Facebook Pixel
كارثة كبرى في السماء الشمالية
954 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

سطع القمر بلونه الفضي الجذاب ، وملأ السماء بضوء فيروزي مما أثار انتباه الجميع ودارت أحاديث جانبية في طول السماء وعرضها متغزلة في جمال القمر وبهائه في تلك الليلة الصافية الباردة

#ألف_ليلة_وليلة_فلكية

الجزء الرابع – الفصل الثاني

كارثة كبرى وتوتر شديد في السماء الشمالية

في تلك الليلة ، سطع (القمر) بلونه الفضي الجذاب ، وملأ السماء بضوء فيروزي مما أثار انتباه الجميع ودارت أحاديث جانبية في طول السماء وعرضها متغزلة في جمال (القمر) وبهائه في تلك الليلة الصافية الباردة.
وفي السماء الشرقية .. حيث كان (القمر) نازلا ضيفا على (التوأمان) ، دار بينه وبينهما حديثا مازحا .. فقد كان (التوأمان) يٌعرفان بخفة ظلهما وأنهما دائما الشجار والخلاف على أبسط الأشياء .. وقد وضح هذا جليا عندما طلب منهما (القمر) أن يقصا عليه أحد الروايات ، فما كان منهما إلا أن تشاجرا على " من يقص الرواية". فرأس (التوأم المؤخر) يرى أنه الأكبر والأجدر بأن يروي روايته ، بينما يرى (رأس التوأم المقدم) أن روايته أكثر إمتاعا من رواية توأمه. وفي نهاية المطاف ، طلب منهما (القمر) أن يهدئا وان يمتثلا لقرعة ، الفائز فيها هو من يروي أولا .. وبالفعل تم إجراء القرعة ووقع الاختيار على (رأس التوأم المؤخر) .. وعلى إثر ذلك ، استعد (القمر) و(رأس التوأم المقدم) و(العيوق) من بعيد للاستماع لرواية (رأس التوأم المؤخر) ... وكانت البداية :
رأس التوأم المؤخر : أرجو أن تٌصغوا جيدا لما سوف أرويه ، وأنا متأكد من أنكم سوف تندهشون.
القمر : كلنا آذان صاغية ....
وبدأ رأس التوأم المؤخر روايته :
"منذ زمن بعيد عندما كنت طفلا ألهو مع (أخي) و (الثريا) و (العيوق) ، شاهدت اضطرابا غير عادي في السماء الشمالية .. ، لم يكن لدى حينها معرفة بكثير من النجوم باستثناء جدنا (الدبران) و(الرجل الجبار )و (السماك الرامح) ومن كانوا أطفالا صغار وهم (الثريا) و(العيوق) وبالطبع أخي رأس التوأم المقدم. وعندما زاد الاضطراب في السماء الشمالية ، ذهبت خلسة دون أن يشعر بي أصدقائي على أمل أن أفهم ما الذي يحدث هناك. رأيت (الرجل الجبار) وهو يحاول منع المتعاركين من إيذاء بعضهم ، وكان جدنا (الدبران) يتحدث مع الملك (الملتهب) وهو متأثر بشدة ، ورأيت (السماك الرامح) وهو يجري بسرعة صوب السماء الشمالية قبل أن يتوقف فجأة دون حراك وعلى وجهه علامات حزن شديد ... وعندما اقتربت منه سألته مالذي يجري وما سبب كل هذه النزاعات .. أجابني بأنني لا زلت صغيرا ولن أفهم مثل هذه الأشياء بل وطلب مني أن أعود لألهو مع أصدقائي خوفا من أن يصيبني مكروه".
يصمت (رأس التوأم المؤخر) لبرهة وهو ينظر إلى المستمعين والذين بدت على وجوههم علامات استغراب ودهشة كبيرة ... ثم يكمل :
" بعد أن طلب مني (السماك الرامح) العودة ، رفضت وكنت مُصرا على معرفة ما يحدث .. وعندما تأكد (السماك الرامح) بأنني لن أعود .. أجابني بحزن ... "حادثة قتل .. متهم فيها واحد من أعز أصدقائنا" !
دُهش (القمر) و(العيوق) و(رأس التوأم المقدم) مما يرويه (رأس التوأم المؤخر) .. والذي أكمل :
" شعرت بخوف شديد وحزن مما قاله (السماك الرامح) وسألته .. من الذي قُتل ومن هو المتهم"
وقبل أن يجيبني (السماك الرامح) ... أخذ (الرجل الجبار) يصيح في وجهي بقوة " هيا ابتعد من هنا ... هل تريد أن يتم قتلك أنت الآخر " ؟ عد إلى شقيقك وأصدقاؤك ولا تأتي هنا ثانية !!
أحسست بالخوف من هول الحدث حتى كدت أبكي وأنا في طريقي للعودة ، وأثناء سيري في السماء ، مررت بجوار جدنا (الدبران) و(الملتهب) واستمعت لجزء من حوارهم :
الدبران : كانت شكوكي في محلها أيها (الملك الملتهب) ، قلت سابقا أن حادثة (العقرب) و(الرجل والجبار) لن تمر مرور الكرام وأن الشر قادم لا محالة ، وها نحن الأمام أمام كارثة.
الملتهب : أوافقك الرأي تماما أيها العجوز الحكيم ، لكن برأيك ، من تظنه ارتكب هذه الجريمة النكراء ، وهل تصدق ما يقال بأن .....
قاطعه الدبران فجأة : أنظر هناك .. يا إلهي
نظر الملتهب نحو الجهة التي أشار إليها (الدبران) .. وما رآه كان غريباً عجيباً ...
ما رآه الملتهب جعل شكوكه تزداد بشأن القاتل ... وإن كان دائما يحاول تبديد تلك الشكوك ...
لكن .. ما الذي حدث تحديدا .. ومن هو القاتل ومن القتيل ؟ ولماذا الجميع في حالة توتر شديد هذه المرة؟؟ توتر شديد لم تعرفه السماء من قبل؟
هذا ما سيرويه لنا (رأس التوأم المؤخر) في المرة القادمة .. انتظروا تفاصيل مثيرة.

#Astronomy_Science #علم_الفلك
علم الفلك - Astronomy Science
نشر في 29 آذار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع