1172 مشاهدة
0
0
ألف ليلة وليلة فلكية، قصص عن الفلك بطريقة رائعة توضح لنا ماذا يحدث في الفلك بصورة مقربة لنا
#ألف_ليلة_وليلة_فلكيةالجزء الرابع – الفصل الثالث
متهم بالقتل !!
منذ ملايين السنوات .. وعلى بُعد آلاف السنوات الضوئية ..
شهدت السماء الشمالية توتر شديد في ليلة من الليالي ..
ليلة باردة جاءت فيها النجوم من كل حدب وصوب وانحصرت في تلك البقعة من السماء ..
وكان من الواضح ان الحدث جلل ...
ها هو الدبران يتحدث مع الملتهب وبدا عليهما توتر شديد ..
وكان الرجل الجبار شامخا كعادته .. يتطلع إلى الحضور وإن بدت عليه علامات الحزن رغم صرامته ..
أما السماك الرامح ... فقد كان شارداً حزينا .. يحاول أن يجد تفسيرا لما يحدث في تلك الليلة العصيبة ..
ومن بعيد .. كان النسر الواقع يسرع الخطى ليلحق بالحضور ومن خلفه ذنب الدجاجة بينما كان النسر الطائر قادما من أقصى الشرق وهو يحلق بسرعة كبيرة ..
وكان من بين الحضور (رأس التوأم المؤخر) الذي لم يكن في ذاك الوقت قد تجاوز مرحلة الصبا .. لكنه شعر بأن شيئاً غير عادي يحدث في السماء الشمالية .. ورغم أنه تلقى إنذارا شديد اللهجة من الرجل الجبار بأن يغادر ويعود للهو مع توأمه (رأس التوأم المقدم) ورفقائه العيوق والثريا وغيرهم من صغار السن .. إلا أن رأس التوأم المؤخر أصر على التواجد لمعرفة ما يحدث .. حتى لو اضطر إلى التخفي عن أنظار الرجل الجبار !
وفجأة .. حدث شىء ما .. زاد من شدة التوتر وأصاب الجميع بالدهشة والحيرة والاستغراب!
فعلى مرأى الجميع .. كان (سهيل) يفر هارباً صوب الجنوب ومن ورائه الرجل الجبار يحاول اللحاق به ، بينما كان السماك الرامح يتابع ما يحدث بصمت ودهشة.
وفي ذات الوقت ، كان نجم الثعبان يهرب بسرعة جنونية تجاه الشرق في مشهد زاد من شدة الاستغراب والدهشة ...
مشهد غريب ومفاجىء ، جعل الملتهب يلتفت للدبران ويسأله : هل لديك تفسير لما يحدث؟
يصمت الدبران طويلا قبل أن يجيب : بالطبع لا .. لكن ...
وسادت حالة من الصمت الرهيب ..
---- لنعد إلى الحاضر ---
حل القمر ضيفا على التوأمان ، وبعد أن رحبّا به وانضم إليهم العيوق ، بدأ رأس التوأم المؤخر في سرد رواية عن حادثة قديمة كان هو شاهدا عليه في صباه ... وها هو الآن يكمل روايته ...
" كنت واقفا بجوار عمي الدبران والملك الملتهب .. وسمعتهما وهما يتحدثان عما يحدث في تلك الليلة العصيبة ... وقد شاهدت سهيل يفر مسرعا نحو الجنوب والرجل الجبار يحاول اللحاق به ... وفي ذات الوقت شاهدت نجم الثعبان يسرع بشدة نحو الشرق .. مما زاد من حالة التوتر ".
يصمت رأس التوأم المؤخر لفترة .. ثم يقطع القمر هذا الصمت قائلا .. نعم وماذا بعد ؟!
ظل رأس التوأم المؤخر شاردا للحظات وكأنه يحاول استعادة مشهد ما في ذاكرته .. ثم أكمل :
"في بداية الأحداث ... قابلت السماك الرامح وسألته عما يجري فلم يجبني ونصحني بالابتعاد .. وعندما وجد أنني مُصرّ على معرفة ما يحدث ... أجابني بحزن .. حادثة قتل .. ثم صمت ".
" بعدها توالت الاحداث واحد تلو الآخر ... إلى أن شاهدنا سهيل ونجم الثعبان يفران نحو الجنوب والشرق .. "
"وبشكل مفاجيء .. سمعنا صرخات مدوية وبكاء شديد .. لم أكن أرى ما الذي يحدث بسبب الزحام ... لكني استطعت أن أميز صوت من تبكي .. كانت فتاة. انطلقت بسرعة برفقة عمي الدبران والملك الملتهب نحو مصدر الصوت ... ووسط الزحام ... شاهدت ما يفسر ذلك التوتر الشديد الذي شهدته السماء الشمالية ...
كان مشهدا مهيباً...
" أربع فتيات حسناوات يحملن نعشاً وسط الزحام ، ومن ورائهن ثلاث فتيات صغيرات أحدهن تبكي بشدة ... وإلى الشرق منهن .. كان السماك الرامح يقف حزينا شارداً وسمعته يردد " لماذا يا سهيل ... لماذا؟ "
وبينما كان رأس التوأم المؤخر يسرد الأحداث واحد تلو الآخر ، إذ بشقيقه (رأس التوأم المقدم) يقاطعه فجأة قائلا : أخي .. أنظر جهة الشرق !!
نظر رأس التوأم المؤخر جهة الشرق وأدرك ما يقصده شقيقه .. فقد كانت الشمس على وشك الشروق .. ما يعني ان الليل قد انقضى وحان وقت النوم ... فأكمل قائلا :
"حسناً يا رفاق .. لنخلد إلى النوم الآن ... وفي المساء نكمل روايتنا " ...
أدرك الجميع أن وقت النوم قد حان ... واختتم القمر الحديث في تلك الليلة قائلا :
"حسناً يا رفاق ... لنخلد إلى النوم الآن ، ونستمع للتفاصيل المثيرة في الليلة القادمة ".
#Astronomy_Science #علم_الفلك
نشر في 05 نيسان 2018