2115 مشاهدة
1
0
معلومات في علم الفلك بطريقة قصصية رائعة، لتقرب الفكرة والمعلومات لسامعيها بطريقة سلسة وممتعة
#ألف_ليلة_وليلة_فلكيةالجزء الرابع - الفصل الخامس
الرجل الجبار والنسر الطائر ينتصران لـ سهيل !!
غابت الشمس عن الأفق .. وبغيابها .. عادت النجوم لتستيقظ من سباتها وتتلألأ تحت السماء السوداء ...
عادت النجوم لتتلألأ وكأنها حبات من الياقوت متناثرة على سجادة سوداء في منظر بديع ..
وعلى غير المعتاد من ليالي الشتاء الباردة ... شعر الجميع بدفء تلك الليلة ...
ليلة تفاوتت معها مشاعر عائلات النجوم ما بين سرور وحزن ....
ففي الجانب الشرقي من السماء .. اجتمعت نجوم السماك الرامح والسماك الأاعزل وقلب الأسد ورفقائهم من النجوم .. وبدت عليهم سعادة غامرة .. بعد أن عادوا مجددا للسماء بعد طول غياب ..
وفي الجانب الغربي من السماء .. كانت نجوم الشتاء تستعد للرحيل بعدما أنبئهم دفء تلك الليلة بقرب موعد المغادرة ... ليس ذلك فحسب .. بل والغياب كلّيا عن السماء لفترة ليست بالقصيرة.
وفي بقعة ما من السماء الغربية ... كان القمر والتوأمان والعيوق منهمكون في الحديث عن أمر ما ..إلى أن أشرقت شمس يوم جديد ... ومعه ذهبت النجوم لتخلد للنوم ...
باستثناء القمر الذي ظل مستيقظاً يفكر فيما كان يرويه رأس التوأم المؤخر ....
إلى انا غابت الشمس مرة أخرى ... وسطعت النجوم مرة أخرى ...
كان رأس التوأم المؤخر شاردا ... وإلى جواره شقيقه رأس التوأم المقدم والعيوق والقمر ينظرون إليه ...
كان ينظر صوب السماء الشمالية وتحديدا إلى بنات نعش والسماك الرامح الذي بدا متألقا في تلك الليلة ...وبدا من الواضح أن رأس التوأم المؤخر يستعيد في ذاكرته تلك الأحداث العصيبة التى وقعت في السماء الشمالية قبل ملايين السنوات ... وبينما هو شارد ومنهمك في التفكير والعودة بذاكرته إلى الماضي البعيد ... إذ بالقمر يقاطعه قائلا :
" هل أنت على ما يرام يا صديقي ؟
رأس التوأم المؤخر : نعم نعم ، إني على ما يرام ...
القمر : إذن .. هل لك ان تكمل لنا باقي الأحداث ...
رأس التوأم المؤخر : بالتأكيد يا صديقي ... لم يعد امامنا الكثير من الوقت ... فقد اقترب موعد الرحيل عن السماء ولن نلتقي مجددا إلا بعد مدة طويلة..
شعر العيوق ورأس التوأم المؤخر ومعهم القمر بالحزن من تلك الكلمات وفهموا ما قصده رأس التوأم المؤخر ...
ها هو السماك الرامح وبرفقته بنات نعش والسماك الأعزل وقلب الأسد مجتمعون في السماء الشمالية والشرقية في تلك الليلة الدافئة وفي وقت مبكر من بعد غروب الشمس ... وهذا معناه أن فصل الشتاء قد اقترب من نهايته ....
وبنهايته ... يتوجب على نجوم الشتاء إفساح المجال لرفقائهم من نجوم الربيع .... ولفترة ليست بالقصيرة ...
ووسط حالة الصمت التي كان يعيشها الرفقاء ، إذ برأس التوأم المؤخر يقطع ذاك الصمت قائلا :
حسنا ... لنكمل باقي الأحداث ... استمعوا جيدا إلى ما سوف أرويه ....
انتبه الجميع .. وبدأ رأس التوأم يروي :
" بينما كنا نسير في السماء خلف بنات نعش في تلك الليلة العصيبة ، وكنت بجوار عمي الدبران والملك الملتهب ، إذ بنا نلمح الرجل الجبار قادم نحونا من جهة الجنوب .. كان يتجه إلينا مسرعا وسط ذلك الحشد من النجوم التي جاءت من كل حدب وصوب لمواساة بنات نعش في مقتل والدهن ... حينها نظرت لعمي الدبران ووجدت على وجهه إبتسامة غامضة وكأنه ينتظر أن يأتيه الرجل الجبار بالنبأ اليقين ...
كان عمي الدبران يثق كثيرا في الرجل الجبار ... وكان على ثقة أيضا بأن سهيل من النبلاء ولا يمكن أن يكون قد ارتكب تلك الجريمة النكراء ... لكن هروبه السريع نحو الجنوب ومحاولة الرجل الجبار اللحاق به هو ما كان يشكل لغزا ...
وإلى جوار عمي الدبران ... لمحت الملك الملتهب وهو ينظر بغموض نحو الجهة القادم منها الرجل الجبار ... كان الملتهب يعلم تماما بأن سهيل طيب السمعة ومن النبلاء ... لكن مسئولية الملتهب كحاكم عادل يحظى بتوقير الجميع ويضرب المثل في العدل والنزاهة ، حتمت عليه أن يحكم بما أمامه من أدلة ... لذلك لم يستبعد تورط سهيل في جريمة القتل تلك .. وخاصة عندما ذهب الملتهب لطمأنة بنات نعش بأن الجاني سيتم عقابه ... فأجابته إحداهن بأن سهيل هو القاتل وسوف ينتقمن منه !
بعدها .. صمت رأس التوأم المؤخر قليلا .. والجميع ينظرون إليه .. إلى أن قاطعه العيوق :
نعم وماذا بعد .. مالذي حدث ؟!
يكمل رأس التوأم المؤخر :
" عندما وصل الرجل الجبار .. كان من الواضح أنه متجها نحو عمي الدبران على وجه الخصوص ... وعندما رآني صاح في وجهي : ألم أقل لك ان تعود من حيث جئت وأنك لا زلت صغيرا على تلك الأمور ...!
فرد عمي الدبران نيابة عني : إطمئن هو إلى جوارنا ولن يذهب بعيدا ... أخبرني هل توصلت لشيء ما ؟!
يميل الرجل الجبار نحو الدبران ويهمس بصوت خافت : سهيل بريء ولم يرتكب أي جرم ... روايته تبدو منطقية وأظن أنني علمت من الجاني ... أحتاج إلى أن نعقد اجتماعا لإطلاع الملك الملتهب على ما لدىّ من تفاصيل.
الدبران بارتياح : ليكن .. دع هذا الأمر لي ...
يكمل رأس التوأم المؤخر :
" حينها .. رأيت عمي الدبران يتحدث مع الملك الملتهب في حوار جانبي ... وظل الرجل الجبار يدقق النظر إلىّ بشرود .. كان من الواضح أنه يفكر بشىء غامض .. ويحاول إيجاد تفسيرا له ...
ثم رأيت عمي الدبران وقد عاد بصحبة الملك الملتهب وسمعت الملك الملتهب يقول : ليكن أيها الرجل الجبار .. سوف نجتمع الليلة لنسمع ما لديك .. و ...
وفجأة ... ونحن سائرون في منتصف السماء تقريبا ... إذ بنا نستمع لصوت قادم من بعيد ...
من أقصى الشرق ... كان نجم النسر الطائر ... وكان يردد :
"يا بنات نعش ... لا تظلمن سهيل ... وقد عرفت من القاتل"
كان يحلق بسرعة قادم نحونا وأمامه نجمي النسر الواقع وذنب الدجاجة .. فثلاثتهم تربط بينهم علاقة أزلية يعرفها جميع من في السماء .... وعندما اقترب النسر الطائر ... سمعته يقول :
" أريد لقاء الملك الملتهب ... فالأمر بالغ الخطورة ... ولدى ما يفسر غموض تلك الحادثة "
ليرد الملك الملتهب قائلا : حسنا أيها النسر الطائر ... الليلة نعقد اجتماعا لنستمع إلى ما لديك انت والرجل الجبار ... وأنا على يقين بأننا سنتوصل للقاتل ... ونطبق عليه العدالة ...
هنا يصمت رأس التوأم المؤخر طويلا .. وكذلك القمر والعيوق ورأس التوأم المؤخر...
كان رأس التوأم المؤخر يستعيد في ذاكرته ما حدث بعد ذلك ...
وحقيقة الأمر .. ان ما حدث لم يكن ليصدقه عقل ..!
ما الذي حدث .. وكيف سارت الأمور فيما بعد ..!
دعونا نتوقف هنا ... ونخبركم في المرة القادمة بباقي أحداث تلك الليلة الرهيبة...!
#Astronomy_Science #علم_الفلك
نشر في 19 نيسان 2018