Facebook Pixel
هل يتجهون نحو دين طبيعي؟
1309 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن أوربا بحاجة إلى دين طبيعي، إلى إيمان فطري إلى تعاليم يرتضيها العقل الحر والطبع النقي، فهل سينهض العرب من هذا العبء؟

كتاب : الغزو الثقافي يمتد في فراغنا - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 3 ] هل يتجهون نحو دين طبيعي؟

أريد أن أسأل ناساً من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا وينتمون إلى تراثنا ، شاء الله أن يعرفوا اللغات الأخرى ، ويقتبسوا منها ويترجموا.. أريد أن أسألهم ماذا أفدتم من هذه المقدرة ؟ وماذا أفادت أمتكم منكم ؟. هل استصحبتم دينكم وتاريخكم وأنتم تطالعون الثقافات الأجنبية ؟ هل استوقفكم صديق يحب العدالة أو استثاركم خصم يكره الشرق ، ويزدري العرب، وينال من الإسلام ؟.

إنكم لم تترجموا العلوم ، وكنا أفقر إليها من الروايات الغرامية والجنائية التي زحمتم بها لغتنا وشغلتم بها أولادنا.. ونقلتم أكاذيب المستشرقين ومفتريات الناقمين على الإسلام وحضارته وتاريخه المديد ، دون رد ذكي أو عادي ، بل أحياناً مع الرضا. فكيف ساغ لكم هذا ؟.

وفي الحضارة الغربية عباقرة كثيرون عرفوا للإسلام فضله وقدروا له ما أسدى للعلم وللعالم ، أما كان حقاً عليكم أن تعرفوهم وتشيدوا بصدقهم وتقدروا شجاعتهم بين قومهم ؟. أعتقد أن السكوت هنا لون من الغدر، بل هو خدمة لكل القوى المعادية للإسلام.

وقد يظن البعض أن هذا كسب محدود، ونراه نحن كسباً كبيراً ، فإن البشر على ظهر هذه الأرض عانوا ألواناً من الغمط والحيف لا حصر لها ، بل تعرضت أجيال لعذاب الاستئصال دون سبب!.

فإذا تعاونت الشعوب والدول على تأمين حاضرها ومستقبلها ، ووضعت برامج مادية وأدبية لإعلاء قدر الإنسان ودعم مكانته الاجتماعية والسياسية فذلك ارتقاء مقدور مشكور.

ولم نلحظ خلافاً يذكر في الخطط المرسومة لتكريم الإنسان وصون حقوقه ؛ فالمتحدثون من الصين أومن أمريكا يتفقون على تجريم الاضطهاد ، وتحريم الإرهاق ، ويهفون إلى إيجاد عالم تسوده الأخوة والمساواة ، وتتوطد فيه الحريات والكرامات..

لاحظنا أن " للعقل " أحكاماً هي موضع التسليم التام ، وأن هناك علوماً تتجاوب معه ، وينمو فيها ويزدان ؛ هذه العلوم تتنافس الأمم على تحصيلها وتثميرها ، وقد يتفضل المتقدم على المتخلف ، والواعي على القاصر.

ولاحظنا أن لسلامة الأجسام قيمة كبيرة وأن الأمم ترعى أنواع الرياضة التي يصح بها البدن ويقوى ، كما تحرص على مستويات التغذية التي لابد منها..

ولاحظنا أن مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب لا خلاف عليها فما احترم أحد زوراً ولا ازدرى صدقا. وما أحسب أحداً من أهل الأرض يمج طعم المعروف أو ينكر وجهه الوسيم، الجميع يؤكدون قول الشاعر :

ولم أر كالمعروف أما مذاقه .. فحلو، وأما وجهه فجميل

الإنسانية عملة مأنوسة لا تهبط قيمتها، ولا يستوحش منها أحد له قلب سليم وعقل سليم.

والعالم الحاضر له ذكريات تاريخية كثيرة أقلها حلو وأكثرها مر، وقد استفاد منها خبرة وكون أحكاماً، وربما نشأت عنده عقد مبهمة كالفرد الذي لدغه حنش فصار يخشى الحبل..

وعلى أية حال فإن العالم محق في كراهيته للاستبداد السياسي والتعصب الديني، والنعرات الجنسية، والفوارق الطبقية، وهو محق في نشدانه للعدالة والسماحة والإخاء والتراحم..

وقد كان الناس يحسبون أن هيئة الأمم ومجلس الأمن سيكونان حكومة عالمية تطارد العدوان وتقيم الموازين القسط بين الناس كافة ثم استيقظوا من حلمهم على واقع كالح!

فماذا يقول العرب ووطنهم يغتصب منهم جهرة ، وتعين على اغتصابه أكبر دول العالم ؟ وماذا يقول المسلمون فى أفغانستان، أو فى " مورو" أو فى غيرهما وهم يعانون ضيما يوشك على قتلهم ؟!.

والغريب أن الولايات المتحدة قاطعت هيئة اليونسكو وتعمل على تقويضها لأن الهيئة لم ترض عن جور اليهود فى فرض طابعهم على أرض ليست لهم.

ترى ما هي أغوار وأبعاد " الإنسانية " التي تراضينا عليها وقبلناها عنواناً وموضوعاً ؟ إنني ـ بتجرد كامل ـ أبحث هذه القضية، ذلك لأني أرى العالم عاد إلى أصله أو حن إلى فطرته عندما رفع شعار هذه الإنسانية.

إن الدين الذي بلغه المصطفون الأخيار من فجر الخليقة إلى الآن هو هذه الإنسانية الراشدة لأنها تسمع صوت العقل، الصالحة لأنها تسمع صوت الضمير أي صوت القلب الطهور الذي يحسن الحسن ويقبح القبيح.

وعندما يكون الدين هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، فما الجديد الذي ينكره الإنسان، وينتصب لمقاومته ؟ نعم ساء عرض الدين فى أعصار طويلة ، وطولب البشر أحياناً بما يخالف الفطرة، وتأباه الطباع القويمة، ولست أقبل هذا الوضع، ومن حق أولي الألباب أن يرفضوا ما يكذبه العقل، وما تتأذى منه الفطرة، لأنه ليس ديناً نازلاً من السماء، وإنما هو نبت سام خرج من الأرض.

إن سير اليهودية وقف لأن ما صحبها من صلف ودعوى يصد عنها، فالله لم يختر شعباً ليدلله ، ويمكنه من رقاب البشر، ذاك فضلاً عما ذكره العهد القديم والتلمود من صفات لله لا تليق به ولا تصدق فيه..

وقد نشب صراع ضار بين النصرانية والعلم زهقت فيه أرواح بريئة لأن آباء الكنيسة جافوا العقل وعطلوا وظائفه وأنكروا امتداده، وما كان عيسى إلا إنساناً نبيلاً يقول للناس : " إن الله ربّي وربكم فاعبدوه، هذا صراط مستقيم ".

ووقع المسلمون فيما وقع فيه من قبلهم كما جاء في الحديث: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: اليهود والنصارى؟. قال: فمن إذن.؟. ".

ومن المؤسف أن ناساً من المتكلمين في الإسلام أشبهوا كهنة الديانتين السابقتين في ضيق الأفق، ورداءة النظر، ومرض الذوق، وغش العرض، فكانوا بلاء على الإسلام وغطاء على نوره وصداً عن سبيله.

بيد أن الله تأذن بحفظ كتابه وصون وحيه وتجديد دينه ونفي الترهات عنه، ما بقي الليل والنهار..

ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً، وقد كان إبراهيم الخليل يشير إلى طبيعة الحق في أصل الإيمان عندما قال لأبيه: " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا "؟!

وكان يقيم الإيمان على مهاد اليقين العلمي عندما قال: " يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا".

وفي هذا الاتجاه نفسه من إرساء العقيدة على الصواب المستيقن تقرأ الآية الكريمة ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين).

الدين الحق، هو الإنسانية الصحيحة والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنير بالعلم، الضائق بالخرافة، النافر من الأوهام. بيد أن الذكاء الحاد وهو جزء من هذه الإنسانية ما يكمل ويستقيم إلاّ بجزء آخر ينضم إليه ويتحد معه هو القلب النظيف من الكبر والأثرة، الشاكر لأنعُم الله والمعترف بأمجاده والماضي إلى غايته في هذه الحياة على ضوء من أسمائه الحُسْنَى، وهداه القويم..

وأعرف وأنا محزون أن هناك من هبط بمعنى الدين وكاد يجعله والإنسانية نقيضين !. وأن هناك من هبط بمفهوم الإنسانية، فعزلها عن ولي نعمتها، أعني عن ربها الكبير، وحبسها في نطاق الضروريات والمرفهات وحسب !.

وأريد أن أمحو هذا التفاوت، وأستبعد أسباب الخصام بين المعنيين، فهما عند التأمل والإنصاف معنى واحد.

وأساس الصلح في نظري تجريد الإيمان من كل وهم يدمغه البرهان ؛ وتجريد الإنسانية من كل غرور يقطعها عن الوحي.

وقد رأيت من خبرتي بالإسلام أن الخطب سهل، وأنه مع احترام الفطرة البشرية ـ وهي قاسم مشترك بين الخلائق كافة ـ فإننا سنتفق على كلمة سواء..

فليس مما يليق بدعاة الإنسانية أن يذهبوا بأنفسهم ويستعلوا على هاديهم، ويستغلّوا أخطاء بعض المتدينين ليدّعوا الوحي الإلهيّ جملة، ويكتفوا بمرئياتهم وحدها، وما أكثر هناتها.

ولم أرَ أقدر من القرآن الكريم على اقتياد الإنسان إلى الحق والرشد، وترشيحه لحسنات اليوم والغد. ولم أعرف أقدر من محمد عليه الصلاة والسلام في حل المشكلات وإنارة الظلمات.

كنت أتابع التجارب الأخيرة لإطلاق الأقمار الصناعية من مكوك الفضاء الأمريكي، وتألمت لأن القمرين ـ وأحدهما اندونوس زاغا عن مدارهما، واتخذا طريقاً يجعل سعيهما في الفضاء سُدًى.

قلت: لقد بذل العلماء جهودهم، وما يستطيعون أكثر من ذلك. إن الجهد البشري قدَّر وما هدى. أما قدرة الله فشأن آخر. إن الله أعطى كل شيء خَلْقَه ثم هَدَى.

وما نوازن بين الخلق والخالق، فإن ما قد يبلغه العلماء من إبداع هو سنا من إلهام الكبير المتعال، بيد أن ما حدث يلفت النظر إلى عظمة من أطلق الكون في الفضاء فهو يسير في نظامه المرسوم مسخراً دءوباً، يعلو ويدنو، ويشرق ويغرب، وما يتزحزح عن مداره قيد أنملة، ولا يتقدم ولا يتأخر في مساره لحظة عين.

يستحيل أن يخرج شيء على إرادة الله منذ " استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض: ائتيا طوْعاً أو كَرْها قالت أتينا طائعين ".

في جَوّ التوحيد الذي جعلني القرآن أتنفس فيه تمرّ بي خواطر لعلها جديرة بالتسجيل.. ضمني يوماً مجلس نابض بالتفكير العميق والحوار المخلص، وبينما أنا مشغول به دارت عيني في المكان كله، ووعيت أرجاءه جيداً، وإذا هاتف نفسي يقول لي: إن الصورة التي تراها الآن هنا يراها ربك أوضح وأشمل (أبصر به وأسمع) .

وانتابني لون من الخشوع العابر، ثم رحلت عن هذا المكان، وكان سفري بالطائرة وحللت في فندق آخر، وضمني مع آخرين مجلس جديد، وتجدد الهاتف النفسي الأول مع زيادة :

إن الله يراك الآن في هذا المجلس، ويرى الذين حَلّوا بعدك في المجلس السابق، إن رؤيته لم تنقص لا هنا ولا هناك (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ) .

وتتابعت الهواتف: لماذا استوقفك هذان المجلسان؟ إن الشهود الالهي يشرق على كل مكان قَلّ فيه الناس أو كثروا (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) . أوَلا تذكر قول العلماء إنه يستوي فى العلم الإلهي يونس وهو فى بطن الحوت ومحمد وهو فى سدرة المنتهى؟ وكذلك تستوي فيه هباءة ترتعش في شعاع الشمس، وحصاة تصهرها الحرارة على بعد ألف ميل في بطن الأرض..!.

وتحرك عقلي مع هذه الخواطر المتداعية وتساءل : لماذا لفتك هذا العلم المحيط وحده ؟ القضية أكبر من استيعاب السمع والبصر والعلم لذلك كله ! القضية قضية إيجاد وإمداد !

فإن كل حي يتنفس فبقدرة الله وإرادته يعيش، إنه ـ تبارك اسمه ـ قيِّم السموات والأرض ومن فيهن يسوق الرزق لكل فم، ويدير الأجهزة الهاضمة في البشر والدواب والحشرات والزواحف والطيور كي تبقى إلى حين..!

واستطرد عقلي يتابع النظر: إن ذلك ما يقع الآن بيقين، فهل ذلك جديد في الكون الحافل بالحياة والأحياء؟ أم أنني وغيري من الخلائق قطرات فى بحر الوجود الذي انطلق من الأزل، واستمر هديره إلى يوم الناس هذا، وسوف يبقى ما شاء له القائم على كل نفس بما كسبت ، الذي جعل الأرض فراشاً والسماء بناء ، والذي أمات وأحيا ، وأضحك وأبكى ؟!.

نعم فى اللحظة الواحدة قد يقهقه نشوان بالسرور، وقد يحشرج محتضر راحل عن الدنيا.

والمشيئة العليا من وراء الأضداد كلها تعمل، لا يَحدّها زمان ولا مكان. ما أغرب هذا الوجود كله، وما أعظم من أبدعه، وأشرف على مسيرته، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. إننا ـ بما أودع فينا من عقول ـ نستطيع معرفة الله، ونستطيع دراسة عظمته في الكون الذي ذرأه ، لكننا لن نعرف الغيوب. وأول هذه الغيوب المعجزة أن نعرف كُنه الخالق، ذلك مستحيل، إن الكلمة لا تعرف كاتبها، إن القمر الصناعي ـ لو عقل ـ ما يعرف كنه الذي أطلقه.

الشمس تطلع كل صباح في عالمنا الصغير على خمسة مليارات من البشر، كل امرئ منهم يضبط جسمه وفكره ووجدانه، ومشاعره المهتاجة أو الراكدة، وحياته القاصدة أو الصاعدة، طفلا كان أو شيخاً، ذكراً كان أو أنثى.. هذا الرب الكبير، يضبطها جميعاً في آن واحد، مع عوالم أخرى لا ندريها، أفليس من الغرور والتطاول أن يحاول أحد منا معرفة سر هذه الذات؟

إن الإيمان ليس لغزاً، والدين ليس بدعاً ولغط الشكاكين ليس إلاّ سخفاً (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) .

المشكلة الأولى ما يضمه الناس إلى الدين من هوى والدين منه بريء، وما نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل، وكل مسلك يأباه امرؤ سوي، وتقاومه الفطرة السليمة يستحيل أن يكون ديناً. وتدبر قوله سبحانه وتعالى: (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ، قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد .. ) .

ولما كانت الإنسانية قد بلغت شأوا كبيراً من الارتقاء في عصرنا الحاضر، وكانت الحضارة الغربية ـ بشقيها الصليبي والشيوعي ـ هي سيدة الموقف، وقائدة العالم، فإن صلة هذه الحضارة بالإسلام أهمتني، واستولت على مساحة رحبة من فكري..

وقد انتهيت بعد سياحة عقلية بعيدة المدى إلى أن العالم يحتاج إلى دين طبيعي لا تكلف فيه ولا تعسف! دين يوائم العقل لا يخاصمه أبداً، ويتجاوب مع الفطرة فهو منها وهي منه.

وصلة الحضارة الحديثة بالعرب أيام صدارتهم لا يمكن إنكارها، فإن أحبار اليهود وآباء الكنيسة جميعاً حرصوا على الالتحاق بجامعات الأندلس، والارتواء من ثقافتها الخصبة.

وقد ترجموا القرآن إلى العبرية واللاتينية، وبقيت هذه التراجم حكراً على الأحبار والحاخامات حتى تمكن رجال الإصلاح الديني في أوربا من الاطلاع على هذه النسخ المترجمة، وكان لها في مناهجهم الفكرية أثر كبير..

ومنذ ثورة " كرومويل " في إنجلترا سمح بنشر القرآن بالإنجليزية لأول مرة، ثم نشر بالألمانية، مع الإشارة هنا إلى أن قراءة القرآن المترجم في الأقطار الكاثوليكية كانت محرّمة، وتعرض صاحبها لقرار الحرمان. ومن ثم فإن الترجمات القرآنية لم تشع إلاّ حيث أعلنت الحرية الدينية، وهذا ما مَكَّنَ رجال الفكر الميالين إلى عقيدة التوحيد من تفهم الإسلام والمقارنة بين تعاليمه ومواريثهم، وإصدار أحكام تتسم بالشجاعة والتحرر.

كان من حظي أن أقرأ عدة صفحات من كتاب لمفكر مسيحي واسع الذكاء اسمه " أبادى " Abbadie ، طبع بأمستردام سنة 1719 للميلاد، والطبعة التي قرأت ترجمة لصفحاتها الأولى هي الطبعة السادسة.

ومن السطور التي استوقفتني هذه الكلمات "... إن المسيح يعلن في إنجيله : الفقهاء يعرفون من إنتاجهم.. وهذا القول لا يبعد عن الحقيقة إذ الحقيقة نفسها هي التي نتعلم منها !

واستناداً إلى هذا المبدأ لا يسعنا إلاّ أن يكون لنا رأي رفيع في مكانة محمد وعدِّه نبياً عظيماً، فقد علّم البشر أن يفردوا ربهم بالسلطان المطلق، ولم يمنح هذا السلطان أحداً من الخلق ! ودفع الأجيال المتعاقبة إلى عبادة الله ذي الجلال والإكرام، فالله فوق عرشه رفيع الدرجات، والناس في إطار الخليقة الفقيرة إليه وحده.

هل هناك شرع أكثر صحة من هذا الشرع ؟. إن القرآن كتاب نبيل (!) ومن المؤكد أن محمداً شتت به ضلالات كثيرة، ونحن نخطئ إذا أنكرنا الألقاب التي يضفيها المسلمون على محمد.. ".

هذا كتاب طبع في أوائل القرن الثامن عشر ينصف الإسلام ويؤكد ما شرحناه هنا من أن أوربا بحاجة إلى دين طبيعي، إلى إيمان فطري إلى تعاليم يرتضيها العقل الحر والطبع النقي.

ترى هل ينهض العرب بهذا العبء؟

----------( يُتَّبَع )----------
#محمد_الغزالى
#الغزو_الثقافي_يمتد_في_فراغنا
كلمة حرة
نشر في 12 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع