Facebook Pixel
إلى متى تغيب الشريعة؟
752 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

إن فى دهاليز أو خزائن مجلس الشعب مشروعا تم إعداده للعودة إلى الشريعة الإسلامي، لكنه آن الأوان لنفض الغبار عنه؟ والنظر بجد فى تطبيقه؟ من كتاب الحق المر

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [449] : إلى متى تغيب الشريعة؟

مواد القانون الوضعى تنضم إلى المسلسلات المنحلة فى تصديع المجتمع؟ وتجفيف بقايا الخير فيه، الروايات الماجنة عندما تعرض على الناشئة تلفتهم إلى شرور ما كانوا يعرفونها، وعندما تعرض على الكبار تجرئهم على ما كانوا يتهيبونه!

ثم يجئ القانون فيعامل المجرم معاملة الأب الحانى! وأقصى ما يؤاخذه به سنون تطول أو تقصر يقضيها فى ضيافة السجون، ثم يخرج بعدها قلما يعرف طريقا للتوبة...

أولو الألباب يلحظون أن المجتمع يتهاوى، وأن الجرائم تنمو كما وكيفا، وأن ترك الأمة على هذا النحو حكم عليها بالضياع! لابد من العودة إلى الشريعة الإسلامية وقوانينها الصارمة؟ حتى نستأصل شأفة الجريمة؟ ونسكن من روع الناس...

إننى أتصور غافلا يؤثر لذة عاجلة على النعيم المقيم، أو يقدم متعة سريعة على مواعيد الدار الآخرة! لكنى لا أتصور من يؤثر الضرر العاجل على الخير الباقى!

ماذا فى القانون الوضعى من فائدة تجعلنا نشاق الله ورسوله من أجله؟ لقد تكشفت عورات هذا القانون، وبدأت آثاره السيئة تزحف من كل ناحية، والمآسى التى تطالعنا بها الصحف كل يوم تهيب بنا أن نتحرك لتغييره وإنقاذ الناس من عجزه!.

من أيام سمعت قصة ثلاثة ملثمين دخلوا "بوتيك " تديره امرأة كادحة، وأبرزوا السكاكين، وطلبوا ما جمعت من مال حصيلة سعيها طول النهار، واستسلمت المرأة وهى ترى عيون قتلة، وتركت لهم المال المطلوب ففروا به..!

قلت: لو علم هؤلاء أن قانونا يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف؟ وأنه من الممكن أن تصلب أجسادهم فى بعض الميادين نكالا لهم وردعا للآخرين؟ أكانوا يتآمرون على نهب الآمنين وقطع طرقهم؟ ما معنى الشفقة على هؤلاء الغلاظ؟ ما معنى الاستهانة بآلام المظلومين والمسروقين؟

أعرف أن هناك متعصبين للقوانين الوضعية، وما أحسب عامتهم على دين!

والمرء قد يتعصب لشىء يحسبه خيرا؟ فهو يتشبث به ويدافع عن خيره الموهوم، لكن ما معنى التعصب إذا كان هناك أفضل وأنفع مما يتعصب له؟

جربوا شرائع الحدود والقصاص عاما أو بعض عام ثم انظروا ما تجنون من ثمرها الطيب، وعيشوا فى ظلال الأمان عاما أو بعض عام!!

إن هناك من يتعصب لما عنده وحسب.. (قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين)

عندما أغار التتار على العالم الإسلامى فى القرن السابع الهجرى ألغوا أحكام الشريعة! وهل تنتظر منهم إيمانا بكتاب أو سنة؟ وجاءوا بتشريعات أخرى فى كتيب لهم أسموه "الياسق " وفرضوا على الناس الاحتكام إليه، وقد قلدت أوروبا التتار فيما فعلوا، وخضع المسلمون للغارة الأخيرة، بل إن قبائل البدو وضعت لها قوانين أخرى غير ما شرع الله، وارتضت الاحتكام إليها!!

ومع غروب شمس الشريعة أخذ الناس يخبطون فى الظلام ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون فى الأرض... وهذا هو المقصود! فلن يثبت أركان الاستعمار الجاثم إلا ما تتركه هذه الجاهلية فى البيوت والشوارع، والأخلاق والتقاليد من ضياع..

إن فى دهاليز أو خزائن مجلس الشعب مشروعا تم إعداده للعودة إلى الشريعة الإسلامية، أظن أنه قد آن الأوان لنفض الغبار عنه؟ والنظر بجد فى تطبيقه؟ لعل المحن تنزاح عنا والاطمئنان يعود إلى قلوبنا، والاعتبار يرد إلى شريعتنا..

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 28 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع