1347 مشاهدة
0
0
قصص ومعلومات فلكية بطريقة قصصية رائعة، تبسط وتقرب لنا المعلومات بطريقة مبسطة لتفهمها والإلمام بها جميعاً
#ألف_ليلة_وليلة_فلكيةالجزء الثالث - الفصل الثالث و الأخير
_______ عودة الأميرة المفقودة ونهاية سعيدة______
كانت الشمس تميل إلى الغرب وقد بدأت النجوم تستيقظ من نومها. وفي وسط السماء ، كانت الثريا تتجول برفقة القمر وسط النجوم ، وطلب منها (القمر) أن تكمل روايتها .....
وبدأت الثريا تروي ....
" تعلم أيها (القمر) أن الملك (الملتهب) يحظى بحب واحترام الجميع بسبب عدله وتواضعه ، ورغم ذلك ، فإن زوجته الملكة (كاسيوبيا) ، مغرورة ومتكبرة إلى حد لا يمكن وصفه. غرورها هذا أثار غضب من في السماء ، وقد شهدت ذلك بنفسي في زمن بعيد عندما كنت صغيرة وحينها كنت ألهو مع صديقتي ابنتهما الصغيرة الأميرة (أندروميدا) ولولا ذلك البطل (برشاوش) ، لكانت (أندروميدا) في عداد الأموات"
ظهرت على القمر علامات الدهشة والاستغراب وهو يستمع إلى الثريا وهي تكمل روايتها ..
" في إحدى الليالي ، كنت ذاهبة لزيارة (أندروميدا) .. وعندما وصلت ، وجدت الملك الملتهب وعلى وجه علامات حزن شديد وصدمة ، وكانت الملكة (كاسيوبيا) تبكي بشدة وتردد "كل هذا بسببي ، عودي إلىّ يا صغيرتي" ، حينها انتابتني صدمة وسألت الملك (الملتهب) "أين (أندروميدا) ، ما الذي حدث لها". فأجابني :" يا بنيتي ، لقد أُختطفت (أندروميدا) ولا أدري أين هي ، ثم تابع وهو ينظر بغضب شديد إلى زوجته الملكة (كاسيوبيا) : " قلت لكِ مراراً ، كفاكي غرورا واستهزاءاً ، هل تدرين ما الذي فعلتيه ، لقد فقدت ابنتي بسببك ، بسبب غرورك الغير مبرر".
تلتقط (الثريا) أنفاسها لبرهة ، ثم تكمل :
" وبينما كان الحزن والألم يعتصرنا في هذا المشهد المهيب ، رأينا (برشاوش) قادم إلينا بسرعة من بعيد ، وبعد أن وصل وألقى علينا التحية .. وعد الملك الملتهب بأنه سيبحث عن الأميرة المفقودة (أندروميدا) .....
صمتت (الثريا) فترة من الزمن ، وبدروه طلب منها (القمر) أن تكمل قائلا : وماذا حدث بعد ذلك؟
الثريا :بعد عدة ليالي ، رأينا (برشاوش) وهو متجه نحونا وبرفقته (أندروميدا) مغشياً عليها ، وكان حاملا بيده رأس عجيب الشكل ، علمت فيما بعده أنه رأس (قيطس) ، ذلك الوحش القاتل.
بالتأكيد أحسسنا بسعادة غامرة بعد عودة الأميرة المفقودة ، لكن الملك (الملتهب) ، أصر أن يعلم ما الذي حدث بالضبط وكيف استطاع البطل (برشاوش) أن يعثر عليها.
جلس (برشاوش) ليستريح قليلا ويلتقط أنفاسه ، ثم بدأ يروي للملتهب ما حدث :
" كنت أقطع السماء شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا بحثاً عن الأميرة (أندروميدا) ، وأخيرا وجدتها وقد كان (قيطس) يحاول التهامها"
شعرت الملكة (كاسيوبيا) بقشعريرة باردة بعد سماعها كلمة (قيطس) ، بينما كان (الملتهب) يستمع باهتمام لما يرويه (برشاوش) الذي أكمل :
" عندما وصلت ، طلبت من (قيطس) أن يترك الأميرة وشأنها ، لكنه بدلا من أن يستمع إلى ، طالبني بألا أتدخل في هذا الأمر وأخبرني بأن (أندروميدا) هي فريسته التي طال انتظارها"
ثم نظر (برشاوش) إلى الملكة (كاسيوبيا) - وأكمل :
" لم يكتف (قيطس) بهذا ، بل أخبرني أيضا ، بأنه يتمنى رؤية الملكة (كاسيوبيا)(المغرورة المتغطرسة) لكي تشاهده وهو يلتهم ابنتها عقابا لها على غرورها واستهزائها بالجميع".
بعد انتهاء تلك الجملة ، نظر (الملتهب) نظرة شديدة الغضب تجاه زوجته الملكة (كاسيوبيا) ، التي نكست رأسها بحزن بعد أن أحست أنها كانت السبب في فقدان ابنتها ، ولكن (برشاوش) أسرع لينهي الحديث :
" بعدها ، قمت بتحذير (قيطس) بأنه لو تعرض للأميرة بسوء ، سوف تكون نهايته ، لم يستجب (قيطس) وضحك بسخرية ، ولم يكتفي بهذا فحسب ، بل حاول التهامي .. هنا وجدت أن الفرصة قد سنحت للقضاء على ذلك الوحش القاتل وانقاذ الاميرة ، استليت سيفي وأجهزت عليه ، وبعد أن قطعت رأسه ، قمت بتحرير الأميرة ، وها هي الآن بين أيديكم سالمة لم يصبها سوء".
صمتت (الثريا) فترة من الزمن ، بعد أن روت للقمر ما سمعته من (برشاوش) في تلك الليلة ، مما جعل (القمر) يلتفت إليها بابتسامة قائلا : وماذا بعد؟
قالت الثريا : لا زلت أتذكر تلك الكلمات التس قالها (الملتهب) (لبرشاوش) في حضورنا ، فقد قال (لبرشاوش) :
" يا بني ، أنا مدين لك بحياتي ، أنقذت ابنتي العزيزة من براثن ذلك الوحش الغادر ، وعدت إلينا برأسه بعد أن قطعتها ، هذا إن دل فإنما يدل على شهامتك وشجاعتك ... ليلة غد ، أدعوك لحضور حفل كبير بمناسبة عودة الأميرة (أندروميدا) وسوف تحضره جميع نجوم السماء"
تكمل الثريا :
" عُقَد الحفل بحضور الجميع ، وكنت أقف بجوار صديقتي الأميرة (أندروميدا) ، وبعدما تأكد من حضور الجميع ، صعد الملك (الملتهب) للمنصة وطلب من الجميع أن يستمعوا إليه .. وقال :
" أخوتي وأبنائي ، تعلمون أن (برشاوش) أنقذ ابنتي من موت محقق ، وأنا مدين له ، وبهذه المناسبة ، أعلن أمامكم جميعا زواج ابنتي الأمير (أندروميدا) من البطل (برشاوش)".
وتنهي الثريا روايتها : سادت حالة من السعادة الكبيرة وسط الحضور ، وبارك لهما الجميع ... كانت (أندروميدا) سعيدة جدا وكذلك برشاوش ... ومنذ ذلك الحين عاشا معاً في سعادة غامرة". وكفت (كاسيوبيا) عن غرورها الذي كان ليودي بحياة ابنتها يوما ما.
يقاطعها القمر بضحكة عالية : وأنتي أيتها الثريا ، ألا تتعظي وتكفي عن غرورك!
الثريا ضاحكة : على الأقل غروري ليس كغرور الملكة (كاسيوبيا).
ظلا (القمر) و(الثريا) يضحكان بصوت عال على تلك الدعابة ، وأُسدل الستار على رواية اليوم ... بانتظار روايات أخرى ترويها نجوم أخرى.
#Astronomy_Science #علم_الفلك
نشر في 15 آذار 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع