789 مشاهدة
0
0
إن الذى يجهل أين جاء؟ ولماذا خلق؟ لا معنى للحديث معه فى صلاة أو صيام، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [481] : القيمة الإنسانية
يعرف المشتغلون بالثقافة الإسلامية أن شرائع الحدود والقصاص فروع من أصل قائم وركن جامع ، وأنها إذا انقطعت عن أصلها الذى انبعثت عنه أو ركنها الذى نهضت عليه أشبهت أطراف الجسم إذا انفصلت منه لسبب أو لآخر، إنها لا تساوى شيئا، ولو أن دولة فى شرق أوروبا أو غربها تبنت العقوبات الإسلامية ـ لأمر ما ـ ما اعتنقت بذلك الإسلام ما دامت باقية على عقيدتها أو فلسفتها !.
إن ارتباط الشريعة بالعقيدة لا يمكن فكه ولا التهوين منه، ولذلك فإن إدارة أى حوار حول التشريعات الفرعية يكون ضربا من اللغو إذا لم نجب بحسم على الأسئلة الآتية: هل الألوهية حق؟ هل لله وحى ملزم؟ هل الإنسان حر فى تجاوز مراد الله؟
إن الذى يجهل أين جاء؟ ولماذا خلق؟ لا معنى للحديث معه فى صلاة أو صيام...
ومع ذلك فسأترك الحديث عن الإيمان وما يرتبط به من أنظمة خلقية خطرة وتقاليد اجتماعية بعيدة الأثر وسأشارك فى أى حوار يقترح حول القيمة الإنسانية لأى تشريع فرعى أو أى حكم فقهى، يكون معلوما من الإسلام بالضرورة، بيد أن من حق الباحث المسلم أن يتساءل : هل هذا الحوار حر حقا؟ هل سيكون ختاما لسياسة العصا الغليظة التى استخدمت عشرات السنين، وأصابت الفكر الإسلامى بعاهات مستديمة؟
إننى مستعد للنسيان وبدء صفحة جديدة أساسها الإقناع الحر، إننى أومن بالحرية إلى أبعد مدى، وعندما أعجز فى ظلها عن بلوغ هدفى أعلن انسحابى من الحياة العامة.
إن الإيمان ليس فقيرا فى أدلته وحقائقه حتى يخاف الحوار! لكنى أوجه سؤالا له ما بعده. هل الديمقراطية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه إلا أن يكون مسلما فإنه يجب أن يحكمه غيره بقوانينه وتعاليمه المستوردة؟!
وسؤال آخر يخرج من المنبع نفسه: هل القلة تنزل عن رأيها وتتبع الكثرة فى جميع البلاد الحرة إلا أن يحدث ذلك فى الأقطار العربية والإسلامية فإن للقلة أن تفرض نفسها بالقهر الإعلامى، والسلطات المفروضة، ثم تبلغ الجراءة حدها الأقصى فيقال : إن ذلك تم باسم الشعب؟!
مرحبا بالحوار فى ظل الصدق، والنزاهة، وكرامة الأفراد والجماعات.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
نشر في 01 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع