Facebook Pixel
ألف ليلة وليلة فلكية
1624 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

أخبار عن الفلك بطريقة شعرية رائعة توصف لنا بعض الأشياء الفلكية، لا هن أخذن بثأرهن ولا ارتاحت أجسادهن

#ألف_ليلة_وليلة_فلكية

الجزء الرابع – الفصل السادس والأخير

لا هن أخذن بثأرهن .. ولا ارتاحت أجسادهن

أقبل الليل وعادت النجوم لتلتقي من جديد ..
وفي السماء الغربية .. جلس القمر بجوار التوأمان والعيوق .. ليستمع لباقي تلك الرواية العجيبة
رواية بنات نعش وسهيل ..
سهيل ... ذلك النجم اللامع ... الذي يتلألأ بلون أبيض ... مع نبضات حمراء في منتصفه ... تزيده إشراقا وبهاءا
جلس القمر ومعه العيوق ورأس التوأم المقدم .. وكان رأس التوأم المؤخر يقص عليهم ما حدث في تلك الليلة قبل ملايين السنوات ... وتحديدا في تلك البقعة البعيدة في السماء الشمالية ...
بنات نعش يقطعن السماء من الشمال إلى الجنوب ...يطالبن بالقصاص من سهيل .. ومن خلفهن تسير النجوم.
ثم يظهر الرجل الجبار من الجنوب بعد أن التقى سهيل (الهارب) ... ويخبر الدبران والملتهب بأن لديه ما يثبت براءة سهيل ..
وبعد ذلك بمدة قصيرة .. يظهر النسر الطائر من الشرق .. ويطلب لقاء الملك الملتهب لكي يخبره بما لديه ... ويؤكد أنه تعرف على القاتل ...
كل الدلائل كانت تشير إلى أن سهيل بريء من دم نعش ...
وبينما كان رأس التوأم المؤخر يستعيد الأحداث ... إذ بشقيقه رأس التوأم المقدم يطلب منه إكمال باقي ... وبالفعل بدأ رأس التوأم المؤخر يكمل باقي الأحداث :
" بعدما وصل الرجل الجبار ... طلب لقاء الملتهب ... وقد وافق الملتهب طالبا من الدبران أن يحضر هذا الاجتماع ... وبينما كنا سائرون ... ظهر النسر الطائر من الشرق و عندما وصل ... طلب هو الآخر لقاء الملتهب وإخباره بما لديه ... حينها قال الملتهب : " حسنا ... دعوني أولا أخبر السماك الرامح بأننا سوف نتخلف عن المسيرة قليلا ... ثم نعقد الاجتماع "
"وبالفعل .. ذهب الملتهب إلى السماك الرامح وأخبره بالأمر .. ثم عاد وأخبرنا بأنه سوف يعقد اجتماعا مغلقا يضم الرجل الجبار والنسر الطائر ومعهم الدبران ... فقد كان الملتهب يستشير الدبران دوما فيي أي قضية لما لديه من حكمة وخبرة في التعامل مع هكذا مواضيع ... ويشهد على ذلك .. العداء القديم بين الرجل الجبار والعقرب ... وكيف كان للدبران دور مؤثر في كشف لغز تلك القضية المعقدة ... "
كان الجميع ينظرون باهتمام لرأس التوأم المؤخر وهو يكمل :
"عقد الاجتماع في جهة ما من السماء .. كنت أراقبهم من بعيد .. كان الملتهب يستمع بتركيز شديد .. وإلى جواره الدبران .. وقد بدا النسر الطائر شديد الانفعال .. بينما كان الرجل الجبار يتحدث بهدوء شديد ...
وبعد مدة ليست بالطويلة .. عادوا مرة أخرى ... ورأيت الملتهب يذهب مرة أخرى للسماك الرامح .. وأكاد أجزم أن السماك الرامح كان ليغشى عليه ..فقد كانت علامات الذهول واضحة تماما عليه ...”
ثم فجأة وعلى غير المعتاد ... رأيت الملك الملتهب يتخذ مكانا منفردا ... وقد بدت ملامح الهيبة والصرامة .. ثم رأيت السماك الرامح .. يستوقف المسيرة .. قائلا بصوت قوي وصارم :
" أيها الأخوة في كل بقاع السماء ... في هذا الظرف العصيب والحدث الجلل الذي لم تعرفه السماء من قبل .. أو أن أخبركم بأن الملك الملتهب يريد إلقاء كلمة هامة .. فلنستمع جميعا إليه ..
صمت الجميع وتوقفوا عن السير .. وإن لم تتوقف بنات نعش .. لكن السماك الرامح ذهب إليهن وأخبرهن بأن يتوقفوا قليلا ويستمعن لكلمة الملتهب ...
ران صمت رهيب ثقيل على السماء في تلك اللحظات ... إلى أن بدأ الملتهب الحديث بصوته الهاديء المهيب :
" تعلمون جميعا أن بنات نعش لهن تقدير خاص .. هن زينة السماء الشمالية ولطالما قدمن خدماتهن ولم يبخلن على أحد ... وكما تعلمون أيضا .. سهيل هو أحد النبلاء ... لم نرى منه شر قط .. لكنه اليوم متهم بقتل نعش والد البنات ... وعليه أن يثبت براءته وإلا سوف يتم القصاص منه ... الليلة .. جاءني الرجل الجبار بأنباء تؤكد براءة سهيل .. والنسر الطائر مشكورا ..أخبرني بأن لديه ما يثبت كذلك براءة سهيل .. بل وما يجعلنا نكشف القاتل بسهولة .. لن أطيل عليكم .. دعونا نستمع إليهما .. فليتحدث الرجل الجبار أولا"
وبدأ الرجل الجبار يتحدث أمام الحضور .. وجاءت كلماته كالصاعقة فوق الرؤوس .. فقد قال :
" أود أولا أن أوجه سؤلا لشقيقاتي بنات نعش ... لماذا تتهمن سهيل وفقط سهيل .. أليس من المحتمل ان يكون بريئا؟"
ردت البنت الكبرى وهي تبكي : " سهيل هو القاتل .. رأيت دم أبي يغرق سهيل ... وعندما اكتشف أني رأيته .. هرب بسرعة نحو الجنوب" .. سهيل هو القاتل وسوف نقتص منه"
يرد الرجل الجبار بصوت واهن على غير عادته الصارمة : " أنا مقدر شعوركن يا بنات نعش .. لكن سهيل لم يقتل أباكن .. بل كان يحاول إنقاذه من ذلك القاتل الجبان ... ثم يكمل الرجل الجبار :
" لقد شككت في امر سهيل ... وانطلقت خلفه بسرعة في محاول للقبض عليه والانتقام منه... وعندما اقتربت منه قال لي وهو يبكي بحزن عميق : لا تظلمني يا أخي .. لست انا القاتل ... بل كنت أحاول تخليص نعش وإنقاذه ... القاتل في السماء الشرقية.. القاتل في السماء الشرقية ..!
ثم أخبرني سهيل بما جرى ... لكني لن أتحدث في هذا الأمر .. بل سيحدثكم عنه النسر الطائر .. وقبل أن يصعد أخي النسر الطائر للحديث ... أو إخباركم بأن ما لديه يتطابق تماما مع ما أخبرني سهيل به .. ومن ثم فقد ثبتت براءته ... الآن أخبرتكم بما لدي .. وأطلب الغذن من الملك الملتهب في أن يسمح للنسر الطائر بالحديث ..!
هنا يصمت رأس التوأم المؤخر ليلتقط أنفاسه ويستعيد بعض الأحداث ثم يكمل :
" بعد أن اختتم الرجل الجبار كلمته ... سمعت الملك الملتهب وهو يقول : حسنا .. فليبدأ النسر الطائر بالحديث ويخبرنا بما لديه..."
وبالفعل بدأ النسر الطائر يتحدث ... وكان ثابتا واثقا من نفسه ... خاصة وأن أشقائه " النسر الواقع وذنب الدجاجة " كانا إلى جواره ومنهما استمد ثقته ..
يقاطع الفمر رأس التوأم المؤخر قائلا : وماذا قال النسر الطائر ؟
يرد رأس التوأم المؤخر :
بدأ النسر الطائر حديثه قائلا : نجم الثعبان هو القاتل ..!!!
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة على رؤوس الجميع ... وسادت حالة من الهرج الشديد بين الحضور .. فلم يكن احد يتوقع هذا .. باستثناء نجم واحد كان يتابع بصمت .. نجم السماك الرامح ... حارس السماء ..!
طالب الملك الملتهب الجميع بالهدوء ... وأشار للنسر الطائر أن يكمل حديثه ... وبالفعل بدأ النسر الطائر يشرح ما قاله :
" أخوتي استمعوا إلى جيدا .. عندما وقعت تلك الحادثة .. كنت في أقصى الشرق ... لم يكن الليل قد حل عندي بعد ... وعندما علم شقيقي النسر الواقع بتلك الفاجعة ... أخبرني ... حينها حاولت الوصول إليكم في الشمال بأقصى سرعة .. وأثناء سيري لمحت سهيل وهو يفر بسرعة نحو الجنوب ... وفي ذات الوقت ... رأيت بالأسفل نجم الثعبان عائد بسرعة نحو الشرق .. ولكن لونه كان على غير المعتاد .. فقد بدا بلون أحمر قان .."
يكمل النسر الطائر :
ولأن السماء في تلك الجهة كانت خالية تماما من النجوم وقت وقوع الحدث ... هبطت على مسافة قريبة .. وقد سمعت نجم الثعبان يقول : لن أتركك على قيد الحياة يا سهيل .. انت الوحيد الذي رآني وانا أقتل نعش .. لن اتركك.
بدت رواية النسر الطائر مقنعة تماما للجميع .. خاصة وأنه سمع نجم الثعبان وهو يتوعد سهيل بالقتل .. وهو ما يطابق ما سمعه الرجل الجبار من سهيل ..
بعد ما قاله النسر الطائر .. تدخل الملك الملتهب .. ليعلن أمام الجميع براءة سهيل من دم نعش ... وأن القاتل هو الثعبان ...
لكن بنات نعش لم يصدقن ما قيل ... وظللن مصرات على أن سهيل هو القاتل ولابد من الثأر منه ....
هنا ينظر رأس التوأم المؤخر إلى شقيقه والعيوق والقمر قائلا :
"ومنذ ذلك الحين .. وبنات نعش تائهات في السماء بحثا عن سهيل ... فلا هن أدركن سهيل للأخذ بثأرهن .. ولا ارتاحت أجسادهن ". ..
ثم صمت ...!
وصمت الجميع صمتا طويلا ... قبل أن يقطع القمر ذلك الصمت قائلا ...
"يالها من رواية ... سوف تظل خالدة تتوارثها الأجيال "
يرد العيوق : نعم ... وقد أبدع رأس التوأم المؤخر في سردها ..
أما رأس التوأم المقدم ... فظل صامتا .. ليسأله القمر : ما بك يا صديقي ؟ ألا تتحدث معنا ..!
رأس التوأم المقدم : أفكر في الليالي القادمة ... فقد حان موعد رحيلنا عن السماء ...
وصمت الجميع مرة أخرى ...
صمتا طويلا ثقيلا .. فقد حان موعد الرحيل .. وربما الفراق ...
لفترة ليست بالقصيرة ...
وهنا تدخل القمر قائلا : هون عليك يا صديقي .. سوف نلتقي مجددا .. وتذكر انك ستروي لي الرواية القادمة ..!
يبتسم الجميع .. ويرد رأس التوأم المقدم : بالطبع يا صديقي لكن متى ...!؟
يصمت الجميع للمرة الأخيرة ... قبل أن يغيبوا تماما عن السماء ...
غاب التوأمان والقمر والعيوق ... وبغيابهم أسدل الستار ..
وانتهت الرواية ...
رواية بنات نعش وسهيل
ولا نعلم متى سوف يظهر القمر من جديد ... ومع من سيلتقي ...!
لكنه حتما سيظهر ...
ويستمع لروايات أخري
من نجوم أخرى ...
في أوقات أخرى ...

#Astronomy_Science #علم_الفلك
علم الفلك - Astronomy Science
نشر في 26 نيسان 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع