1362 مشاهدة
0
0
ألف ليلة وليلة فلكية، قصص عن الفلك بطريقة رائعة مقربة لنا لنفهما بالشكل الصحيح، فما هي بداية الشر في الفلك
#ألف_ليلة_وليلة_فلكيةالجزء الثاني - الفصل الثاني
____ بداية الشر ____
باهتمام شديد .. جلس (القمر) يستمع لرواية (الدبران) عن تلك الأحداث التي شهدتها السماء في الماضي البعيد والتي أحدثت تغيراً كبيراً في العلاقات بين النجوم. ظل (الدبران) يروي أحداثاً مثيرة واحدة تلو الأخرى إلى أن شعر بالإرهاق ، وقد لاحظ (القمر) ما بدا عليه (الدبران) من تعب وإعياء ، فطلب منه أن يذهب ليستريح وينال قسطاً من النوم ثم يكمل له باقي الرواية فيما بعد. وبالفعل ذهب (الدبران) للنوم ، بينما ظل (القمر) مستيقظا شارداً ، يفكر فيما رواه (الدبران) له ، وكيف عرف الشر طريقه إلى السماء بعد أن كان الجميع يعيشون في مودة وسلام .... ( للتعرف على التفاصيل يمكنكم الإطلاع على الفصل السابق) ...
استيقظ (الدبران) من النوم ، وبدا نشيطاً وهو يلقي التحية على ضيفه القمر وعلى جميع من في السماء الشرقية. وبين (القمر) و(الدبران) دار هذا الحديث :
القمر : طاب مساؤك جَدِّي الدبران ، هل تشعر بالتحسن الآن ؟!
الدبران : طاب مساؤك يا بني .. نعم أشعر بتحسن كبير الآن بعد أن نلت قسطاً وافياً من النوم.
تهللت أسارير (القمر) وهو يقول : إذن أنا مستعد لكي تكمل لي باقي الرواية.
يبتسم (الدبران) : بالطبع يا بني ، سوف أكمل لك باقي الرواية ، أنت بالذات يجب أن تعلمها لكي تأخذ حذرك .. لكن ذكرني .. أين توقفنا؟
شعر القمر بالقلق من تلك العبارة ، لكنه تناسى قلقه ..
وراح القمر يذَكّر الدبران بما رواه له في الليلة السابقة وأين توقف :
" آخر ما أخبرتني به هو أن (العقرب) زاركم في الماضي وكان ضيفاً ثقيلاً لم تكن مرتاح لزيارته ، وكان (الرجل الجبار) صبياً قوياً يتعلم الصيد .. حينها ناديت عليه وطلبت منه أن يرحب بضيفكم (العقرب) ويجلس معه ، بينما استأذنت أنت من (العقرب) لكي تذهب وتنام قليلاً بعد يوم شاق ... ولم تكد تخلد إلى النوم حتى استيقظت فجأة على صرخة مدوية .. كانت بمثابة بداية الشر " ....
يرد (الدبران) : نعم يا بني ، ما حدث في تلك الليلة لم يكن متوقعاً ، لكنه حدث ومعه انقلبت السماء رأساً على عقب .. إجلس وسأكمل لك ..
وراح (الدبران) يقص على القمر باقي الرواية ..
" استيقظت فجأة على صرخة مدوية وما رأيته كان أمراً محزناً. كان (الرجل الجبار) ممداً دون حركة ، حاولت إسعافه بمساعدة أشقائنا من النجوم الأخرى لكن دون فائدة. حاولنا إسعافه بشتى الطرق عديدة بكننا لم ننجح .. خيَّم الحزن على جميع من في السماء وأعلنَّا الحداد ليلتها حزناّ على الرجل الجبار . بكيت كثيراً على فراق هذا الصبي الشجاع المهذب. لكن أمراً ما كان دائما يشغل ذهني ، فلم أكن أرى (العقرب) حينها ، أين ذهب ؟ وهل له علاقة بمقتل (الرجل الجبار)؟ وإذا كان مسئولاً عن ذلك الحادث الإجرامي ، ما الدافع الذي جعله يفعل ذلك ، وقد استقبلنا وأكرمناه؟
أقيمت الجنازة حداداً على مقتل (الرجل الجبار) ، وشارك فيها جميع من في السماء عدا (العقرب) و (السماك الرامح) ، لم يكن لهما أي أثر ، كنت دوماً ألتمس العذر للسماك الرامح بسبب عمله الشاق كحارس للسماء ، لكني دوماً كنت أتسائل .. أين اختفى العقرب؟؟
هنا .. يصمت (الدبران) برهة وهو ينظر إلى القمر الذي بدت على وجهه علامات الاهتمام الشديد والحزن والفزع في آن واحد ، ثم يكمل :
" أقيمت مراسم الجنازة بحضور جميع من في السماء عدا العقرب والسماك الرامح ، وكان في مقدمة الجنازة نجم (الملتهب) وهو الملك العادل المشغول دوماً بإرساء العدالة وبدأ بذلك الحديث :
" أخوتي وأبنائي الكرام .. الليلة وقع حادث أليم لم تعرفه السماء من قبل ، فقد قُتل (الرجل الجبار) غدراً ولم يُعْرَف سبب الجريمة بعد .. هل جميع في السماء حاضرون؟؟
تتعالى الأصوات ، ثم يصيح نجم (قلب الأسد) : لا أرى العقرب ولا السماك الرامح !
يلتفت الجميع فيما بينهم ، ثم تختلط الأصوات : نعم ، لا نرى العقرب ولا السماك الرامح.
يطالبهم (الملتهب) الهدوء ، ثم يقول ، حسناً ، سوق يتم استجوابهم فيما بعد ، لكن ، دعونا الآن نستمع (للدبران) ، فكلنا يعلم علاقته القوية بالراحل (الرجل الجبار) ، ونعلم كذلك أن (الدبران) كان بمثابة الأب له .. تقدم أيها (الدبران) وأخبرنا بما تعلمه.
هنا يصمت (الدبران) طويلاً ، ما جعل (القمر) ينتبه لذلك ويقول : نعم يا جدّى ، أكمل الرواية ، ماذا حدث وماذا قلت أمام الجميع ؟
يكمل (الدبران) :
" بعد أن طلب الملتهب الاستماع إلى أقوالي ، تقدمت للأمام ، وبدأت أسرد ما حدث أمام الجميع ، بدءاً من زيارة (العقرب) الغير متوقعة لنا ، وانتهاءاً باستيقاظي فجأة على صرخة مدوية لأجد الرجل (الجبار) ممدا دون حراك .. مروراً ببقية الأحداث. ثم فجأة ، وجدت (السماك الرامح) يأتي مسرعاً من جهة الشرق وكانت تبدو عليه علامات الإضطراب الشديد ..
يكمل (الدبران) : ثم بدأت الأصوات تتعالى : " ها قد أتى (السماك الرامح) .. أين كنت .. هل علمت بما حدث للرجل الجبار .. تحدث .. تكلم ..
سادت حالة من الفوضى العارمة بين الحضور .. تبعها صيحة قوية من (الملتهب) : " توقفوا عن هذا .. فلنستمع جميعا لأقوال (السماك الرامح).. هيا تقدم وأخبرنا أين كنت ولماذا تأخرت عن الجنازة ...
تقدم (السماك الرامح) والجميع ينظرون إليه وكأنه هو القاتل .. وأثناء سيره ، ألقى نظرة حزينة ومودِّعة على (الرجل الجبار) الذي كان بمثابة أخيه الأصغر .. ثم صعد إلى جوار (الملتهب) وبدأ بالتحدث .. وما إن بدأ بالحديث ، حتى انتابت الجميع دهشة عارمة ..
فقد كان ما رواه (السماك الرامح) غريباً وعجيباً بكل المقاييس ... ما رواه لم تعهده السماء من قبل ...
دعونا نتوقف هنا الآن .. ونروي شهادة (السماك الرامح) المثيرة وبقية الأحداث في المرة القادمة 😊
#Astronomy_Science #علم_الفلك
نشر في 15 شباط 2018