993 مشاهدة
0
0
تقاليد إسلامية كثيرة يجب أن تراجع ويحذف منها ما يأباه الإسلام، لا بأس من اختصاص الفقراء والمساكين ببعض الأطعمة التى يشتهونها فهذا من البر بهم والعطف عليهم في رمضان
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [707] : بعدا للسفهاء
أظن المطبخ الشرقى سينتعش طويلا فى رمضان، وسيتأنق أكثر مما يتأنق طول العام، لأن رمضان فى حياتنا شهر الطعام وإن سمى شهر الصيام.. ونفقات الشهر تفزع أرباب البيوت، وقد تكلفهم فوق ما يطيقون ولا أدرى لم هذا الإسراف كفه والشهر المبارك شهر اقتصاد وقناعة؟!
إن تقاليد " إسلامية " كثيرة يجب أن تراجع ويحذف منها ما يأباه الإسلام!
ولا بأس من اختصاص الفقراء والمساكين ببعض الأطعمة التى يشتهونها فهذا من البر بهم والعطف عليهم..
إن الإسلام اشترط لقبول الصيام الإيمان والاحتساب واللفظان يقتضيان! تحمل التعب هنا إبتغاء ما عند الله هناك، وليست خدمة الجسد بأطايب الطعام واجابته إلى كل ما يشتهى من مفهوم الإيمان والاحتساب، ولا هى الوسيلة المثلى لمضاعفة الثواب!
ما معنى روحانية الشهر إذن؟
وفى رمضان تطيب قراءة القرآن بالليل والنهار وعن ابن عمر رضى الله عنه "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغى لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد ولا أن يجهل مع من جهل وفى جوفه كلام الله"!! والمعنى أن الاكتفاء الذاتى خفق القارئ المخلص فلا يحزن على فائت، ولايلهث وراء مطمع! إن ما لديه كثير، فليعرف قدره!
وفى عصرنا هذا رأيت فى القاهرة مجالس قرآنية غريبة، قارئ معجب بصوته تحيط به جماعة من المفتونين بالموسيقى، يتصايحون كلما سمعوا تطريبا أو تغريدا، ولا علاقة لهم أبدا بالمعانى والعبر.
هل هذا هو الأدب مع القرآن؟
إن هذا الكتاب بنى أمة ساحقة وأقام حضارة مشرقة. فهل يسوغ أن يلتف حوله الجهلة على هذا النحو. وبانى هذه الأمة إنسان لا يعرف المجون تحمل فى ذات الله العنت، وسأل عرقه ودمه وهو يبنى، ووجد من أعداء الحق ما يسوء فهل يعامل تراثه بذلك التهريج؟
روى عن سعد بن أبى وقاص أن رسول الله قال: " إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فأبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " أى تذكروا ملابسات نزوله وجد الرسول فى تلقيه، تعبه فى تطبيقه والعمل به فى والمصير الأسود للمنصرفين عنه!!
أخشى أن يكون هؤلاء هم المعنيين بقوله تعالى: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا).
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 12 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع