Facebook Pixel
قوم يزرعون الخبيث ويتركون الطيب!
1649 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

رضيت كل الرضا عندما رأيت الطائرات المصرية تبيد أشجار الأفيون والحشيش التى زرعها بعض البدو فى سيناء وعجبت لقوم يزرعون الخبيث ويتركون الطيب من كتاب الحق المر

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [426] : فى "الطور"

رضيت كل الرضا عندما رأيت الطائرات المصرية تبيد أشجار الأفيون والحشيش التى زرعها بعض البدو فى سيناء وعجبت لقوم يزرعون الخبيث ويتركون الطيب!.

لماذا لم يغرسوا قمحا أو شعيرا؟ لماذا لم يغرسوا فواكه أو نخيلا؟

إن سيناء من أقطار البحر المتوسط التى تجود فيه زراعة الزيتون فلماذا ماتت هذه الزراعة مع أن القرآن ذكرها منسوبة إلى منابتها (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين).

إن الأجيال تتغير وإن الأراضى كذلك تتغير والذى يرى سيناء الآن يعجب للصفرة والوحشة اللتين تكسوان سطحها وآكامها.

وذكرياتى فى سيناء بئيسة فقد اعتقلت فى "الطور" نحو عام ورأيت بدوها لا يكادون يفقهون قولا، وشعرت بأن الحكام فى القاهرة قد جعلوا ترابها المبارك منفى لمن ينقمون منه!

قلت لنفسى وأنا فى "الطور": هنا هبطت نعمة النبوة على موسى عليه السلام، سمع النداء المقدس (إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * و أنا اخترتك فاستمع لما يوحى)

لقد أمسى راعى الغنم قائد شعب كبير، ولقد حمل الوحى وذهب إلى فرعون يقول له بأدب رقيق (فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى) .

لكن فرعون زهد فى هذه الهداية، إنه يريد أن يعبده الناس لا أن يعبد هو الله!. وحرر موسى عليه السلام قومه من عبودية قاسية ولكن محرر العبيد لم يكن يدرى أن قومه يحملون للعالم أشد الضغائن، وأن قلوبهم قدت من الحجارة.

إنهم الآن يمنعون "الصليب الأحمر" من تقديم الطعام إلى ثلاثة آلاف عربى جائع فى الخليل، فرضوا عليهم منع التجوال فهم محبوسون فى بيوتهم ليهلكوا من المسغبة!!.

والمعركة اليوم محتدمة بين المستكبرين الذين يرون أنفسهم أتباع موسى عليه السلام وبين المستضعفين الذين يُحسبون أتباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم لا يربطهم برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب قائم..

وشرعت أفكر فى أمتنا وفى أوضاعنا... وعدت إلى زراع المخدرات فى سيناء، إنهم لو حصدوا ما غرسوا، لأرسلوا الموت إلى الوادى وقتلوا بسمومهم ألوف الأسر، ولكن الله سلم..

بيد أن هناك فى ميدان الأدب والفكر أشخاصا آخرين يكرهون الوحى ويخاصمون تراث محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كله ، ويبذرون فى الحياة بذور الكفران بالله والدار الآخرة.

إن هؤلاء أضرى على الحياة العامة من ناشرى المخدرات .. ليس من الإبداع أن تحارب الصلاة والتقوى! وأن تحتفى بالشهوات والأهواء وأن تمنع عودة المؤمنين إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم .. إن هذا تمهيد لجاهلية حديثة ينشدها الاستعمار.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 27 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع