Facebook Pixel
القدرة الإلــٰهية
906 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

ما أوسع الغنى الإلهى، وما أعصاه على الإحصاء، والعوالم التى خلقها الله غير عالمنا تعجز التصور ما دق منها وما جل وترد الطرف خاسئا وهو حسير، من كتاب الحق المر

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [456] : القدرة

ما أوسع الغنى الإلهى، وما أعصاه على الإحصاء، وحسبك قوله تعالى فى حديثه القدسى " يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك فى ملكى شيئا. يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئا..! "

والعوالم التى خلقها الله ـ غير عالمنا ـ تعجز التصور ما دق منها وما جل ، وترد الطرف خاسئا وهو حسير.. وقبل أن أذهب بعيدا أتأمل فيما حولى إن الله قيم على خمسة مليارات من البشر يرزقهم ليلا ونهار، وقد جاء فى الحديث "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار".

وليست القصة تقديم طعام إلى جائع، إنه سبحانه وتعالى، يعرف مسالك الرى والشبع فى البدن، وكيف يتحول الطعام إلى طاقة يحيا المرء بها. وكيف يتحول الطعام إلى خلايا تبنى العظم واللحم وتسيل الدم فى العروق وكيف يقذف الفضلات فى الأرض لتحولها الأرض إلى أزهار وثمار فى دورة من الكون والفساد ليس لها آخر...

إن الله على كل شئ قدير وبكل شئ بصير، لقد برقت هذى المعانى فى نفسى وأنا أقرأ " مواقف " للأستاذ أنيس منصور يلخص فيها أشرف علم فى الوجود، ويتناول الإلحاد بالإنكار العلمى الساحق فيقول : " ليس كلاما علميا أن تقول إن الكون يتمدد ويتقلص من تلقاء نفسه، الجواب الذى لا جواب غيره هو : الله يريد ذلك!! لماذا؟ نحن لا نعرف ولكن لا بد أن تكون البداية هى الله ".

ربما لا نرى وسائل القدرة فى العمل. ربما لا نعرف كيف يباشر القادر الأعلى تدبير ملكوته العظيم لكننا نتساءل مع القرآن الكريم (أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها)

إن الملحد يلوك بلسانه كلمات لا معنى لها عندما يجعل الخلق والإمطار والإنبات لغير الله!! إنه يكذب على نفسه وعلى الحقيقة.

ويتساءل الأستاذ "أنيس منصور" : لماذا لا تكون فى الكون أحياء عاقلة مثلنا، وهو سؤال وارد، وأيا ما كان الأمر فالملكوت الإلهى عندنا نحن المسلمين مشحون بمن يعرف الله ويقدره حق قدره، وهناك مكلفون يقينا غير البشر، ولهم حسابهم يوم الحساب، ثم تدبر قوله تعالى (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) وقوله (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون).

لقد قلت من سنين فى أحد كتبى : إن الذى يبنى قصرا من ألف غرفة لا يسكن واحدة منها ثم يدع الباقى تصفر فيه الريح...!!

وأعجبتنى كلمة الأستاذ أنيس التى ختم بها حديثه الجميل: "إن موسى لم يستطع أن يرى الله.. إنما عرف كيف تجلى الله على الجبل فدكه دكا.. فلنحاول نحن أن نعرف كيف يتجلى الله فى الخلية الحيوانية والنباتية، أو كيف يتجلى فى فضاء مشحون بالكواكب ".

إن الملحدين حشرات مغرورة وآن لنا أن ندرك أن العلم يقود إلى الإيمان...

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 29 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع