1664 مشاهدة
1
0
إننى أنصح الدعاة والمربين مذكرا بالحديث " إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفاسفها" من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [706] : إن الله يحب معالي الأمور
أهداني رجل طيب سبحة فاخرة لأختم بها الصلوات، فتقبلتها منه شاكرا ثم عدت إلى بيتى وأهديتها إلى حفيدة لى.
وبعد أيام قال لى الرجل: لم أرك تستخدم السبحة المهداة!
فقلت له: إننى أقدر جميلك، ولكن الأذكار المطلوبة فى أعقاب الصلوات لا تستغرق غير دقيقتين أو ثلاث فأوثر إستخدام أصابعى، ولا حاجة إلى جهاز إحصاء.
ولقينى شاب يرقب هذه القصة الطريفة فقال لى: لماذا لم تقل له إن السبحة بدعة؟
فأجبت لأ نه لم يتخذها قانونا ملزما، ولست ممن يشتغلون بالتوافه!
قال لى: وما رأيك فى ختم القرآن بجملة " صدق الله العظيم "؟
قلت: أدعو لصاحبها أن يكون صادقا فى ترديدها!
قال: لا أفهم ما تعنى!
قلت: كان المؤمنون فى الأمور المهمة أو الشئون التى تبغتهم يقولون ذلك ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله). وفى موضع آخر (قل صدق الله..) وأرجو أن يكون القارئ، شاعرا بروعة القرآن وجلال هداه وقوة إعجاز فيقول الكلمة من قلبه!
فقال: ليس هناك أمر بها.
قلت: ولا نهى عنها!!
قال: إنك تستهين بالبدع .
قلت: بل أزدرى الاشتغال بالتوافه!.. إن الرجل الذى تظن حوله ذبابة فيطلب النجدة لمواجهتها رجل أحمق، ومثل هذا يفر إذا هاجمه غراب!
واستتليت أقول وأنا غاضب : فى عالم تآمر كبراؤه على اغتيال ضعفائه، وجفائه على وأد علمائه، وعجزته على اغتصاب أزمته وامتلاك قيادته تريد شغلى بهذا الغثاء الذى ملأ أذهانكم؟!
إن ساسة العالم أحكموا خطتهم لخنق الإسلام ونسف ركائز الإيمان، وقد توغلوا فى أرض الإسلام يبغون الإجهاز عليه، وأنتم على شفا الهلاك تريدون شغل الأمة بخلاف فقهى فى فروع العبادة أو خلاف لفظى فى فهم كلمة؟!
ما أنتم؟ إنكم ذرية الخوارج فى هذا الزمان الهازل! أين معاقد الإيمان وفضائل الأخلاق وعزائم الأمور؟ أين أولو الألباب؟
إننى أنصح الدعاة والمربين مذكرا بالحديث " إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفاسفها".
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 12 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع