هلك ما أسفنا لمصرعه، ولكن أسفنا لأن مستقبل شعب إسلامى حر فاضل رهن كلمة تمرق من فمه، وما ظنك بكلمة تخرج من فم سكير؟ يأمر بالإبادة والمصادرة والإذلال وتعذيب الأحرار..
إن الألوف المؤلفة من المسلمين المرابطين يتعرضون فى قراهم للدبابات تقذفهم بالحمم وتحيل بيوتهم ترابا تنفيذا لأمر رجل عطشان للدم والخمر!
أمر واحد يمكن أن يقمع هذا الرجل، أن يخاف على نفسه من الأمة الإسلامية الكبيرة، وأن يرهب نقمتها عليه وعلى قومه فهل نستطيع ذلك اليوم، وإذا عجزنا اليوم فهل نستطيعه غدا؟.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 11 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع